إدارة السير: مخالفات عكس السير أودت بحياة 0.5% من ضحايا حوادث 2024 ملفات هامة على أجندة الاجتماع الأول لرئيس لجنة بلدية الرمثا.. فيديو ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز أردوغان: العالم يقف متفرجا على فظائع الاحتلال في فلسطين جرش... الناس عطشى والمياه تغمر الشوارع.. فيديو التربية: نتائج التوجيهي في الثلث الأول من شهر آب صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا زركشات تطلق نشاطاً بيئياً بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى 5 اصابات اثر انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء الأمن العام يواصل حملة "صيف آمن" ويوجه إرشادات للوقاية من حر الصيف 798 فلسطينياً استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة مجلس البناء الوطني يوصي بتدعيم بناية سكنية بإربد بشكل فوري محافظ جرش يوجه بتنظيم الوسط التجاري وإزالة الاعتداءات على الأرصفة

القسم : بوابة الحقيقة
2018، سنة جديدة ونبوءات طائشة !
نشر بتاريخ : 1/3/2018 2:54:26 PM
د. عادل محمد عايش الأسطل
بقلم: د. عادل محمد عايش الأسطل

ربّما يتفق الجميع، على أن الأزمان الماضية، وعلى علّاتها، بأنها أفضل حالاً، وسواء كانت من الحاضرة أو القادمة، وبرغم ذلك، تظل الأمم وعلى اختلافها، تردد بالأمل، على أن تطرأ تحسينات ما، خلال السنة التالية، على مجمل مجالات حياتها، وسواء على الصعيد السياسي، الذي يعني الحرية والهدوء والاستقرار، أو الأمني والذي يعني الأمن والأمان، أو الاقتصادي والذي يُقصد به الرفاه ورغد العيش.

النبوءات المتوفّرة حول السنة الجديدة تبدو طائشة، والتي تُفضي، بأن مصادفة تحسينات هامّة وجدّية، بالنسبة للعرب بعمومهم والفلسطينيين بخاصة، وسواء كانت كرزمة واحدة أو مشتتةً، تبدو مُحالاً، فهي سوف لن تحمل أي شيء يمكن تعويلهم عليه، باتجاه تغيير جملة الوقائع الحادثة، أو بعضاً منها على الأقل، والتي تتعاظم إلى الوراء كلّما مرّ الوقت.

فالقضية الفلسطينية التي كانوا ينتمون إليها، يُمجّدونها ويُقسمون باسمه، لن تجد حلاً بإذن الله تعالى، بل إنها ستكون أكثر تعقيداً من أي وقت مضى، وما جعلها كذلك، هو أنها أصبحت غير ذات أولوية لديهم ككل، وتراخيات مُضافة لا تقل قيمة لدى الفلسطينيين أنفسهم، ما حدا بالعقلية الإسرائيلية وبكل بساطة، أن تبسط نفسها على صفائح المنطقة، وتفرض قرارها على أصحابها، إلى الدرجة التي جعلتها تباشر في إفساد أي حلول طافت حولها، بما في ذلك، تلك التي لصالحها، وقد رأينا وفي ذروة الاحتفالات العربية بالسنة الجديدة، قيام حزب الليكود الإسرائيلي الحاكم، باتخاذ قرار (مُلزم)، يقضي بفرض السيادة الاسرائيلية، على كامل مناطق الضفة الغربية، بما فيها منطقة (A) الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ما يعني استمرار سير كافّة المشروعات الإسرائيلية، بسلام تام، وعلى أحسن ما يُرام.

الجانب الأمني يبدو مكتظاً ومنضغطاً، برغم المساحة الشاسعة التي تضم النظام العربي، لما يحتويه من خلافات وصراعات وحروب دامية، فبالنسبة إلى الفلسطينيين، وبسبب تواتر الأحداث الأمنية مع إسرائيل (تداعيات قرار القدس، الأقصى، الجمود السياسي)، وفي كل مرّة، يتسابق قادتها السياسيين والعسكريين، بشأن تحذيرهم من مغبة تسخين الأوضاع أكثر مما ينبغي.

وكانت نبّهت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية مراراً، بأن السنة الجديدة، هي سنة التصعيد والمواجهة، وخاصة بعد اتهامات إسرائيلية بوصول السيطرة الإيرانية إلى داخل قطاع غزة، وكان توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو" جموع المقاومة بردود عسكرية قاسية، وحمّل حماس مسؤولية أي تصعيدات محتملة، وخاصةً في ضوء الانتقاد الداخلي العارم، الذي تلقّاه ضد سياسته، باعتبارها متساهلة باتجاه القطاع.

حتى في ضوء أن احتمالات الحرب ضعيفة، لكن حركة حماس من جانبها، لم تدّخر جواباً عاجلاً، في مقابل تلك التنبيهات، عندما أطلقت رسالة مهنيّة صاخية، تُفيد بأن الإسرائيليين، سيستمعون إلى صافرات الإنذار، باعتبارها موسيقى، نسبةً لما سيسمعونه، والمراد هو كمية النار المنطلقة صوبهم.

من عير أن نُرهق أنفسنا، فإن الأزمات الاقتصادية ستتفاقم، خاصة وأن جملة السنين الفائتة، كانت سلبية بامتياز، الأمر الذي انعكست على الفلسطينيين بشكلٍ صارخ، وما جعل الأمر مؤكّداً، هو استمرار تهالك العتاد والأموال وثروات النظام ككل، داخل الصراعات والنزاعات المحتدمة، وسواء تلك التي تتم بفعلٍ داخلي أو بصنيعٍ خارجي.

فبرغم إعلانه – النظام العربي- عن ابتهاجه العميق بالسنة الجديدة، وبشكلٍ زائدٍ عن الحدّ، فإنه لا يُمكن اعتباره كحقيقة، لاضطراب دِوله وتخلخلها من أعماقها، فالحروب والصراعات المندلعة بداخلها وهي على هذا النحو، يبدو أنها لن تنطفئ جذوتها خلال المستقبل القريب، كما أن فرص تسجيل مبادرات بشأنها، هي معدومة، خاصة وأن معطياتها تشير بذلك، فالحرب السورية، تقول بصراحة بأنها مستمرّة، حتى برغم انحسار نشاطات التنظيمات المسلحة.

أيضاً فإن عاصفة الحزم المنطلقة صوب اليمن، تنبؤ بتصعيدات أكثر حماساً وشدّة عمّا قبل، كما أن الأزمات العراقية المتتالية، غير مرشّحة للزوال، وكذا الحال بالنسبة لمصر، فهي وبغض النظر عن مكانتها الشاهقة، ليست بأفضل حالٍ من غيرها، وسواء كان سياسياً أو اقتصادياً أو أمنيّاً، وتكاد الدولة الليبية، لا تزال تيّاراتها المتضادّة تشتهي الدماء وتفضّل الآلام والأوجاع، وقد عبقت المشكلات الصمّاء بين الدول الخليجية، حتى زكمت الأنوف وجرحت الحناجر.

كان يتعين على النظام العربي، بدل تركيزه على أن السنة الجديدة هي مجرد احتفالات وحسب، وفي ضوء علمه بضياع ثوابته والتي تم التفريط بها، والاستغناء عنها واحدة بعد الأخرى، نتيجة لأي سبب، أن يجدّ بالسعي لدحر مشكلاته التي لاتزال مستقرّة بين جوانحه، والاهتمام بتسوية أزماته المتراكمة لديه، وذلك نصرة لنفسه ولشعوبه المؤتمن عليها.

فالشعوب العربية قاطبة، وأينما تواجدت، قد تصبر على الجوع والتعب، والشحّ والقِلّة، ولكنها لا تستغني ولو لساعةٍ من الزمن، عن قيم العيش والحريّة والعزّة والكرامة، فتجارب الماضي تُفيد، بأنه ليس هناك من شيء، أعلى من انتصار الشعوب، لأن الشعوب المنتصرة هي التي تحقق ذاتها وعلى امتداد الزمن

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023