الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة البنك المركزي يقرر تخفيض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الاحتلال يكثف قصف الأبراج والمنازل في قطاع غزة الصحة لـ "الحقيقة الدولية": إغلاق المطعم الذي تسبب بتسمم طلبة في إربد وارتفاع الحالات إلى 55 وزير العدل لـ "الحقيقة الدولية": إطلاق 100 خدمة إلكترونية جديدة بنهاية العام ازدحامات خانقة نتيجة تصادم 3 مركبات في نفق الداخلية 497 ديناراً متوسط الرواتب التقاعدية لكافة المتقاعدين في 2024 أجواء معتدلة خلال عطلة نهاية الأسبوع- فيديو
القسم : بوابة الحقيقة
النفاق ووسائل التواصل الإجتماعي
نشر بتاريخ : 5/26/2018 4:42:01 PM
الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

بقلم: الأستاذ الدكتور يحيا سلامه خريسات

جاء الخطاب الرباني للمنافقين في بداية سورة المنافقين شديدا وبليغا وفصيحا حاله كحال سائر آيات الله عزوجل، فقد وصف ربنا حال المنافقين في شهادتهم لرسول الله بنبوته ظاهرا وإخفاء كفرهم باطنا وأتبعه تأكيدا لتلك النبوة بأن الله عزوجل يعلم بأن سيدنا محمد رسوله وختمها بشهادته أن المنافقين لكاذبون. 

صفات المنافقين التي ذكرت في تلك السورة خطيرة جدا، فهم أناس ألسنتهم فصيحة وكلامهم موزون وأجسادهم وهيئاتهم ومنظرهم العام يعجب جميع من يراه لما فيه من النضاره والرونق وكلامهم يسمع له، فتعتقد أنه الكلام الصادق والصحيح لإكتمال الصورة أمام المشاهد. فتتكلم عن جسم ومنظر يعجب النظار ولسان فصيح وهذه المواصفات اذا ما توافرت في شخص جعلته مسموعا ومؤثرا لدى الآخرين وكلامه مصدقا فكيف اذا كان هذا الإنسان منافقا، فإن خطورته على المجتمع كبيرة جدا يستطيع أن يغير النص ويفتي بما لم يأمر به الله ويفرق الجماعة.

إن خطورة المنافقين على المجتمع تفوق خطورة الأعداء، ذلك لأنهم يعيشون داخل المجتمع ويتلونون بلونه ويتكلمون بلسانه، أما العدو فهو ظاهرو بعيد وواضح للجميع وهو يستغل هؤلاء المنافقين لزعزعة الأمن والسلم المجتمعي من خلال ما يبثون من سموم في المجتمع. فتراهم تارة يلعبون بالدين وتارة أخرى يستغلون التركيبة المجتمعية ألواسعة ليبثوا الفرقه بين مكونات المجتمع الواحد من خلال لعبهم وإستغلالهم لملف الطائفية والمناطقية والعشائرية.

إن الأخطر من ذلك كله هو وصول هؤلاء المنافقين الى وسائل التواصل الإجتماعي وإستغلالها لتحقيق أهدافهم، فهذه الوسائل فعاله جدا ومتابعة من قبل الجميع وتأثيرها سحري وسريع على الناس.

الملاحظ أيضا أن النفاق برمته قد وصل الى جميع وسائل التواصل الإجتماعي، فترى فيها الناس يتلونون بألوان غير ألوانهم الطبيعية، وكما هو الحال في المجتمع تجدهم أكثر نفاقا وتعظيما للمسؤولين تقربا منهم أو إتقاء لشرهم.

إن المتتبع لواقع النفاق في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة، يتمنى أن تكون حياتنا الحقيقية والواقعية مرآة لهذا الواقع الإفتراضي، فترى الجميع يكتب ويمدح ويمجد وإذا حصلت المشاهدة والمقابلة  بشكل مباشر في الحياة الطبيعية ، تراهم يتصرفون وكأنهم لا يعرفون بعضهم البعض.

إن وسائل التواصل الإجتماعي وجدت ليتقارب الناس من بعضهم ووسيلة لمتابعة أخبار الغير والإطلاع على أخبار العالم والإبقاء متصلا في أي زمان ومكان حيث أصبح عالمنا الكبير قرية إلكترونية صغيرة.

حمانا الله وإياكم من النفاق والمنافقين وسخر لهذه الأمه من أبنائها من يحرصون على أمنها وسلامتها وإستقرارها.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025