القسم :
محلي - نافذة على الاردن
نشر بتاريخ :
20/08/2025
توقيت عمان - القدس
2:57:48 PM
الرمثا تعاني .. بين فيضان الصرف الصحي والانتظار الطويل لمشروع "محطة التنقية"
الحقيقة
الدولية – الرمثا - محمد فلاح الزعبي
ما يزال سكان
لواء الرمثا يواجهون معاناة يومية جراء فيضان مياه الصرف الصحي من محطة التنقية،
بسبب تأخر إنجاز مشروع توسعة وتأهيل المحطة، رغم مرور سنوات على المباشرة به، ما
حول القضية إلى هاجس بيئي وصحي يؤرق حياتهم.
وقال المواطن
محمد طنش من منطقة الطرة، إن فيضان المياه العادمة وصل إلى منازلهم أكثر من مرة،
مشيراً إلى أن الأهالي "يعيشون حالة خوف دائمة من انتشار الأمراض والحشرات
والجرذان". وأضاف: "أطفالنا لم يعودوا قادرين على اللعب خارج المنازل
بسبب الروائح الكريهة والمكاره الصحية".
فيما أشار عامر
أبو السكر إلى أن المشكلة أثرت أيضاً على المزارعين، موضحاً أن "المياه
الملوثة تتسرب إلى الأراضي الزراعية وتضر بالمحاصيل، وهذا يضاعف خسائرنا".
وأكد مواطنون
آخرون من الرمثا وعمراوة والذنيبة أن الوضع بات لا يُحتمل، مطالبين وزارة المياه
بالإسراع في إنجاز المشروع وتوسعة الشبكة بما يتناسب مع التوسع العمراني والنمو
السكاني الكبير الذي يشهده اللواء، خاصة في ظل استضافة المنطقة لأعداد كبيرة من
اللاجئين السوريين.
وزارة المياه
كانت قد وقعت اتفاقية تنفيذ وتوسعة وتأهيل محطة تنقية الرمثا مع الاتحاد الأوروبي
والوكالة الفرنسية AFD اتفاقية
بقيمة (50.652) مليون دولار امريكي ممولة كقروض ومنح من الوكالة الفرنسية للتنمية AFD و الاتحاد الأوروبي EU ، لتحويل المحطة التي أنشأت عام 1980
وتوسعتها عام 2005 بطاقة 5400 متر مكعب بعد اعادة بناءها وتحديثها وتطويرها
المشروع الذي
ينفذ على مرحلتين، يهدف إلى رفع الطاقة الاستيعابية للمحطة من 5400 متر مكعب
يومياً إلى نحو 22400 متر مكعب بحلول عام 2045. وتشمل المرحلة الأولى، المقرر
إنجازها عام 2027، رفع الطاقة إلى 11 ألف متر مكعب يومياً لتخدم نحو 200 ألف نسمة
في الرمثا وسهل حوران والطرة والشجرة والبويضة وعمراوة والذنيبة. فيما ستضيف
المرحلة الثانية طاقة مماثلة لتصل المحطة إلى كامل طاقتها المقررة.
كما يتضمن
المشروع إنشاء خط ناقل جديد يربط محطة الرمثا بمخرج محطة الشلالة، وتجهيز مخارج
خاصة لتزويد المزارعين بمياه معالجة مطابقة للمواصفات الأردنية والعالمية، بحيث
تستخدم في الزراعات الرعوية والمقيدة، ما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية وتخفيف
الضغط على مصادر المياه التقليدية.
من جانبها، أكدت
مديرية المياه في لواء الرمثا أنه "لا يمكن تشغيل أو توسعة شبكة الصرف الصحي
وربطها قبل الانتهاء من تجهيز المحطة لاستيعاب الكميات الجديدة المتدفقة".
وأشارت إلى أن العمل جارٍ "بشكل مكثف ليلاً ونهاراً، والإنجاز حتى الآن يسير
بوتيرة أسرع من المخطط له".
وتشير بيانات
وزارة المياه إلى أن لواء الرمثا يخدمه عدد محدود من محطات التنقية، أبرزها محطة
الرمثا الحالية ومحطة الشلالة القريبة، في حين يتم تحويل جزء من المياه العادمة
إلى محطات أخرى مجاورة ضمن محافظة إربد. ورغم وجود هذه المحطات، إلا أن قدراتها
الاستيعابية لا تكفي لمجاراة التوسع السكاني الكبير، ما يجعل توسعة محطة الرمثا
ضرورة ملحّة لتخفيف الضغط عن الشبكات.