تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
في ذكرى الهجرة النبوية
نشر بتاريخ : 9/21/2017 12:22:08 PM
د. فايز الربيع
د. فايز الربيع 

تطل علينا اليوم ذكرى الهجرة النبوية - في زمن القصعة والغثاء - الذكرى التى نؤرخ بها لهذه الأمة - والتى تربطنا بجذور حضارتنا وتؤصل لهويتنا وقد تعودنا أن نكرر أنفسنا دون أن نلمس اثرا فينا ولَم تكن الهجرة عرضا في تاريخ رسول واحد، لقد تعرض لها كثير من الأنبياء. تعرض لها نوح - لوط - يونس - موسى - عيسى - يوسف - شعيب، وكان من بينهم ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام وهكذا تعرض لها، خاتم الانبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكي نضع الهجرة التى تعرض لها الأنبياء في مكانها فقد كانت لله، حتى تؤتى ثمارها، وحتى تكون مؤيدة بقوة الخالق عز وجل، ومن هنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابي بكر (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وقالها الأنبياء من قبل (إنى مهاجر الى ربي..).

وعندما نعود الى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخذ الرسول بأسباب النجاح، كانت روعة التنظيم في الوصول الى الهدف، انسجاما مع الكون المنظم، والإنسان المنظم، والعبادات المنظمة، وان الاتصال بالخالق لا يعنى التخلى عن أسباب النجاح لقد اخرجت القيادة هذا التنظيم في اروع حالاته، بقيت في بؤرة الخطر حتى امنّت رعيتها بحيث يصبح فداء القيادة طوعاً عنوان العلاقة، هؤلاء الذين صبروا على الاذى يحق للقائد أن يحوطهم برعايته، حتى يواصلوا إيصال كلمة الهداية، لتصنع حضارة الأمن والهداية، لا حضارة الخوف والأرهاب في الهجرة نستذكر معانى الحق والقوة والحرية، الحق الذى انتصر رغم العداء والقوة التى كانت سياجاً لهذا الحق، القوة التى استعملت بميزان الحق وفى الاتجاه الصحيح، فأنتجت لنا الحرية حرية الانسان فكرا وسلوكا وتفكيرا، فكلما زادت العبودية لله زادت مساحة الحرية.

في الهجرة نستذكر قضية الزمن فكانت الفترة التى قضاها صلى الله عليه وسلم في المدينة، قبل ان يعود الى مكة ليست قليلة، ولَم يكن يتسلى أو يضيع وقته، كان يعد العدة كي يعود الى المدينة التى اخرج منها وهو درس نطرحه لكل من يريد العودة الى وطنه، هل هي عودة حاكم صاحب وطن، أم عودة محكوم يأتمر مرة أخرى بأمر من أخرجه، وهل يمكن للذئب أن يراعي الغنم.

إن مجمل المهجرين على مستوى العالم هم إما عرب أو مسلمون، يخرجون من ديارهم بالقتل والحرق والتدمير، كرام على مأدبة لئام، اجسادنا هاجرت نساؤنا اطفالنا شيوخنا، دونما رحمة، حتى عقولنا تضطر الى الهجرة، لإنها لا تجد من يقدرها.

نستذكر في الهجرة معنى الوفاء لمن ناصر، بقاءه صلى الله عليه وسلم في المدينة، عودته اليها بعد فتح مكة، تذكيرا لبيعة العقبة ( بل الدم الدم والهدم الهدم) فتصبح المدينة منورّة، بوجوده فيها حياً وميتاً.

في الهجرة وذكراها، نقف وقف وقفة صادقة مع النفس، مساحة التراجع والذل والاضطهاد، مساحة الولاء للعدو ومسايرته، مساحة سلب القرار وتمكين الأجنبي فيه، أمور لا تتناسب مع هذا التاريخ وهذه الذكرى.

كان صلى الله عليه وسلم مؤمنا بالنصر عندما وعد سراقة بسواري كسرى ولكنها لم تكن أماني، إنما كانت أفعال إعداد أمة، وتهيئة نفوس وإرساء قواعد حضارة، ضعفت وهزلت، ولكننا نعتقد أنها لن تموت ولن تتلاشى لإنها مرتبطة بجذر مكتوب له البقاء.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023