وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء – 1- 7 – 2025 العين القضاة: مادة "الميثانول" ترهق الجهاز العصبي وهي مادة خطرة جداً - فيديو ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة إلى 228 بلدية الرمثا تباشر المراحل الأخيرة من شارع الأربعين بعد انتظار لعقود - فيديو انطلاق معسكر "الصحة والشباب" في بيت شباب البترا رئيس الوزراء يستقبل رئيس الهلال الأحمر الأردني البريزات يبحث تعزيز التعاون السياحي مع منظمة السياحة العالمية في مدريد جلسة لمجلس محافظة الكرك لمراجعة مشاريع المحافظة ٢٠٢٥ مجلس محافظة جرش تقرير راصد مجحف رئيس بلدية كفرنجه يصف تقرير راصد بأنه غير دقيق انطلاق فعاليات المراكز الصيفية القرآنية في جرش النائب المشاقبة : بحاجة لخطط عابرة للحكومات ورؤية واضحة لتحقيق نجاح بالتعليم تعيين سيدة “متصرف لواء” لأول مرة في تاريخ وزارة الداخلية اكتشاف خاصية خطيرة لـ"أوميغا 3"! واشنطن تعيد موظفيها ودبلوماسييها تدريجيا للعمل بالمنطقة عقب حرب الـ12 يوما

القسم : مقالات مختاره
الضرب في الميت !!
نشر بتاريخ : 8/1/2017 11:24:11 AM
خيري منصور

خيري منصور

حين أرى بعض الاعلاميين ومنهم مقدّمو برامج ومعلقون يضحكون ملء اشداقهم اتذكر مثلا شعبيا سمعته في طفولتي من احد فلآحي قريتي وأعف عن ذكره؛ لأنه ليس من عالم البشر بل من عالم الحيوان !

ان هؤلاء اشبه بحفار القبور الذي وصفه السيّاب في واحدة من اهم قصائد شعرنا العربي، فهو يتغذى من الموت وحين لا يموت احد يبقى صائما الى ان يفطر على جثّة !

ان ما يجري الان في عالمنا العربي كوميديا سوداء وملطخة بالدم، فلا دانتي اليجيري في كوميدياه الالهية ولا بلزاك في كوميدياه الارضية ولا جُحا نفسه بلغ خياله الى تُخوم هذا الواقع الذي نتنفس اكاسيده الخانقة على مدار الساعة  .

نشرة اخبار واحدة من اكثر القنوات تواضعا في التقنية والامكانات تكفي للجزم بأن الديستوبيا كما تخيلها اكثر الفلاسفة تشاؤما قد تحققت، فما هو الجحيم ان لم يكن هذا الموت من كل الجهات وهذا النزيف من كل الخاصرات وهذا التشريد الذي لم تتسع له بحار او يابسة !

بقدر ما يتجسد ذلك في اساليب التعامل معها، ولا اتصور ان هناك بشرا استخفوا بمستقبل احفادهم وقالوا ليأت من بعدنا الطوفان كما فعل عرب هذه الاونة الرمادية، فهل لم يعد يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ؟ ام ان الغيبوبة القومية بلغت اقصى درجاتها ؟

ان عنصرا اساسيا من تربوياتنا العربية كما يجزم علماء نفس واجتماع ذوو باع طويل في هذا المجال هو الانانية البلهاء وتغليب الخاص على العام وعدم القدرة على التعامل مع المفاهيم المجردة؛ لأن ثقافة الشخصنة لا تتيح لضحاياها ان يروا أبعد من انوفهم او ظلالهم في احسن الاحوال !

فهل يستدعي كل هذا الدم وهذا الضياع وهذا الانتهاك الذي بلغ ما بعد النخاع قليلا من المبالاة ؟ ام ان ما قاله المتنبي عن الضرب في الموتى تحقق بعد قرون من رحيله ؟؟؟


عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023