نشر بتاريخ :
09/07/2025
توقيت عمان - القدس
10:00:47 PM
الحقيقة الدولية - تتجه الشركات الصناعية الأمريكية بشكل
متزايد نحو سوق مراكز البيانات، لتعزيز وتيرة نموها، في محاولة للاستفادة من تدفق
الاستثمارات الهائلة إلى هذا القطاع، في ظل الطفرة الراهنة في تقنيات الذكاء
الاصطناعي.
وتُعد شركتا «جيتس إندستريال» و«جينيراك»، من بين مجموعة
من الشركات المدرجة في البورصة التي تكثّف جهودها لتصنيع وبيع معدات متخصصة، تشمل
مولدات الطاقة الاحتياطية ومضخات التبريد، المصممة خصيصاً لخدمة «شركات البنية
التحتية السحابية» العملاقة، مثل أمازون وألفابت وميتا ومايكروسوفت.
كما تسعى شركة «هانيويل»، وهي مجموعة صناعية عملاقة، تتخذ
من ولاية نورث كارولاينا مقراً لها، وتبلغ قيمتها السوقية 153 مليار دولار، إلى
دخول سوق مراكز البيانات سريعة النمو، من خلال حلول التبريد التي تقدمها.
وقال كريس شنايدر، المحلل لدى «مورغان ستانلي»: «نشهد
حالياً نمواً هائلاً مدفوعاً بالذكاء الاصطناعي، وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية،
كان السعر الذي يمكن تحصيله من عملاء مراكز البيانات، أعلى من الأسعار في قطاعات
أخرى».
ويأتي هذا التحول، بعد أن استفادت شركات أمريكية أخرى
مدرجة، مثل «كاتربيلر» و«كامنز» و«جونسون كونترولز»، من ازدهار مراكز البيانات،
وذلك في وقت أثّرت فيه حالة عدم اليقين الاقتصادي والحواجز التجارية بقوة، في عهد
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على إنفاق العملاء في قطاعات التصنيع، وسوق
العقارات التجارية.
وقد شهد نشاط المصانع في الولايات المتحدة تراجعاً خلال
الأشهر القليلة الماضية، إذ ظل مؤشر مديري المشتريات في قطاع التصنيع الصادر عن
معهد إدارة التوريد، قابعاً في منطقة الانكماش منذ مارس.
ورغم ذلك، أظهر الإنفاق على مراكز البيانات مرونة لافتة،
حيث يتوقع المحللون أن يتجاوز حجم الإنفاق على تطوير البنية التحتية الخاصة بهذه
المراكز 400 مليار دولار خلال السنة المالية الحالية، وفقاً لتقديرات شركة
«جارتنر». وتقدم شركات البنية التحتية السحابية العملاقة أكثر من ثلاثة أرباع هذا
الإنفاق، وسط توقّعات بأن يستمر النمو خلال العام المقبل.
وقال فيمال كابور الرئيس التنفيذي لشركة «هانيويل»،
للمستثمرين خلال استعراض نتائج الأعمال الأخيرة، إن الشركة «تركّز حالياً على
التحوّل نحو قطاعات أكثر نمواً، مثل مراكز البيانات». وأضاف: «هذه القطاعات تسجّل
نمواً، بغضّ النظر عن الظروف الاقتصادية الراهنة».
وخلال الأشهر الثمانية عشر الماضية، بدأت «هانيويل» في
التركيز على توفير أنظمة تحكّم مخصّصة لأنظمة التبريد الهجينة داخل مراكز
البيانات، وحقّقت نمواً مزدوج الرقم في مبيعات وحدات التحكّم الهجينة الجديدة
الخاصة بهذه المراكز والتطبيقات المشابهة.
وقال كريس شنايدر من «مورغان ستانلي»، إن خدمات ما بعد
البيع في هذا القطاع، من المرجّح أن توفّر مصدر دخل طويل الأجل للشركات الصناعية،
محذراً من أن الشركات الأصغر التي لم تدخل السوق بعد، قد تفوّت الفرصة، نظراً إلى
أن مستويات الاستثمار الحالية ستتراجع في نهاية المطاف.
من جانبها، شرعت شركة «جيتس إندستريال» – ومقرّها ولاية
كولورادو، وهي متخصّصة في تصنيع المعدات لصناعة الشاحنات الثقيلة – خلال العام
الماضي في دخول السوق من خلال تصميم أنابيب ومضخّات تُستخدم في تدوير سائل التبريد
حول رفوف الخوادم، وهي مكوّن أساسي في الوقت الراهن، خاصة مع اعتماد شرائح «بلاك
ويل» المتقدّمة من «إنفيديا» على التبريد السائل، لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي
وتشغيلها.
وقال مايك هاين نائب رئيس إدارة خطوط المنتجات العالمية في
شركة «جيتس»: «الكثير من المعدات يجري تخصيصها جزئياً»، مشيراً إلى أن منتجات
الشركة قابلة للاستخدام إلى حد كبير في مراكز البيانات.
وتسعى شركة «جينيراك»، أكبر منتج أمريكي للمولدات
المنزلية، إلى دخول سوق مراكز البيانات العملاقة، في محاولة لاستعادة سهمها
لقيمته، بعد أن انخفض بنسبة وصلت إلى 75% منذ ذروته في عام 2021، نتيجة تراجع
الطلب في نشاطها الأساسي.
وقد عمدت إدارة الشركة إلى تنويع أعمالها، لتشمل مجالات
عدّة، من بينها بطاريات الطاقة المنزلية، وشحن المركبات الكهربائية.
وقال ريكاردو نافارو رئيس وحدة مراكز البيانات في
«جينيراك»، إن الشركة استثمرت مؤخراً نحو 130 مليون دولار في منشآت مخصصة لتوسيع
نطاق إنتاج المولدات، بما يتناسب مع المشاريع الكبرى التي تخدم احتياجات الشركات
السحابية العملاقة.
وأضاف: «الوضع في مراكز البيانات فريد من نوعه، فحتى لو
تباطأ الاقتصاد في الأسواق التقليدية، يبقى هذا القطاع شبه منفصل عن حالات الركود
الاقتصادي».
وكالات