العيسوي: الأردن بقيادته الهاشمية واحة أمن واستقرار وسد منيع أمام أي مخاطر 12 مليون شاهدوا البرنامج ..راهبة تكشف جرائم الاحتلال ضد المسيحيين والمسلمين في فلسطين نائبة رئيس محكمة العدل: علامات نهاية العالم تقترب.. و"الرب يعتمد عليّ لدعم إسرائيل"! لأول مرة منذ 25 عامًا.. إنزال أول كابل بحري مباشر بين الأردن ومصر كاتب مصري: أفيقوا من غيبوبة السلام يا عرب.. إسرائيل تجاوزت الحدود د. بسام العموش يكتب: ماذا يريد العالم من الفلسطيني؟ مظاهرة في السويداء ترفع أعلام الاحتلال الإسرائيلي وتطالب بالانفصال عن سوريا 3.4% من الحوادث في الأردن بسبب الرجوع للخلف- فيديو مع اقتراب عودة المدارس.. هل تبدأ حمّى أسعار القرطاسية؟ مصرع 18 وإصابة 24 في سقوط حافلة في وادي بالجزائر قانون الكهرباء العام 2025 يدخل حيز التنفيذ بورصة عمّان تسجل أعلى قيمة سوقية منذ 2010 احباط محاولات تهريب بواسطة بالونات عبر الحدود الشرقية والغربية زيلينسكي: سألتقي ترامب في واشنطن الاثنين إحباط تهريب مواد مخدرة على الواجهة الغربية
القسم : بوابة الحقيقة
شراكة في مواجهة الاحتلال
نشر بتاريخ : 8/14/2025 10:48:21 AM
حمـــادة فـراعنة

 

حمادة فراعنة

 

كل إنجاز له ثمن، وكل قرار له ثمن، وكل حرية لها ثمن، هكذا هي الحياة، والثورات، وتاريخ الشعوب، وإنجازاتها وانتصاراتها.

ولكل مجرم عقوبة، مهما بدا متبجحاً، قوياً، شرساً، فالإجرام له نهاية، ولكل احتلال نهاية، هكذا أيضاً هي حقائق التاريخ والحياة.

شعب فلسطين، يدفع ثمن حريته واستقلاله، واستعادة كرامته وحقوقه، على كامل وطنه، بشكل تدريجي، متعدد المراحل، لن يتم ذلك، دفعة واحدة، أو بضربة قاضية، بل عبر إنجازات تراكمية تدريجية، وهزيمة المستعمرة ستتم ولكن لن يتم ذلك، بقرار، بموقف، بضربة واحدة مفاجئة، بل عبر تراجع وانحسار وهزائم تراكمية تدريجية.

 المجرمون، العنصريون، الفاشيون، أعداء الفلسطينيين، وأعداء العرب المسلمين والمسيحيين، أعداء البشرية، يظهرون، ينكشفون، يتمردون أمام العالم، ولهذا بدأ العالم وشعوبه في أوروبا وأميركا مسيرته التضامنية مع الشعب الفلسطيني، وضد سلوك ومظاهر وجرائم المستعمرة الإسرائيلية.

مظاهر التضامن الخارجي مفيدة، حيث تُقلص وجود ونفوذ المستعمرة، وتفهم العالم لكذب روايتها وتضليلها، واستنادها عليها لتبرير استعمارها واحتلالها لفلسطين باعتبارها «وطن  اليهود» وفلسطين لم تكن كذلك، بل كانت وطناً لشعبها، كانت ولا تزال وستبقى وطناً للفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين واليهود، كوطن للجميع على قاعدة المساواة والعدالة، ونزع العنصرية والصهيونية واندحارها وإنهاء مشروعها بالكامل من على أرض فلسطين.

التضامن العالمي مع فلسطين مهم وضروري ومفيد، ولكن الأهم هو إجراء التغيير داخل المجتمع الإسرائيلي اليهودي، وإدراكه أن أمنه وسلامته وحضوره ومستقبله مرتبط بالفلسطيني، وليس بالمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، وهذا لن يتم جراء انقلاب بالمفاهيم السائدة، من مفاهيم عنصرية صهيونية استعمارية، إلى مفاهيم ديمقراطية تقدمية إنسانية.

ثمة تقدم في هذا المجال، ليس انقلاباً ولكنه تقدم، ولو بخطوات بسيطة، ولكنها ظاهرة، وخطوات ستؤدي الهدف بالتدرج.

الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية، لهم تاريخ مجيد في هذا المجال عبر الشراكة: الفلسطينية الإسرائيلية، العربية العبرية، الإسلامية المسيحية اليهودية، وقادتها كانوا ولا زالوا في طليعة النضال المشترك ضد الصهيونية والاحتلال.

ولكن ذلك غير كاف لتحقيق الغرض، الهدف، ولهذا بدأت اتجاهات جديدة تتخذ هذا المنحى، يقف في طليعتها المحامي طلب الصانع ابن النقب رئيس الحزب العربي الديمقراطي، ورئيس لجنة المتابعة العليا لعرب النقب، فقد سجل ما يسمى «برلمان السلام» نقيضاً لبرلمان الكنيست الاسرائيلي الذي أطلق عليه «برلمان الحرب»، بسبب نفوذ وهيمنة الأحزاب السياسية اليمينية المتطرفة مع الأحزاب الدينية اليهودية المتشددة.

طلب الصانع بعد عمله وانتخابه لعضوية الكنيست عدة دورات متتالية سجل فيها رقماً قياسياً بعدد سنوات عضويته، كعضو عربي فلسطيني، وصل إلى حصيلة ونتيجة بضرورة العمل المشترك مع الطرف الآخر، ولذلك بادر مع عضو الكنيست السابق أوفير بينيس الذي كان عضوا في الليكود، وعملا معاً من أجل «برلمان السلام».

وأول فعل سياسي قاما به، توقيع عريضة من شخصيات إسرائيلية ضد إقصاء النائب العربي الفلسطيني أيمن عودة من عضوية الكنيست، ووقع عليها شخصيات سياسية هامة شغلوا مواقع متقدمة في إدارة المؤسسات الإسرائيلية ومنهم: 1- روبي ريفلين رئيس المستعمرة السابق، 2- يهود أولمرت رئيس الوزراء السابق، 3- يهود براك رئيس الحكومة السابق، و35 وزيرا سابقا، و120 عضو كنيست سابقا، وهكذا يمكن اختصار الوصف أن ما يفعله ويؤديه طلب الصانع هو العمل على «اقتحام المجتمع الإسرائيلي» والبحث عن شراكات من بين صفوفه خدمة للقضايا الحيوية المشتركةبين الفلسطينيين والإسرائيليين.

خطوة، ليست مقطوعة عما سبقها، وتشكل خطوة إلى الأمام عما سيلحقها، وهو خيار جديد مفيد ضروري من أجل مستقبل الشعب الفلسطيني، على الطريق الطويل.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025