القسم :
دولي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
02/05/2025
توقيت عمان - القدس
10:18:07 PM
على الرغم من
التكهنات حول تأثير صفقة المعادن الموقعة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا على
توريد الأسلحة الأمريكية، فإن الجواب لا يزال غير واضح تمامًا. فقد كشفت تقارير عن
موافقة واشنطن على بيع معدات دفاعية لكييف بقيمة 50 مليون دولار فقط، وهي قيمة
تعتبر ضئيلة مقارنة بالاحتياجات الأوكرانية.
وأبلغ مسؤولون
في الإدارة الأمريكية المشرّعين في الكونغرس بموافقة الرئيس دونالد ترامب على
السماح بتصدير معدات دفاعية إلى أوكرانيا بقيمة تقارب 50 مليون دولار. وستتم عملية
النقل هذه عبر مبيعات تجارية مباشرة من الشركات الأمريكية إلى أوكرانيا، وهي آلية
تسمح بتجاوز برنامج المبيعات العسكرية الخارجية التابع للبنتاغون.
ويأتي هذا
القرار بعد إنجاز صفقة المعادن بين البلدين، والتي تقضي بتقاسم الأرباح الناتجة عن
بيع احتياطيات أوكرانيا من المعادن والطاقة. وكان إتمام هذه الصفقة من أبرز
أولويات إدارة ترامب، وقد شهدت مفاوضات صعبة قبل التوصل إلى الاتفاق بصيغته
النهائية.
ومع ذلك، تشير
مجلة "نيوزويك" إلى أن صفقة الـ 50 مليون دولار الجديدة لن تغطي سوى جزء
صغير جدًا من الاحتياجات العسكرية الأوكرانية. كما ترفض الولايات المتحدة حتى الآن
بيع منظومات باتريوت الدفاعية لأوكرانيا، على الرغم من عرض الرئيس زيلينسكي دفع 15
مليار دولار لتأمين 10 أنظمة من هذا النوع.
على الجانب
الآخر، تشير بيانات وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة صدرت معدات
دفاعية لأوكرانيا بما يزيد عن 1.6 مليار دولار عبر آلية البيع المباشر نفسها بين
عامي 2015 و2023، بما في ذلك 232 مليون دولار من الذخائر المتنوعة.
وفيما يتعلق
بحجم الدعم الأمريكي الإجمالي لأوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي عام 2022، تشير
المعلومات الرسمية الأمريكية والأوكرانية إلى أنه تجاوز 119 و174 مليار دولار على
التوالي، بينما تجاوز دعم الاتحاد الأوروبي 138 مليار يورو.
ويرى
أليكساندر ميريجكو، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، أن مبيعات
الأسلحة المقررة لكييف قد تكون مرتبطة برضا كبار المسؤولين في إدارة ترامب بعد
إبرام صفقة المعادن.
من جهتها،
أعربت النائبة الأولى لرئيس الحكومة ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية يوليا سفيريدينكو
عن توقعها بأن يجذب صندوق الاستثمار المشترك بين الولايات المتحدة وأوكرانيا
الاستثمارات العالمية إلى البلاد، ووصف وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت توقيع
الصفقة بأنه "خطوة تاريخية". وأوضحت سفيريدينكو أن السيطرة على الصندوق
ستقسم بالتساوي بين واشنطن وكييف، مع احتفاظ أوكرانيا بالملكية الكاملة لمواردها.
وتتمتع
أوكرانيا باحتياطيات كبيرة من المعادن الحيوية، حيث تحوي 5% من الاحتياطي العالمي،
بما في ذلك التيتانيوم والليثيوم واليورانيوم والنحاس، وتمتلك رواسب 25 من أصل 34
مادة خام يصنفها الاتحاد الأوروبي بأنها "بالغة الأهمية".
وحذر إريك
غولسون، أستاذ مشارك في الاقتصاد بجامعة ساري في المملكة المتحدة، من أن الاستثمار
الاقتصادي في استخراج الموارد ليس ضمانًا أمنيًا، مشيرًا إلى أن الالتزامات
المتعلقة بتوريد الأسلحة يمكن أن تنفذها أي جهة تسيطر على الأراضي الأوكرانية.
واختتم بالقول إن الاتفاقية تبدو ذات منفعة جيوسياسية، وتعكس حاجة الولايات
المتحدة لمعادن أوكرانيا لمواجهة الحصار الصيني، بينما تسعى أوكرانيا للحفاظ على
تدفق الأسلحة.
الحقيقة
الدولية - وكالات