القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
17/05/2025
توقيت عمان - القدس
11:22:37 PM
زعم فريق من
علماء الفضاء والفلك أنهم تمكنوا من حساب موعد نهاية العالم وتحديد الوقت المفترض
لحدوثه، مشيرين إلى أن المفاجأة تكمن في أن نهاية الكون ستكون أقرب بكثير من
التوقعات السابقة التي كانت سائدة في الأوساط العلمية.
ووفقًا لتقرير
نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، فقد اكتشف العلماء أن الكون يتلاشى
ويتدهور بوتيرة أسرع بكثير مما كان يُعتقد سابقًا. كما زعموا أنهم توصلوا إلى
تحديد دقيق للوقت الذي سيفنى فيه الكون بشكل كامل، مؤكدين أن هذه النهاية ستكون
أقرب بكثير مما كان متوقعًا في النظريات السابقة.
وخلص فريق من
الباحثين من جامعة رادبود في هولندا إلى استنتاج مفاده أن جميع النجوم الموجودة في
الكون ستُظلم وتفقد طاقتها في غضون فترة زمنية تُقدر بـ
"كوينفيجينتيليون" سنة، وهو رقم واحد متبوع بـ 78 صفرًا.
ويشير العلماء
إلى أن هذه المدة الزمنية أقصر بكثير من التنبؤ السابق الذي كان يقدر عمر الكون بـ
10 أس 1100 سنة، أو واحد متبوعًا بـ 1100 صفر.
وترتبط
العملية التي يعتقد العلماء أنها ستتسبب في نهاية الكون بظاهرة إشعاع
"هوكينج"، حيث تُصدر الثقوب السوداء إشعاعًا أثناء عملية
"تبخرها" التدريجي وتحولها إلى العدم.
وكان يُعتقد
في السابق أن هذه الظاهرة حصرية بالثقوب السوداء فقط، لكن الباحثين الهولنديين
أظهروا أن أجسامًا كونية أخرى مثل النجوم النيوترونية والأقزام البيضاء يمكن أن
تتبخر أيضًا بطريقة مماثلة للثقوب السوداء.
وتُمثل النجوم
النيوترونية والأقزام البيضاء المراحل الأخيرة من دورة حياة النجم. فالنجوم الضخمة
تنفجر متحولةً إلى مستعرات عظمى ثم تنهار لتشكل نجومًا نيوترونية، بينما تتدهور
النجوم الأصغر حجمًا، مثل شمسنا، لتتحول في نهاية حياتها إلى أقزام بيضاء.
ويمكن لهذه
النجوم "الميتة" أن تستمر في الوجود لفترات زمنية طويلة للغاية، ولكن
وفقًا للباحثين، فإنها تتبدد تدريجيًا وتنفجر في نهاية المطاف بمجرد أن تصبح غير
مستقرة بشكل كبير.
وبعبارة أخرى،
فإن معرفة المدة الزمنية التي يستغرقها نجم نيوتروني أو قزم أبيض لكي يموت ويتلاشى
تُساعد العلماء على فهم وتقدير الحد الأقصى لعمر الكون، لأن هذه النجوم ستكون آخر
الأجرام السماوية التي ستفقد طاقتها وتتلاشى في نهاية المطاف.
وأشار الباحث
الرئيسي في الدراسة، هينو فالكي، أستاذ علم الفلك الراديوي وفيزياء الجسيمات
الفلكية في جامعة رادبود، إلى أن الدراسات السابقة لم تأخذ في الحسبان تأثير إشعاع
"هوكينج" على هذه الأجرام السماوية، وبالتالي بالغت في تقدير الحد
الأقصى لعمر الكون.
وقد سعى فالكي
وزملاؤه إلى تصحيح هذا التقدير من خلال حساب المدة الزمنية التي تستغرقها النجوم
النيوترونية والأقزام البيضاء للتحلل والتلاشي عبر عملية مشابهة لإشعاع هوكينج،
ووجدوا أن هذه العملية تستغرق "كوينفيجينتيليون" سنة.
وقال فالكي في
بيان صحفي: "لذا فإن نهاية الكون تأتي أسرع بكثير مما كان متوقعًا في السابق،
ولكن لحسن الحظ، لا يزال الأمر سيستغرق وقتًا طويلاً جدًا قبل أن يحدث ذلك
بالفعل."
يُذكر أن
الفيزيائي البريطاني الشهير ستيفن هوكينج كان قد أوضح في عام 1975 أن الجسيمات
والإشعاعات يمكن أن تفلت من الثقب الأسود، وهو ما يتناقض مع الاعتقاد السائد في
ذلك الوقت بأنه لا يمكن لأي شيء أن يفلت من قوة جاذبية هذه الأجسام الكونية
الهائلة. ولكن وفقًا لنظرية هوكينج، يمكن أن يتشكل زوج من الجسيمات المؤقتة على
حافة الثقب الأسود، وقبل أن يندمجا معًا، يُسحب أحدهما إلى داخل الثقب الأسود
بينما يهرب الآخر إلى الفضاء الخارجي. وهذه الجسيمات الهاربة هي ما يُعرف باسم
إشعاع "هوكينج".
الحقيقة
الدولية - وكالات