إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة الجريمة في ايرلندا والصلح في الرمثا.. عشيرة البشابشة تتنازل عن حقوقها في قضية قتل مهرجان جنى العسل ومنتوجاته في جرش
القسم : بوابة الحقيقة
الحرم الإبراهيمي
نشر بتاريخ : 6/15/2021 12:41:41 PM
د. إبراهيم صبيح


اشترى سيدنا إبراهيم عليه السلام كهفاً ليدفن زوجته السيدة سارة ثم مات فدفن بجوارها ثم دفنت في نفس الكهف السيدة رفقة زوجة سيدنا إسحق عليه السلام ثم دفن فيها سيدنا إسحق ويعقوب وزوجته السيدة ليقا.

وضع أولاد يعقوب عليه السلام حائطاً حول المغارة ثم بنى المسلمون بعد ذلك مسجداً فوق الكهف وأصبح اسمه الحرم الإبراهيمي الشريف، رابع الأماكن المقدسة في الإسلام وهو المسجد الذي زاره سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء من مكة إلى القدس الشريف.

 

 يقال أن الكهف يضم أيضاً رفات سيدنا آدم وسيدتنا حواء وكذلك قبر سيدنا يوسف عليه السلام. يقول الله سبحانه وتعالى في سورة (آل عمران) "مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا" أما في سورة (ص) فيقول سبحانه وتعالى "وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي وَالأَبْصَارِ إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيَارِ" أما في سورة النحل فيقول سبحانه " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ".

 

بعد احتلال مدينة الخليل عام 1967 غيرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من طبيعة المسجد وقسمته إلى قسمين قسم لليهود وقسم للمسلمين، مخالفة بذلك كل الأعراف والقوانين والمواثيق الدولية فأصبح الحرم الإبراهيمي هدفاً للمستوطنين.

 

زرت قبل سنوات الضفة الغربية بدعوة من وزارة الصحة الفلسطينية لإلقاء بعض المحاضرات هناك. نزلنا في مدينة رام الله – مدينة الجمال والخضرة وتجولنا في البيرة ثم توجهنا إلى بيت ساحور حيث التقيت أهل والدتي التي ولدت وترعرعت هناك ثم مشينا إلى مدينة بيت لحم فزرت كنيسة المهد وفي طريقنا مررنا على برك سليمان وبيت جالا ثم وصلنا إلى مدينة الخليل.

 

 لا أستطيع أن أصف لكم ما أصابني من مشاعر وأنا أزور الخليل مدينة والدي وأعمامي لأول مرة في حياتي. حدثت نفسي: كيف يمكن أن تكون من الخليل ولا تزورها؟ لم أجد سبباً سوى الاحتلال الإسرائيلي.

 

 دخلنا وزملائي الحرم الإبراهيمي ففوجئت أنا بنقاط التفتيش والحراسة التي تحيط بالمسجد وتصل إلى بوابته الداخلية. صلينا صلاة المغرب حاضراً وقام أحد أبناء الخليل مشكوراً بمرافقتنا في جولة داخل الحرم. المسجد مبني على شكل مستطيل بطول سبعين متراً وعرض أربعين متراً وهو مزين من الداخل بالأقواس والزخرفة والنقوش الإسلامية والآيات القرآنية.

 

المنبر يعتبر تحفة فنية من قطعة واحدة من الخشب النفيس وقد نقله صلاح الدين الأيوبي من عسقلان إلى الخليل فسمي المنبر باسمه. أما المحراب المجوف فهو مكسو بالرخام الملون وسقفه مكسو بالفسيفساء وبه آثار طلقات نارية، ففي الساعة الخامسة من صباح يوم 25 شباط 1994 قام باروخ جولدشتين الإرهابي المتعصب من مستعمرة كريات أربع بإطلاق النار على المصلين في الحرم الإبراهيمي أثناء صلاة الفجر فقتل تسعة وعشرين مصلياً وجرح مائة وخمسة وثلاثون آخرين.

 

رجعت من المسجد لأبحث عن جذوري في حارة القزازين (الذين يصنعون الزجاج) حيث وجدت أين تربى والدي وعمي في كنف جدتي الأرملة التي رعتهم أطفالاً. مشيت في ذلك المساء في أزقة الخليل القريبة من الحرم حيث ركض والدي ولعب وحيث نام وشرب فأحسست بالاختناق ووضعت رأسي على باب إحدى الدكاكين وكان بابه مغلقاً وبكيت ملئ عيوني. تركت أهلي هناك في الخليل ورام الله وبيت لحم وعدت لأعبر الجسر متجهاً إلى عمان فزال شعور الاختناق وأحسست بكل نسمة هواء أستنشقها والمركبة تأخذ طريقها صعوداً من وادي شعيب.

تأملت الأرض وترابها الأحمر والمزروعات الخضراء تكسو الوديان والجبال. ها قد عدت إلى وطني الأردن وإلى أهلي في عمان والزرقاء والمفرق – أهل هنا وأهل هناك وقلب هنا وقلب هناك فمتى ينتهي العذاب.

Email:  [email protected]

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025