بدأت السلطات السعودية المشرفة على مشروع "نيوم"، أكبر موقع إنشاءات في العالم، في إجراء مراجعة شاملة لجدوى هذا المشروع الضخم، الذي يعتبر حجر الزاوية في رؤية السعودية 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "فايننشال تايمز"، أطلق أيمن المديهيم، الرئيس التنفيذي الجديد لنيوم، مراجعة موسّعة للنطاق الحالي للمشروع هذا الأسبوع. وحتى الآن، لم يصدر تعليق رسمي من شركة نيوم على هذا التقرير.

ويُعد مشروع "ذا لاين"، المدينة الخطية العملاقة المكونة من ناطحتي سحاب متوازيتين بارتفاع 500 متر وتمتد عبر الصحراء، الجزء الأكثر طموحًا في نيوم. وعلى الرغم من الترويج الرسمي له كخطوة ثورية في التخطيط العمراني، إلا أنه يواجه انتقادات واسعة تتعلق بحجمه وجدوله الزمني وتكاليفه الباهظة، بالإضافة إلى اتهامات بإساءة معاملة العمال.

ونقلت "فايننشال تايمز" عن مصدر مطلع أن المراجعة الحالية تشمل "العناصر الأساسية للمشروع من حيث نطاقها"، وأوضح أن "المراجعة تجري في بيئة تعاني من محدودية الموارد، وأن بعض القرارات التي اتخذت سابقًا تحتاج إلى إعادة نظر". وأضاف مصدر آخر أن هناك "ضغطًا هائلاً على نيوم" لارتباطه الوثيق برؤية 2030، ووصفه بأنه "مشروع غير مسبوق، ليس فقط على مستوى السعودية، بل عالميًا".

وكانت الخطة الأصلية تستهدف بناء مدينة تستوعب أكثر من مليون نسمة خلال عقد من الزمن بميزانية إجمالية تصل إلى 700 مليار دولار، منها 500 مليار دولار مخصصة فقط لـ "ذا لاين". إلا أن المشروع واجه تحديات أدت إلى خفض مستهدفات الاستيعاب السكاني إلى أقل من 300 ألف نسمة، على الرغم من عدم اعتراف السلطات السعودية رسميًا بهذا التخفيض.

ومن الناحية العملية، تشير تقارير إلى تقدم في أعمال البناء الحالية، خاصة في إنشاء الأساسات والبنية التحتية الكهربائية، بما في ذلك مزارع رياح ضخمة في قلب الصحراء. إلا أن المراجعة الشاملة الجارية تثير تساؤلات حول مستقبل المشروع وطموحاته الأصلية في ظل التحديات الاقتصادية واللوجستية.

الحقيقة الدولية - وكالات