كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر 2025 بمشاركة 136 ألف طالب .. انطلاق امتحانات "التوجيهي" بنظامه الجديد وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 31 – 7 -2025 الفيدرالي الأميركي يبقي على أسعار الفائدة دون تغيير ديمقراطيون في "النواب الأمريكي" يطالبون روبيو بإجراء تحقيق حول مؤسسة غزة الإنسانية التلهوني: تسجيل 21 قضية اتجار بالبشر في الأردن خلال النصف الأول "الحديد والعبداللات" : ضرورة إدراج مادة تعليمية حول الجرائم الإلكترونية في المناهج - فيديو "السعودي وعواد " : " التوجيهي" بحاجة لمراجعة - والتعليم لا يمكن اختزاله في إمتحان - فيديو بدء المرحلة الميدانية لمشروع "المرصد الشبابي لرصد أداء البلديات" في إربد وبني عبيد وصول الدفعة الثامنة من أطفال غزة للعلاج في الأردن - صور 60 شهيدا من منتظري المساعدات في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية المعايطة يفتتح سرية الهجّانة الرابعة في مغفر أم القطين التاريخي بعد إعادة ترميمه وتأهيله الأردن يجلي 112 أردنيا ورعايا دول صديقة من السويداء السورية "الأكاديمية الروسية": الزلزال "كامتشاتكا" الذي ضرب روسيا ودول المحيط الهادي أحد أقوى الزلازل في التاريخ اجتماع وزاري سوري "إسرائيلي" جديد في باكو الخميس حول "الوضع الأمني جنوب سوريا"
القسم : بوابة الحقيقة
هل يقترب المشرق العربي من نقطة اللاعودة؟
نشر بتاريخ : 4/4/2025 4:57:26 PM
بقلم: زهير الشرمان

تشهد المنطقة تحولات متسارعة تنذر باقتراب مرحلة جديدة من الصراع حيث تتزايد مؤشرات الاستنفار لدى إيران وحلفائها في لبنان والعراق واليمن في وقت تتعالى فيه أصوات التحذير من مواجهة وشيكة قد تغير خارطة النفوذ الإقليمي التصعيد الحالي لا يبدو مجرد استعراض للقوة بل يحمل في طياته حسابات سياسية وعسكرية معقدة تضع المنطقة على حافة مواجهة غير مسبوقة.

 

منذ سنوات اعتمدت إيران استراتيجية الصبر الاستراتيجي مفضلة تفادي الصدام المباشر مع خصومها والاكتفاء بإدارة المعارك عبر حلفائها الإقليميين إلا أن التطورات الأخيرة تشير إلى تغير في هذه المعادلة حيث بات واضحا أن محور المقاومة لم يعد يرى في سياسة ضبط النفس خيارا قابلا للاستمرار الضربات الإسرائيلية المتكررة على مواقع إيرانية في سوريا وعمليات استهداف قادة الفصائل الموالية لطهران في العراق إلى جانب الضغوط الاقتصادية الهائلة التي تعاني منها إيران بسبب العقوبات كلها عوامل دفعت طهران إلى إعادة النظر في أسلوب تعاملها مع التهديدات الخارجية.

 

في الوقت ذاته تشهد المنطقة فراغا استراتيجيا ناتجا عن تراجع النفوذ الأمريكي ما فتح المجال أمام قوى إقليمية لإعادة ترتيب أوراقها. واشنطن التي كانت تمسك بخيوط اللعبة باتت أكثر انشغالا بملفات أخرى وهو ما استغلته إيران لتعزيز نفوذها فيما تحاول إسرائيل استباق أي تغيير في موازين القوى عبر تكثيف ضرباتها العسكرية.

 

الاستنفار الحالي لا يقتصر على الجانب العسكري فحسب بل يمتد إلى البعد السياسي حيث تتزايد المؤشرات على اقتراب لحظة الحسم فإما أن نشهد تصعيدا عسكريا واسع النطاق قد يتجاوز حدود الاشتباكات التقليدية أو أن يكون التصعيد الحالي مجرد ورقة ضغط لتحسين الشروط في أي مفاوضات مقبلة.

 

المعضلة التي تواجه المنطقة اليوم هي أن جميع الأطراف تدرك أن المواجهة الشاملة ستكون مكلفة لكن في الوقت ذاته لا أحد يبدو مستعدا للتراجع هذه المعادلة المعقدة تجعل من أي خطأ في الحسابات أو أي حادث غير متوقع شرارة قد تشعل صراعا إقليميا واسع النطاق.

 

وسط هذه التوترات يبرز سؤال جوهري هل نحن أمام حرب حتمية؟ أم أن التسوية لا تزال ممكنة؟ التاريخ يثبت أن التصعيد غالبا ما يكون مقدمة لاتفاقات كبرى إذ تلجأ الأطراف المتصارعة إلى رفع سقف التوتر قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات لكن في الشرق الأوسط تبقى الأمور أكثر تعقيدا حيث لا تتحكم المصالح السياسية وحدها في مسار الأحداث بل تدخل الأيديولوجيا والتحالفات الإقليمية والدولية على الخط ما يجعل من الصعب التنبؤ بمسار الأزمة.

 

في النهاية سواء اتجهت الأمور نحو الحرب أو التسوية فإن المنطقة مقبلة على تغييرات كبرى، الأيام القادمة ستكون حاسمة ،وقد تكون هذه اللحظة التي تعيد رسم خارطة المشرق العربي بطرق لم تكن متوقعة من قبل!


جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025