يواصل جيش الاحتلال عدوانه المستمر على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ 112 على التوالي، بينما يطال مخيم نور شمس لليوم الـ 99، وسط تصعيد ميداني متواصل وإجراءات قمعية بحق الفلسطينيين.

وأفادت مصادر محلية صباح اليوم بإصابة الشقيقين مهند وقصي عبد الهادي عثمان بالرصاص الحي في قدميهما، وذلك أثناء محاولتهما تفقد منزلهما في مخيم طولكرم لجلب بعض الأغراض، في ظل الحصار المشدد الذي يفرضه جيش الاحتلال على المخيم.

ويشهد مخيم طولكرم حالة من الاستنفار لقوات الاحتلال منذ ساعات الفجر، حيث انتشر الجنود في حارات المخيم، واستولوا على منازل المواطنين وحولوها إلى ثكنات عسكرية ونقاط قناصة، مع إطلاق كثيف للأعيرة النارية وملاحقة أي شخص يحاول الدخول إلى المخيم أو الوصول إلى منزله.

وفي سياق متصل، كثفت قوات الاحتلال إجراءاتها العسكرية على المدخل الجنوبي لمدينة طولكرم، حيث نصبت حاجزًا عسكريًا أسفل جسر جبارة، وأوقفت المركبات القادمة والمغادرة، وقامت بتفتيشها والتدقيق في هويات ركابها. وتشهد المنطقة الجنوبية للمدينة إجراءات استفزازية متكررة، حيث يقوم جنود الاحتلال بإغلاق بوابة جسر جبارة لساعات متقطعة، ونصب الحواجز، وتفتيش المركبات والتنكيل بالمدنيين، مما يعيق حركة المرور، خاصة وأن هذه المنطقة تعتبر المدخل الرئيسي للقادمين من قرى الكفريات والمحافظات الأخرى، بعد إغلاق المدخل الشرقي المحاذي لمخيم نور شمس.

كما تواصل آليات جيش الاحتلال الانتشار المكثف على مدار الساعة في شوارع مدينة طولكرم ومخيميها، وتقوم بدوريات استفزازية مصحوبة بإطلاق أبواق المركبات والسير بعكس الاتجاه، مما يعرقل حركة المواطنين والمركبات.

في غضون ذلك، يواصل جيش الاحتلال فرضه حصارًا خانقًا على مخيم نور شمس ومحيطه، ويمنع سكانه من العودة لتفقد منازلهم التي أُجبروا على مغادرتها قسرًا، وسط إطلاق نار وقنابل صوتية بشكل خاص خلال ساعات الليل.

وكان مخيم نور شمس قد شهد خلال الأيام الماضية عمليات هدم ونسف وحرق لأكثر من 20 مبنى سكني ومبانٍ أخرى مجاورة، بما تحتويه من شقق سكنية، وذلك ضمن مخطط الاحتلال لهدم 106 منازل وبنايات سكنية في المخيمين.

إلى ذلك، ما زال جيش الاحتلال يستولي على عدد من المنازل والمباني السكنية في شارع نابلس والحي الشمالي المجاور، ويحولها إلى ثكنات عسكرية بعد إجبار السكان على إخلائها قسرًا، فيما تواصل الآليات العسكرية تمركزها في المنطقة.

وأسفر العدوان المتواصل لجيش الاحتلال على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في شهرها الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، وإلحاق دمار شامل في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة.

كما تسبب العدوان في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم ما يزيد عن 25 ألف مواطن، وتدمير ما يزيد عن 400 منزل بشكل كامل، و2573 منزلًا بشكل جزئي، بالإضافة إلى إغلاق مداخل وأزقة المخيمين بالسواتر الترابية، مما حولهما إلى مناطق معزولة خالية من مظاهر الحياة.

الحقيقة الدولية - وكالات