نشر بتاريخ :
02/05/2025
توقيت عمان - القدس
10:27:50 PM
اكتشاف انتشار خفي لفيروس إنفلونزا الطيور بين الأبقار في الولايات المتحدة يثير المخاوف
كشف المركز
الوطني لأمراض الحيوان التابع لإدارة الزراعة الأمريكية، بالتعاون مع عدد من
المؤسسات الأكاديمية، عن انتشار صامت ومقلق لفيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة A (H5N1) بين الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة.
وأظهرت
التحليلات الجينية أن عملية إعادة توزيع جينات الفيروس في الطيور البرية سبقت
انتقاله إلى الأبقار، وهو ما سمح للأبقار المصابة، سواء ظهرت عليها أعراض المرض أم
لا، بنقل الفيروس إلى مناطق مختلفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة دون علم
السلطات.
كما كشف تسلسل
الجينوم الفيروسي عن وجود طفرات منخفضة التردد مرتبطة بزيادة كفاءة انتقال الفيروس
وتكيفه مع الثدييات، الأمر الذي أثار مخاوف جدية لدى خبراء الصحة العامة بشأن
احتمالية انتشار المرض في المستقبل بين أنواع أخرى من الحيوانات، وربما انتقاله
إلى البشر بشكل أوسع.
وتُعد فيروسات
إنفلونزا الطيور شديدة الضراوة من العوامل الرئيسية التي تتسبب في أضرار جسيمة
لصحة الحيوانات والاقتصاد الزراعي، بالإضافة إلى أنها تحمل في طياتها خطر تفشي
الأوبئة بين البشر. ومنذ عبور هذا الفيروس للمحيط الأطلسي في أواخر عام 2021،
تسببت سلالة H5N1 2.3.4.4b في موجات تفش واسعة النطاق في أمريكا
الشمالية، مما أدى إلى حالات نفوق جماعي بين الطيور البرية والدواجن، وأثار مخاوف
بشأن قدرته على تجاوز الحواجز بين الأنواع المختلفة.
وفي الدراسة
التي أجراها الفريق البحثي، تم إجراء تحقيق جينومي ووبائي دقيق لتتبع مسار انتشار
الفيروس وتحديد الآثار المترتبة عليه بين الماشية. وقد تم جمع عينات من 26 مزرعة
ألبان في ثماني ولايات أمريكية مختلفة، بالإضافة إلى ست مزارع دواجن في ثلاث
ولايات أخرى خلال فترة التفشي الأولية للمرض.
وخضع التسلسل
الجيني الكامل للعينات الفيروسية المأخوذة من الأبقار والدواجن لتحليل شامل،
واستُخدمت التحاليل الفيزيولوجية ونماذج التطور لتحديد المصدر الرئيسي للعدوى.
ووفقًا للنتائج، تأكد وجود النمط الجيني B3.13 من سلالة H5N1 2.3.4.4b في عينات الحليب، مع اكتشاف محدود للفيروس
في مسحات الأنف.
وكشف التحليل
التطوري أن الفيروسات المعزولة من الأبقار تتجمع ضمن مجموعة وراثية واحدة، مما
يشير بقوة إلى وقوع حدث انتقال واحد للفيروس من الطيور البرية إلى الأبقار في
أواخر عام 2023. وقد تبع ذلك انتقال صامت للفيروس بين رؤوس الماشية لعدة أشهر قبل
تأكيد أولى حالات التفشي في مارس 2024. وبعد دخوله إلى قطعان الماشية، استمر
الفيروس في الانتشار إلى الدواجن وحيوانات أخرى مثل الراكون والقطط والطيور
البرية.
كما تم اكتشاف
حالة إصابة بأحد العاملين في مزارع الألبان بنمط وراثي مختلف قليلًا عن الفيروس
الموجود في الماشية، لكن التاريخ الوبائي يشير إلى وجود صلة قوية بين هذه الإصابة
وتعرضه للأبقار المصابة. وعلى الرغم من أن العدوى يُرجح أنها نشأت من الماشية، إلا
أنه لا يمكن استبعاد احتمال انتقال الفيروس من مضيف آخر لم يتم أخذ عينات منه.
وأظهرت
البيانات أيضًا أن الأبقار المصابة قد تفرز الفيروس لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى
ثلاثة أسابيع، مما يزيد بشكل كبير من خطر انتقاله إلى حيوانات أخرى مثل الدواجن
والحيوانات البرية. ويعتقد الباحثون أن الفيروس المنتشر حاليًا في الأبقار قد
يمتلك قدرة تطورية تجعله أكثر قابلية للانتقال بين الثدييات.
وتشير
الدراسات إلى أن وجود متغيرات وراثية منخفضة التردد مرتبطة بزيادة ضراوة الفيروس
وقدرته على التكيف مع الثدييات في عينات الأبقار يعزز من أهمية المراقبة الدقيقة
لهذه المتحورات، حيث أن انتشارها وتوسعها قد يؤدي إلى زيادة خطر انتقال العدوى من
الحيوانات إلى البشر.
الحقيقة
الدولية - وكالات