نشر بتاريخ :
02/05/2025
توقيت عمان - القدس
10:21:19 PM
فتحت السلطات
الإسبانية تحقيقًا موسعًا مع والدين، يبلغان من العمر 53 و48 عامًا، بعد اكتشاف
ثلاثة من أطفالهما تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات محتجزين داخل منزلهم في بلدة
فيتوريا بمقاطعة أستوريا، شمالي إسبانيا، في بيئة وصفتها التحقيقات بـ "غير
إنسانية".
بداية الشكوك
والاكتشاف المروع:
بدأت القصة
ببلاغ من إحدى الجارات التي ساورتها الشكوك بعد سماع أصوات الأطفال من المنزل دون
رؤيتهم مطلقًا في الخارج. استجاب الحرس المدني للبلاغ ليكتشف ما وصفته الصحافة
الإسبانية بـ "بيت الرعب" في مدينة أوفييدو، حيث وُجد الأطفال في ظروف
مروعة.
عزلة قسرية
منذ عام 2021:
كشفت
التحقيقات الأولية أن الأطفال الثلاثة، وهم توأمان يبلغان من العمر 8 سنوات
وشقيقهما الأكبر البالغ من العمر 10 سنوات، لم يغادروا المنزل منذ عام 2021 ولم
يروا ضوء الشمس طيلة هذه الفترة. وظهر على الأطفال علامات واضحة للخوف والارتباك
عند رؤية عناصر الأمن، مما يشير إلى الإهمال الشديد الذي تعرضوا له.
روتين صارم
وحياة أشبه بالرضع:
أبقى الأب
الألماني والأم الأمريكية أطفالهما محتجزين داخل المنزل، ومنعوهما من الخروج أو
التفاعل مع العالم الخارجي. وكان الأطفال يرتدون الحفاضات ويخضعون لروتين صارم
يشمل مواعيد محددة لكل الأنشطة، بما في ذلك الذهاب إلى المرحاض، حيث تم التعامل
معهم كما لو كانوا رُضّعًا. وكان الترفيه الوحيد المتاح لهم هو النظر عبر النافذة
لفترات محدودة.
عزلة بدأت بعد
جائحة كوفيد-19:
يُعتقد أن هذا
السلوك بدأ بعد جائحة كوفيد-19، حيث أفاد الجيران بأن الوالدين انسحبا تمامًا من
المجتمع ولم يفتحا الباب إلا لجلب الحاجيات الأساسية. ولم يشاهد أي من الجيران
الأطفال في الشارع قط. كما لوحظ وجود كميات كبيرة من الأقنعة الطبية والأدوية داخل
المنزل.
محاولة إخفاء
الحقيقة:
عند تدخل
الشرطة المحلية بناءً على بلاغ الجارة، وجد الضباط أبًا بدا عليه الإرهاق الشديد
وطلب منهم ارتداء الأقنعة وعدم الاقتراب من أطفاله. وعند دخولهم المنزل، فوجئوا
بأن الأطفال الثلاثة يرتدون ثلاث طبقات من الكمامات ويلازمون والدتهم بحذر شديد.
إهمال بيئي
وحالة مزرية:
لاحظت الشرطة
وجود قطة في المنزل محاطة بالبراز، مما يدل على مستوى الإهمال. وكان جميع الأطفال
يرتدون الحفاضات على الرغم من تجاوزهم العمر المناسب لذلك، مما أثار قلق السلطات
ودفعها لفتح تحقيق شامل.
الأطفال
يختبرون العالم الخارجي للمرة الأولى:
بعد تحريرهم،
ظهر على الأطفال الثلاثة مشية متعثرة وغير متوازنة، لكنهم أبدوا فرحًا كبيرًا
لقدرتهم أخيرًا على السير في الشارع. ودهش المحققون من ردة فعل الأطفال الذين
انبهروا بلمس العشب، وكأنهم لم يخرجوا إلى الهواء الطلق من قبل. وقد تم نقلهم إلى
المستشفى الجامعي في أوفييدو لإجراء تقييم صحي شامل.
وصف "بيت
الرعب":
وُصف المنزل
من الخارج بأنه تقليدي، لكنه كان محاطًا بكمية من الأتربة تزيد بثلاثة أضعاف عن
المعدلات المعتادة. كما عُثر داخل المنزل على عدد كبير من أجهزة تنقية الهواء، مما
دفع مالكة العقار للاعتقاد بوجود استهلاك مفرط للكهرباء. أما حالة المنزل من
الداخل فكانت مزرية، حيث عثر على فوضى عارمة وأكوام من القمامة وفوط وسدادات قطنية
ملقاة تحت السرير، وتحول حمام الضيوف إلى مكب لحفاضات متسخة.
اعتقال
الوالدين ومصير الأطفال:
أوقفت الشرطة
الوالدين وأمرت بحبسهما احتياطيًا، بينما تستمر التحقيقات. وقد تم تسليم الأطفال
إلى رعاية الخدمات الاجتماعية في إمارة أستورياس، حيث يتلقون الآن الدعم النفسي
والصحي اللازم.
الحقيقة
الدولية - وكالات