المركز الوطني للإبداع يطلق مسرداً عربياً بمصطلحاتِ الابتكارِ وريادةِ الأعمال وزيرة التنمية الاجتماعية تبحث مع السفيرة التونسية آفاق التعاون المشترك وزيرة العمل تبحث مع نظيرها القطري آلية زيادة أعداد المشتغلين الأردنيين في قطر من هو النائب الذي يرغب الأردنيون بانتخابه؟.. تقرير تلفزيوني تراجع إيرادات قناة السويس 50% بسبب الأحداث بالبحر الأحمر الخارجية السعودية: أي توسع للعمليات العسكرية في غزة سيؤدي لعواقب وخيمة مؤسسة الأنوف الحمراء- الأردن تطلق المهمة الثانية من مشروع قلب السيرك الأزرق في مأدبا الدخل والمبيعات: لا غرامات على الملزمين بالفوترة حال الانضمام للنظام قبل نهاية ايار "الادارة المحلية" تدعو الى الحيطة والحذر خلال حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة وزير الداخلية يرأس اجتماعا لمتابعة جهود إزالة الاعتداءات على مصادر المياه تنشيط السياحة تصادق على التقرير السنوي والقوائم المالية 2023 وزير الأشغال: نسعى لدعم القطاع الهندسي وتمكين المكاتب من رفع كفاءتها وتصدير خدماتها اللجنة الوزارية المشتركة تطالب المجتمع الدولي فرض عقوبات على "إسرائيل" الغذاء والدواء: تخفيض أسعار القطرات المرطبة للعين التي يزيد سعرها عن 5 دنانير وزير الخارجية يبحث مع نظيره النرويجي الأوضاع في ‫غزة

القسم : مقالات مختاره
الدولة المدنية
نشر بتاريخ : 10/27/2016 11:54:25 AM
د. فايز الربيع
د. فايز الربيع

يعتبر البعض أن الدولة المدنية هي نتائج الفكر العلماني الذي يفصل بين الدين و السياسة - و أكد البعض ان العلمانية هي حياد الدولة حيال الدين - واعتبر مصطلح الدولة المدنية دولة مؤسسات تقوم على الفصل بين الدولة والسياسة - محافظة على اعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية و الدين و الجنس و الفكر - و هي تتضمن حقوق و حريات جميع المواطنين باعتبارها روح مواطنة - تقوم على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات - و هي في نظرهم دولة القانون والدستور المستمدان من التجارب الانسانية لتنظيم حياة المجتمع بحيث تتكون سلطات ثلاث - التنفيذية والتشريعية والقضائية مع عدم تداخل هذه السلطات وتكاملها وتتوفر في المجتمع قاعدة الحرية واحترام الآخر - ومرجعية الدولة هي ارادة الناس و فكرهم - باعتبار ارادة الناس مصدر السلطات - والعلمانية كما هو واقع تقر بحرية الاديان و العقائد وتحترم خصوصية الناس في اديانهم.

ان الموقف من الدولة المدنية يمكن ان يلخص في اتجاهات عدة - القبول المطلق كما جاء من الغرب وفئة قبلت هذا اللفظ و لم تصل به الى غايته - وفئة وصلت به الى غايته - باعتبار الدول تقوم على تعدد الاديان وسيادة القانون - وأخيرا ً من قال ان الدولة المدنية تراعي الاطياف الفكرية و الثقافية داخل محيط لا سيطرة فيه على احد - وتجري السياسة على اساس المصلحة و التشريع و تعبر عن شرائع الأمة - ويؤكدون ان العلمانية تعني ( الدنيوي ) - وما ينتمي الى عالم الارض وليس الى السماء.

ينادي البعض بالدولة المدنية لأننا لا نجد في ظلالها اي تطرف - وهي تنظيم لحياة البشر من خلال التعايش السلمي المتشرك هي الدولة التي تبعد المقدس عن متاهات السياسة - حكومتها لا تدعي انها ظل الله في الأرض - إذن هي صناعة عقل بشري - يقر القوانين من خلال مجالس منتخبه تؤكد التعددية - هي جهد بشري - وهي نموذج الديموقراطيات الغربية بكل اشكالها.

ولكن ما علاقة ذلك بالبعد الاسلامي تحديدا، اي ما علاقة الدين بالسياسة ؛ هي ليست الفصل المطلق - ولا التماهي المطلق فالدين حاضر كموجه و روح دافعة و قوة للامة - لكن الممارسة السياسية ممارسة بشرية نسبية قابلة للخطأ - لا ينبغي إضفاء طابع القداسة عليها و من هنا لا مجال في هذا الفهم لأي صورة من صور نظرية الحكم الإلهي أو ما يعرف بالـثـيـوقراطية و إذا كانت هناك قواعد عامة تؤطر لهذه المفاهيم فإن القوانين تصوغ نصوصا ً تفصيلية - و تطبيق القانون من صلاحيات السلطة التنفيذية و لا يجوز للأفراد أن يباشروه - إن العلاقة بين الدين و الدولة في الإسلام ليست علاقة توحد ولا فصل - هي علاقة الفروع بالاصول و الأركان و المقاصد. لقد كان الرسول صل الله عليه و سلم في الرسالة مبلغ وفي الامامة منشئ - ورأس الدولة بشر مجتهد.

لقد نصت وثيقة المدنية على عدم حصر المواطنة فقط في المسلمين و حددت لكل مواطن بغض النظر عن دينه حقوق و واجبات و حددت حدود الدولة لهذه الحقوق و الواجبات.

ان ضرورة الدولة للمجتمع اساسية - و هي من جنس المجتمع - والدولة اجتهاد بشري لا يحتكر التفكير لها ولا تنفيذ دستورها جماعة او فئة - هي حق لكل من هو قادر عليها ليست دولة حزب او جماعة مهما كبرت والحاكم غير معصوم و الامة مصدر تقنين النصوص بما لا نص فيه و قد رفض الامام مالك ان يكون الموطأ هو وحده قانون قضاء الدولة.

ان الاختلاف سنة كونية - فإذا كان الاختلاف في أمر العقيدة مقبول فالإختلاف في شأن الدنيا أكثر قبولا ً - إن تأكيد قيمة الحرية و القبول بحق الاختلاف و التعددية و العدالة و التسامح و النظام و روح العمل الجماعي و التناصر في مقاومة الظلم و الجور و حب الحقيقة و احترام ارادة الأمة و مصلحة الجماعة و تداول السلطة و التمسك بالسلم و التعاون كلها مساحات تلتقي فيها الدولة المدنية مع النظرة الاسلامية، و قديما غير الرسول صلى الله عليه و سلم أسم يثرب الى المدينة تأكيدا ً على النقلة الجديدة للأمة الإسلامية كحالة في مواجهه البداوة في أول نظام سياسي مستقر أقيم في المدينة المنورة له أركان الدولة - وللحديث بقية.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023