إدارة السير: مخالفات عكس السير أودت بحياة 0.5% من ضحايا حوادث 2024 ملفات هامة على أجندة الاجتماع الأول لرئيس لجنة بلدية الرمثا.. فيديو ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز أردوغان: العالم يقف متفرجا على فظائع الاحتلال في فلسطين جرش... الناس عطشى والمياه تغمر الشوارع.. فيديو التربية: نتائج التوجيهي في الثلث الأول من شهر آب صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا زركشات تطلق نشاطاً بيئياً بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى 5 اصابات اثر انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء الأمن العام يواصل حملة "صيف آمن" ويوجه إرشادات للوقاية من حر الصيف 798 فلسطينياً استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة مجلس البناء الوطني يوصي بتدعيم بناية سكنية بإربد بشكل فوري محافظ جرش يوجه بتنظيم الوسط التجاري وإزالة الاعتداءات على الأرصفة

القسم : بوابة الحقيقة
البحرين تتكلم العبرية!
نشر بتاريخ : 12/16/2018 6:32:08 PM
د. عادل محمد عايش الأسطل


في الوقت الذي أدانت فيه جهات فلسطينية وعربية، اعتراف استراليا رسميا بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، وبإعلانها عن امكانية نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، باعتبارها خطوة تخالف القوانين والقرارات الدوليّة، الخاصة بالقضية الفلسطينية، فقد أعلن وزير الخارجية البحريني الشيخ "خالد بن أحمد ال خليفة"، بأن اعتراف أستراليا، خطوة لا تمس بالمطالب الشرعية للفلسطينيين.

حيث نشر الوزير البحريني تعقيباً على رفض الجامعة  العربية لتلك الخطوة، تغريدة على موقع تويتر قال فيها: (كلام مرسل وغير مسؤول) موقف أستراليا لا يمس المطالب الفلسطينية المشروعة، وأولها القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، ولا يختلف مع المبادرة العربية للسلام والجامعة العربية سيدة العارفين.

ولا شك، فإن الوزير يُعبّر عن المملكة، والتي تبرر بشكلٍ عام، وسواء في خطوتها هذه أو خطواتها السابقة لصالح إسرائيل بنواياها الطيبة، فهي ومع كامل طاقمها على حدٍ سواء، يتطلعون الى إحلال السلام في المنطقة، ومن خلال أنهم يؤيدون حق إسرائيل في الوجود كدولة يهودية وديمقراطية، وقد ساعدت المملكة إسرائيل أكثر من أي دولة أخرى، وذلك – على الأقل- باستعدادها القبول بإقامة علاقات علنية مع إسرائيل، وهذه المساعدة لا تدل على نواياها الطيبة كما يبدو كـ (حقيقة)، بل تشير إلى وجود مصالح مشتركة، أو ربّما عن قيم أخرى مشتركة.

إن مسيرة البحرين باتجاه التقدم بعلاقاتها نحو إسرائيل، تتواصل بلا هوادة ودون انقطاع، وكانت برزت بشكلٍ علني تقريباً، منذ أواخر سبتمبر 1994، وذلك من خلال وصول وفد رسمي إسرائيلي إلى البلاد، بهدف المحاولة بشأن نسج علاقات رسمية بين البلدين، وتشمل كافة المستويات بما فيها المستويين الاستخباري والعسكري.

واعتباراً من 2009، كانت هناك لقاءات بين ملك البحرين "حمد بن عيسى آل خليفة" والرئيس الإسرائيلي "شمعون بيريس" ووزيرة الخارجية "تسيبي ليفني" على التوالي، نضح عنها تفاهمات حول الأوضاع والقضايا السياسية التي تهم الطرفين، وكان وزير الخارجية البحريني "خالد آل خليفة" خلال أوقاتٍ لاحقة، قد دعا إلى إقامة منظمة إقليمية تضم الدول العربية وإسرائيل، حتى برغم انتقادات شديدة صدرت عن مجلس النواب والشعب البحريني بشكلٍ عام.

إن مملكة البحرين لم تقف عند استمرارها بتكثيف علاقاتها مع إسرائيل، بل تجاوزت ذلك من خلال أنها أصبحت تنوب عن الدولة الإسرائيلية، في التصدي لكل المناهضين لها، فعلاوةً على اعتراضها على الإدانات العربية والإسلامية والأوروبية، على قيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها إلى القدس، باعتبارها إدانات ليست مبررة، فقد أخذت على عاتقها، الدفاع عن الغارات الجوية الإسرائيلية ضد الأهداف الإيرانية داخل الأراضي السورية، وخلال الأيام القليلة الفائتة، عبّر وزير الخارجية "خالد آل خليفة" عن دعمه لعملية إسرائيل لكشف الانفاق التي حفرها حزب الله، بسبب أن لإسرائيل الحق في القضاء على مصادر الخطر، ومن ناحية أخرى، اتهم الدولة اللبنانية بعجزها عن كبح جماح حزب الله باعتباره حزباً (إرهابيّاً).

على أي حال، فإن البحرين وإن كانت أكثر جرأة في شان الانتقال إلى إسرائيل، إلاّ أنها لم تكن الأولى في هذا الاتجاه، فقد استقبل السلطان "قابوس بن سعيد" رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتانياهو"، في زيارة رسمية، والتي تعتبر بمثابة عملية انطلاق نحو استكمال العلاقات الإسرائيلية مع دول المنطقة.

وبشكل عام، يجدر بنا أن نذكّر، وحتى في وجود نوايا حقيقية لدى البحرين بخاصة أو الدول المحيطة بها ككل باتجاه وضع السلام، لكن مثل هذه السياسة ليست المثلى، ولا تعزز أي فرصة بهذا الشأن، بل وإن مضارها تفوق منافعها، فهي توضح لإسرائيل، بأنها ستحظى باعتراف ليس بمجرد استمرارها بالوجود وحسب، بل باعتراف قد يؤدي إلى تأهلها لقيادة المنطقة. 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023