نشر بتاريخ :
01/09/2025
توقيت عمان - القدس
10:16:56 AM
ابو عبيدة .. اليد التي ترتفع بوعد صارم ووعيد لا يقبل التساهل
الحقيقة
الدولية – خاص - صوت البلاغة الذي انطلق من فوهة البندقية لم يكن مجرد ناقل
للكلمات؛ بل أصبح رمزًا للمقاومة وصوتها الحي. هو النجم الذي لا يظهر من ملامحه
سوى عينين تحملان الإصرار والتحدي، وهو الرجل الذي تفوق في شعبيته على الجميع بلا
منازع.
إنه
الملثم، هو أبو عبيدة، الشخص الذي ارتبط اسمه بمواقف تاريخية وخطابات فارقة. الرجل
الذي أصبح الوجه الأول للخطابات المشبعة بالقوة والصلابة، واليد التي ترتفع بوعد
صارم ووعيد لا يقبل التساهل. لحظة ظهوره على الشاشات تُحبس الأنفس، ويتوقف الزمن
كأن لا شيء يهم سوى الإنصات له.
خطاباته
وعباراته تهز المشاعر كما تهز الزلازل الأرض، تحمل رسائل لا يمكن تجاهلها أو
المرور عليها مرور الكرام. أحبه الناس لشخصيته القوية، وطريقة طرحه الطلقة التي
تجمع بين البلاغة والمصداقية، ولقدرته الفريدة على إيصال الأفكار بتركيز وإيجاز
دون إطالة مُرهقة.
وما
إن يطول غيابه حتى تتساءل الجماهير بشغف: متى سيطلّ الملثم ليُطمئن قلوبنا ويعيد
الأمل إلى نفوسنا؟ إنه أبو عبيدة، الرجل الذي بات أشبه بظاهرة يتوق الجميع لرؤية
وجهه وأسرار شخصيته.
لكن
الزمن لا يبقى سرمديًا، ففي النهاية ترجّل الفارس الذي طالما سكن القلوب واقتربت
لحظة الحقيقة. أزيل اللثام ليكشف وجهه أخيرًا، وإن بقيت روحه وصورته محفورة في
ذاكرة الأجيال.