تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
داعش وأفغانستان
نشر بتاريخ : 10/12/2021 3:05:47 PM
الدكتور عثمان الطاهات
بقلم: الدكتور عثمان الطاهات
 
يشكل تصاعد نشاط تنظيم داعش الارهابي في أفغانستان، واتساع نفوذه في البلاد، خطرا حقيقيا على حركة طالبان كما كان  يشكل خطرا على الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية في المرحلة السابقة وجاء ذلك التصاعد نتيجة تضافر مجموعة من العوامل.
اولا :احترافية المقاتلين برغم أن عدد مقاتلي "داعش" في أفغانستان يقدر ما بين (2000) إلى (3000) مقاتل، وهو عدد ليس كبير مقارنة بتنظيمات أخرى، مثل حركة "طالبان" أو "شبكة حقاني"، إلا أنهم يتمتعون بالاحترافية والخبرة القتالية العالية، نظراً لأن العديد من أعضائه كانوا مقاتلين سابقين في حركة طالبان، مما أكسبهم خبرات قتالية وتنظيمية واسعة كما أنه يضم بين صفوفه مجموعة من المقاتلين الأجانب من منطقة آسيا الوسطى، يتسمون بالمتمرسين في العمل الإرهابى، وهذا ما يجعله يتمتع بالقدرة على القيام بعمليات إرهابية نوعية.
ثانيا :الانتشار الجغرافي يتمتع تنظيم "ولاية خراسان"، بانتشار جغرافي جيد في عدد من المناطق، من أهمها المنطقة القبلية الباكستانية، وولاية "ننجرهار"، وبعض المناطق ولاية "كونر"، وحتى المناطق التي لم يتمكن من تثبيت أقدامه فيها، من خلال الوجود العسكري، مثل ولاية "هلمند" و"فراه"، فقد تمكن من إيجاد مجموعات تابعة له فيها، مستندا إلى جاذبية الفكر "الداعشي"، الذي يستند إلى مفهوم "الخلافة"، ويتمتع بهالة من القدسية كبيرة في نفوس المتشددين الأفغان.
ثالثا: التنوع الدعوى يسعى تنظيم "داعش" في أفغانستان، منذ اللحظة الأولى من ظهوره، إلى اتباع أساليب دعوية جديدة، وغير تقليدية، سيرا على خطى "التنظيم الأم" في العراق وسوريا، من أجل الانتشار الفكري على أوسع نطاق، حيث قام بإنشاء "الإذاعات المحلية"، مثل "إذاعة الخلافة"، التي كانت تبث بالعربية، والبشتونية، والفارسية قبل أن يدمرها الطيران الأميركي  كما تمكن من إنشاء ترددات إذاعية جديدة فى المناطق الشرقية والحدودية مع باكستان، يبث عبرها بعض التسجيلات المرئية والدروس الفكرية باللغات المحلية، مما جعله يتمكن من استقطاب مئات من الشباب فى تلك المناطق.
رابعا : تعدد مصادر التمويل لم يكتف تنظيم "خراسان" بالدعم الذي كان يقدمه له "داعش الأم"، أو بمصادر التمويل التقليدية التي تعتمد غالبا على أموال التبرعات والزكاة والهبات والصدقات، وإنما سعى منذ بدايته إلى تعدد مصادر تمويله، وذلك من خلال فرض الضرائب في مناطق نفوذه، إضافة إلى فرض الإتاوات والرسوم على المهربين والمزارعين والتجار، خاصة الذين ينقلون الفواكه من الجبال في شرق أفغانستان، يضاف إلى ذلك تجارة الأخشاب والحيوانات.
وهذا ما جعل التنظيم يتمتع بوضع مالي جيد مكنه من الإنفاق الجيد على مقاتليه، حيث إن متوسط راتب الفرد داخل التنظيم يقترب من 300 دولار، في حين أن متوسط الرواتب في حركة طالبان 100 دولار، ودفع ذلك العديد من أعضاء الحركة للانخراط في صفوف للتنظيم.
خامسا : الانقسام داخل طالبان" حيث أسهمت الانقسامات والانشقاقات المتكررة داخل حركة "طالبان" في توجه أعداد من المقاتلين لتنظيم "داعش"، نظرا لأنهم يعتقدون أن الانقسامات نتيجة الصراع على السلطة، مما أصبح يمثل تشكيكا في نهج الحركة الفكري لدى العديد من أفرادها، وأسهم في ذلك اتهام "داعش" للحركة بالتسيب في الدين، وإهدار الشريعة، وتقديم المصالح السياسية على الثوابت الشرعية، وذلك عبر مجلة "دابق"، التي كانت قد اتهمت "الملا عمر" بتبني مفاهيم "مشوهة" عن الإسلام، بسبب وضعه القانون القبلي فوق الشريعة، وقبول الاعتراف بالحدود الدولية، وذلك في عددها الصادر في ديسمبر 2014، مما سمح للتنظيم بالحصول على عدد من المقاتلين المحترفين من أصحاب الأفكار المتطرفة كبيرة الشبه من أفكاره.
وعلى ضوء ما سبق، يمكن القول إن تنظيم "ولاية خراسان" تمكن من الاستفادة بشكل كبير من تردى الأوضاع الأمنية والسياسية الهشة في أفغانستان في تدعيم قدراته، وتوسع نفوذه، وتصاعد نشاطه، حتى صار خطرا حقيقا يهدد الوضع في البلاد، والدول المجاورة، لاسيما وأنه يمكن أن يمثل قاعدة "داعشية" في المنطقة، يمكن الانطلاق منها لتهديد دول الجوار، الأمر الذي بات يفرض على الجميع التكاتف والتعاون من أجل القضاء على "التنظيم"، وتجفيف موارده قبل أن يستفحل خطره، ولا يمكن تحجيمه.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023