الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة البنك المركزي يقرر تخفيض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الاحتلال يكثف قصف الأبراج والمنازل في قطاع غزة الصحة لـ "الحقيقة الدولية": إغلاق المطعم الذي تسبب بتسمم طلبة في إربد وارتفاع الحالات إلى 55 وزير العدل لـ "الحقيقة الدولية": إطلاق 100 خدمة إلكترونية جديدة بنهاية العام ازدحامات خانقة نتيجة تصادم 3 مركبات في نفق الداخلية 497 ديناراً متوسط الرواتب التقاعدية لكافة المتقاعدين في 2024 أجواء معتدلة خلال عطلة نهاية الأسبوع- فيديو
القسم : بوابة الحقيقة
عربات جدعون.. تواصل طحن كرامتنا العربية
نشر بتاريخ : 5/27/2025 3:17:42 PM
ماجد توبه


بقلم: ماجد توبه

 

اي زمن عربي واسلامي أسوا من هذا الزمن؟! "عربات جدعون" وغيرها من اسماء لعمليات عسكرية صهيونية ومتوحشة تعيث فسادا وقتلا وابادة وتدميرا في غزة والضفة ولبنان وسوريا.. واصرار اسرائيلي على الذهاب حتى النهاية في التوسع وقلب كل الموازين الاستراتيجية كفرصة تاريخية مدعومة امريكيا لتسيد الشرق الاوسط ومحاولة اغلاق ملف القضية الفلسطينية على خسارة تفوق الخسارة العربية في نكبة فلسطين عام 1948.

 

ليست الطائرات والاسلحة المتقدمة التي استخدمتها وتستخدمها اسرائيل وقدراتها الاستخبارية والتكنولوجية، ولا ايديولوجيتها النازية في استباحة كل القيم الانسانية والقانونية  والدعم اللامحدود امريكيا لها هو ما وصل بنا الى هذه النتيجة وتوقع ما هو اسوا بعد، بل هي المواقف العربية والاسلامية المخزية، والتي تندرج ضمن خانتين اما شراكة شبه صامتة في الجريمة لحسابات مخزية واما لضعف ومحاولة الخروج باقل الخسائر مما هو قادم، وفي الحالتين يجتاحنا تسونامي الانهيار امام تسمين الاحتلال الاسرائيلي واكتسابه مزيدا من فائض القوة والنفوذ! ما سيترك اسرائيل اللاعب الرئيسي بالمنطقة الذي لن ينجو منه احد.

 

لن نتحدث عن الضعف ومحاولة الخروج باقل الخسائر لدى بعض الانظمة والدول العربية رغم ادانة مواقفها من التغييرات التي يرسخها العدو الاسرائيلي، بل نلفت الى الشراكة الصامتة والتواطؤ مع العدو الاسرائيلي بدعوى ضرب نفوذ ايران بالمنطقة وضرب حركة حماس حد الاستئصال، وكل ذلك مغلف بكسب ود امريكا واتقاء شرورها وشرور صنيعتها وقاعدتها الاسرائيلية المتقدمة بالشرق الاوسط.

 

في العلن دعما للوساطة ومفاوضات وقف اطلاق النار وقليل من التنديد الاعلامي بجرائم اسرائيل، وفي الباطن الذي بات مكشوفا دعما مفتوحا لاستئصال حماس وحزب الله وكل من قاوم ويقاوم اسرائيل ولتحجيم الدور الايراني بالمنطقة حتى لو سلمت سوريا للحركات "الجهادية" المتطرفة التي تبحث عن اقامة دولة الخلافة في حواري ادلب وحمص والان في دمشق، وهذا السيناريو الاخير لا يمكن السماح له دوليا وعربيا ولا واقعيا بالنجاح.

 

لم تكن اسرائيل ولا امريكا ولا اوروبا والمجتمع الدولي ليسمح باستمرار الابادة والتوحش الاسرائيلي في غزة وفلسطين ولا نشر المجاعة لولا هذا التواطؤ العربي والاسلامي، خاصة من الدول العربية والاسلامية النافذة والتي تمتلك ادوات ضغط سياسية ومالية كبيرة وبعضها الاخر امكانات شعبية وعسكرية وازنة يمكن لها التأثير على معادلة الحرب.

 

لم ترتق اغلب المواقف العربية والاسلامية لمواقف جنوب افريقيا ودول في امريكا اللاتينية بل وحتى اوروبية ضد حرب الابادة والتوحش الاسرائيلي.

 

لم تنقطع اية علاقة عربية او اسلامية، رسمية او غير رسمية بهذا العدو، وبقيت العلاقات التجارية والاقتصادية مع اسرائيل "شغالة" رغم كل الاكاذيب الاعلامية والسياسية التي تصرف يوميا بالمجان! دع عنك تحجيم فعاليات الراي العام العربي ورفع صوته ضد الابادة مقارنة بما تصدح به شوارع امريكا واوروبا.

 

عربات جدعون لا تدوس فقط جثامين الاطفال والنساء والشيوخ في غزة اليوم، بل هي تدوس على الكرامة والمصالح العربية والاسلامية، لقد بات العرب كقطيع الخرفان في المسلخ يقفون في الطابور كل ينتظر الذبح بعد الانتهاء من الخاروف الذي وصل المقصلة.

 

كل كلمات الارض لا تعبر عن حجم القهر والانطحان بشعور الخزي والعار الذي نجد انفسنا فيه ونحن نتابع يوميا قتل الاطفال والنساء وحرقهم في غزة ولبنان والضفة، فيما نكتفي بانتظار فرج عليهم لا نعرف كيف ومتى سياتي!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025