الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة البنك المركزي يقرر تخفيض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الاحتلال يكثف قصف الأبراج والمنازل في قطاع غزة الصحة لـ "الحقيقة الدولية": إغلاق المطعم الذي تسبب بتسمم طلبة في إربد وارتفاع الحالات إلى 55 وزير العدل لـ "الحقيقة الدولية": إطلاق 100 خدمة إلكترونية جديدة بنهاية العام ازدحامات خانقة نتيجة تصادم 3 مركبات في نفق الداخلية 497 ديناراً متوسط الرواتب التقاعدية لكافة المتقاعدين في 2024 أجواء معتدلة خلال عطلة نهاية الأسبوع- فيديو
القسم : بوابة الحقيقة
هل يقترب المشرق العربي من نقطة اللاعودة؟
نشر بتاريخ : 4/4/2025 4:57:26 PM
بقلم: زهير الشرمان

تشهد المنطقة تحولات متسارعة تنذر باقتراب مرحلة جديدة من الصراع حيث تتزايد مؤشرات الاستنفار لدى إيران وحلفائها في لبنان والعراق واليمن في وقت تتعالى فيه أصوات التحذير من مواجهة وشيكة قد تغير خارطة النفوذ الإقليمي التصعيد الحالي لا يبدو مجرد استعراض للقوة بل يحمل في طياته حسابات سياسية وعسكرية معقدة تضع المنطقة على حافة مواجهة غير مسبوقة.

 

منذ سنوات اعتمدت إيران استراتيجية الصبر الاستراتيجي مفضلة تفادي الصدام المباشر مع خصومها والاكتفاء بإدارة المعارك عبر حلفائها الإقليميين إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تغير في هذه المعادلة حيث بات واضحا أن محور المقاومة لم يعد يرى في سياسة ضبط النفس خيارا قابلا للاستمرار الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع إيرانية في سوريا وعمليات استهداف قادة الفصائل الموالية لطهران في العراق إلى جانب الضغوط الاقتصادية الهائلة التي تعاني منها إيران بسبب العقوبات كلها عوامل دفعت طهران إلى إعادة النظر في أسلوب تعاملها مع التهديدات الخارجية.

 

في الوقت ذاته تشهد المنطقة فراغا استراتيجيا ناتجا عن تراجع النفوذ الأمريكي ما فتح المجال أمام قوى إقليمية لإعادة ترتيب أوراقها. واشنطن التي كانت تمسك بخيوط اللعبة باتت أكثر انشغالا بملفات أخرى وهو ما استغلته إيران لتعزيز نفوذها فيما تحاول إسرائيل استباق أي تغيير في موازين القوى عبر تكثيف ضرباتها العسكرية.

 

الاستنفار الحالي لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب بل يمتد إلى البعد السياسي حيث تتزايد المؤشرات على اقتراب لحظة الحسم فإما أن نشهد تصعيدا عسكريا واسع النطاق قد يتجاوز حدود الاشتباكات التقليدية أو أن يكون التصعيد الحالي مجرد ورقة ضغط لتحسين الشروط في أي مفاوضات مقبلة.

 

المعضلة التي تواجه المنطقة اليوم هي أن جميع الأطراف تدرك أن المواجهة الشاملة ستكون مكلفة لكن في الوقت ذاته لا أحد يبدو مستعدا للتراجع هذه المعادلة المعقدة تجعل من أي خطأ في الحسابات أو أي حادث غير متوقع شرارة قد تشعل صراعا إقليميا واسع النطاق.

 

وسط هذه التوترات يبرز سؤال جوهري هل نحن أمام حرب حتمية؟ أم أن التسوية لا تزال ممكنة؟ التاريخ يثبت أن التصعيد غالبا ما يكون مقدمة لاتفاقات كبرى إذ تلجأ الأطراف المتصارعة إلى رفع سقف التوتر قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكن في الشرق الأوسط تبقى الأمور أكثر تعقيدا حيث لا تتحكم المصالح السياسية وحدها في مسار الأحداث بل تدخل الأيديولوجيا والتحالفات الإقليمية والدولية على الخط ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأزمة.

 

في النهاية سواء اتجهت الأمور نحو الحرب أو التسوية فإن المنطقة مقبلة على تغييرات كبرى، الأيام القادمة ستكون حاسمة ،وقد تكون هذه اللحظة التي تعيد رسم خارطة المشرق العربي بطرق لم تكن متوقعة من قبل!


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025