ورشة حول آلية التسجيل لجائزة الحسين للعمل التطوعي في جرش الاشغال تنتهي من إنارة عدد من مناطق شمال الكرك غزة تحت النار.. هجوم "إسرائيلي" واسع يفتح الأبواب على سيناريوهات خطيرة الأميرة بسمة ترعى احتفالاً بمناسبة تأسيس مؤسسة إنقاذ الطفل العميد رائد العساف مديراً لإدارة السير شارع البترا في إربد.. خطر مستمر وسط غياب إشارات السلامة- تقرير تلفزيوني سوق البحارة في الرمثا يتحول من وجهة تجارية إلى ركود حاد- تقرير تلفزيوني الصفدي إلى سوريا ويلتقي الشيباني أمير دولة قطر يزور الأردن غدا نقابة الصحفيين تُحيل 95 شخصا وأصحاب حسابات على مواقع التواصل لنائب عام عمّان إحباط محاولة تهريب مواد مخدرة بواسطة طائرات مسيرة البندورة بـ 30 قرشا.. إليكم أسعار الخضار في السوق المركزي الوحدات يلتقي المحرق البحريني غدا بدوري أبطال آسيا 2 لجنة تحقيق أممية تخلص لارتكاب الاحتلال إبادة جماعية في غزة ضبط اعتداءات جديدة على خطوط المياه في منطقة عين الباشا
القسم : مقالات مختاره
الضرب في الميت !!
نشر بتاريخ : 8/1/2017 11:24:11 AM
خيري منصور

خيري منصور

حين أرى بعض الاعلاميين ومنهم مقدّمو برامج ومعلقون يضحكون ملء اشداقهم اتذكر مثلا شعبيا سمعته في طفولتي من احد فلآحي قريتي وأعف عن ذكره؛ لأنه ليس من عالم البشر بل من عالم الحيوان !

ان هؤلاء اشبه بحفار القبور الذي وصفه السيّاب في واحدة من اهم قصائد شعرنا العربي، فهو يتغذى من الموت وحين لا يموت احد يبقى صائما الى ان يفطر على جثّة !

ان ما يجري الان في عالمنا العربي كوميديا سوداء وملطخة بالدم، فلا دانتي اليجيري في كوميدياه الالهية ولا بلزاك في كوميدياه الارضية ولا جُحا نفسه بلغ خياله الى تُخوم هذا الواقع الذي نتنفس اكاسيده الخانقة على مدار الساعة  .

نشرة اخبار واحدة من اكثر القنوات تواضعا في التقنية والامكانات تكفي للجزم بأن الديستوبيا كما تخيلها اكثر الفلاسفة تشاؤما قد تحققت، فما هو الجحيم ان لم يكن هذا الموت من كل الجهات وهذا النزيف من كل الخاصرات وهذا التشريد الذي لم تتسع له بحار او يابسة !

بقدر ما يتجسد ذلك في اساليب التعامل معها، ولا اتصور ان هناك بشرا استخفوا بمستقبل احفادهم وقالوا ليأت من بعدنا الطوفان كما فعل عرب هذه الاونة الرمادية، فهل لم يعد يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ ام ان الغيبوبة القومية بلغت اقصى درجاتها ؟

ان عنصرا اساسيا من تربوياتنا العربية كما يجزم علماء نفس واجتماع ذوو باع طويل في هذا المجال هو الانانية البلهاء وتغليب الخاص على العام وعدم القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة؛ لأن ثقافة الشخصنة لا تتيح لضحاياها ان يروا أبعد من انوفهم او ظلالهم في احسن الاحوال !

فهل يستدعي كل هذا الدم وهذا الضياع وهذا الانتهاك الذي بلغ ما بعد النخاع قليلا من المبالاة ؟ ام ان ما قاله المتنبي عن الضرب في الموتى تحقق بعد قرون من رحيله ؟؟؟


عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025