كشفت مصادر عبرية وعربية عن مخطط جديد يعد له كيان الاحتلال لتغيير طريقة توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة المحاصر بشكل جذري، وذلك بعد تجميد دام قرابة شهرين ونصف.

ونقلت صحيفة "تايمز أوف كيان اسرائيل" عن مسؤولين تأكيدهما أن الخطة تقضي بالتحول من التوزيع بالجملة وتخزين المساعدات، إلى الاعتماد على المنظمات الدولية وشركات أمن خاصة لتوزيع صناديق الطعام مباشرة على عائلات غزة.

وبحسب الخطة المشبوهة، سيتم تخصيص ممثل لكل عائلة فلسطينية مكلف بالوصول إلى منطقة أمنية تابعة لجيش الاحتلال في جنوب غزة، حيث سيتم تسليم المساعدات بعد خضوعها لعدة مراحل من التفتيش المهين. وستحتوي كل حصة على كمية محدودة من الطعام تكفي لعدة أيام فقط، مما يجبر ممثلي العائلات على تكرار الرحلة المحفوفة بالمخاطر لاستلام المزيد.

ويزعم كيان الاحتلال أن هذه الطريقة الجديدة ستحد من قدرة حركة حماس على الوصول إلى المساعدات، إلا أن مراقبين يرون فيها محاولة للسيطرة الكاملة على تدفق الغذاء وتضييق الخناق على السكان.

ورغم معارضة رئيس أركان جيش العدو، لن يشارك الجيش بشكل مباشر في عملية التوزيع، لكنه سيوفر غطاءً أمنيًا خارجيًا للشركات الخاصة والمنظمات الدولية المشاركة. وكشفت المصادر أن من بين الشركات الرئيسية المرشحة لتنفيذ الخطة فرعًا لشركة استشارات أمن قومي أمريكية مرتبطة بوزير الشؤون الإستراتيجية في حكومة الاحتلال.

وأقر مسؤول في كيان الاحتلال بأنه لا يوجد جدول زمني محدد لبدء تطبيق هذا النظام الجديد، لكن جيش العدو يزعم أنه لم يتبق سوى أسابيع قليلة قبل وقوع أزمة إنسانية كارثية في القطاع. وكان كيان الاحتلال قد أوقف دخول المساعدات إلى غزة في الثاني من مارس الماضي، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.

ويبرر كيان الاحتلال هذا التضييق الخانق باتهامات لحركة حماس بتحويل مسار جزء كبير من المساعدات خلال الهدنة السابقة، زاعمًا أن 650 شاحنة يوميًا كانت كافية لإطعام السكان لفترة طويلة، وهو ما يناقضه الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.

وأشار مسؤول عربي مطلع على تفاصيل الخطة إلى شكوك عميقة في قدرتها على إقصاء حماس من عملية التوزيع، محذرًا من أن الممثلين المكلفين بجمع الطعام لعائلاتهم سيواجهون رحلة خطيرة وطويلة من خيامهم في مناطق النزوح، مما يجعلهم أهدافًا سهلة.

وأضاف المسؤول العربي أن الخطة تحدد أيضًا كميات ضئيلة من الطعام لكل عائلة، بالكاد تكفي للبقاء على قيد الحياة، واصفًا الأمر بأنه "حساب دقيق للسعرات الحرارية لسكان يعانون من الجوع منذ شهور". كما أعرب عن تشككه في إمكانية تطبيق هذه الخطة المحدودة على نطاق واسع ليشمل جميع سكان قطاع غزة المدمر.

وختم المسؤول العربي حديثه محذرًا من أن "هذا يبدو جزءًا من الزحف البطيء نحو احتلال دائم لغزة، حيث سيصبح جيش الاحتلال المسؤول المباشر عن توزيع المساعدات"، مشيرًا إلى أن البديل الأفضل هو توظيف أشخاص مرتبطين بالسلطة الفلسطينية، وهي فكرة رفضها كيان الاحتلال بشكل قاطع.

الحقيقة الدولية - وكالات