نشر بتاريخ :
09/07/2025
توقيت عمان - القدس
10:06:56 PM
الحقيقة
الدولية - من المتوقع أن يمتنع الاتحاد الأوروبي عن توقيع بيان مشترك بشأن العمل
المناخي مع الصين في قمة مرتقبة ستجمع قادة الجانبين الشهر الجاري، وهو ما سيزيد
التوترات بين الجانبين حول التجارة، والحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وقال
مسؤولون أوروبيون إن بكين تقدمت بطلبات عدة لإصدار إعلان حول التزام الجانبين
المشترك تجاه المناخ، في ختام القمة التي ستعقد أواخر الشهر الجاري، بين رئيسة
المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والرئيس الصيني شي جين بينغ، احتفالاً
بمرور خمسين عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين، إلا أن بروكسل
رفضت الموافقة على إصدار بيان مشترك ما لم تتعهد الصين ببذل جهود أكبر لخفض
انبعاثات الغازات الدفيئة.
وقال
فوبكه هويكسترا، المفوض الأوروبي لشؤون المناخ: «أتفهم وجود ضغط صيني لإصدار إعلان
مشترك لما يمثله هذا الأمر من قيمة دبلوماسية، لكن ذلك في حد ذاته لا يكفي بالنسبة
للاتحاد الأوروبي».
وأضاف
إن المفوضية «تبقى منفتحة على دراسة الأمر»، إلا أنه «لا يوجد أي جدوى من إصدار
إعلان من وجهة نظرنا إلا إذا كان هناك تقدم وطموح يجب إظهارهما».
ومن
شأن البيان المشترك أن يعيد إلى الأذهان البيان الصادر عن الولايات المتحدة والصين
قبيل مؤتمر الأمم المتحدة المناخي (كوب 28) الذي انعقد في دبي عام 2023، لتأتي بعد
ذلك خطوة دونالد ترامب بسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للحد من الاحتباس
الحراري للضغط على الصين والاتحاد الأوروبي لتكثيف تعهداتهما المناخية.
ويجب
على الاتحاد الأوروبي والصين إعلان أهداف مرحلية للأمم المتحدة لعام 2035 قبل قمة
المناخ «كوب 30» التي تنعقد في البرازيل في شهر نوفمبر المقبل.
يشار
إلى أن الصين حققت أبرز تقدم بين الاقتصادات المتقدمة في استخدام الطاقة النظيفة
والنقل، لكنها لا تزال مسؤولة عن نحو ثلث الانبعاثات العالمية نتيجة اعتمادها
الشديد على الفحم في توليدها للطاقة. وقال هويكسترا: «نشعر بالفعل بأنه من الضروري
أن يكثف الفاعلون الآخرون، وخاصة الصين، جهودهم».
وخلال
الأسبوع الماضي، اقترح الاتحاد الأوروبي هدفاً بخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول
عام 2040 مقارنة بالمستويات المسجلة عام 1990. إلا أن هذا الاقتراح تعرض لانتقادات
من نشطاء لسماحه بتوفير ما يصل إلى 3% من التخفيضات من خلال شراء أرصدة الكربون في
الخارج اعتباراً من عام 2036.
في
الوقت نفسه، تواجه بروكسل ضغوطاً شديدة من الصناعة وبعض الدول الرئيسة في التكتل
لإبطاء وتيرة أجندتها الخضراء في ظل الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة،
وضغوط الرئيس ترامب لتخفيف الضوابط التي يفرضها الاتحاد الأوروبي.
وتعد
أوروبا القارة الأسرع احتراراً في العالم، ويرجع ذلك جزئياً إلى قربها من القطب
الشمالي الذي يشهد حالة من الذوبان المتسارع، وخاصة أن الصيف الجاري يسجل درجات
حرارة قياسية، كما تتعرض الصين لظواهر جوية متطرفة بشكل متزايد، بما في ذلك
الفيضانات والجفاف.
وقالت
مانون دوفور، المديرة التنفيذية لمركز «إي ثري جي» البحثي المناخي، إن الاتحاد
الأوروبي بحاجة إلى أن يكون «واضحاً تماماً» في التعامل مع الصين، لأن «الفشل في
التعامل على نحو صحيح» قد يحفز الصين على تعزيز التزاماتها الثنائية مع دول أخرى
أقل التزاماً بالعمل المناخي.
وأضافت
إنه يمكن لبيان مشترك أن يلزم الجانبين بمزيد من التعاون في النظام المالي وإصلاح
بنوك التنمية متعددة الأطراف، أو وضع معايير للتقنيات الخضراء.
ويتفق
مستشارون في السياسات المناخية على أنه في ظل غياب الولايات المتحدة عن المشهد،
هناك فرصة للاتحاد الأوروبي والصين لإظهار قدرتهما على قيادة الساحة العالمية في
قمة الأمم المتحدة للمناخ.
وترى
ليندا كاشلر، المديرة التنفيذية لمركز «استراتيجيك بيرسبكتيفز» البحثي والمستشارة
المناخية السابقة للأمم المتحدة: «يعتمد نجاح مؤتمر كوب 30 على وضع أهداف عالية
الجودة لعام 2035 من جانب الاتحاد الأوروبي والصين». وأضافت: «نحن بحاجة إلى سباق
للقمة، لا إلى القاع، من حيث الطموح».
وكالات