الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة البنك المركزي يقرر تخفيض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الاحتلال يكثف قصف الأبراج والمنازل في قطاع غزة الصحة لـ "الحقيقة الدولية": إغلاق المطعم الذي تسبب بتسمم طلبة في إربد وارتفاع الحالات إلى 55 وزير العدل لـ "الحقيقة الدولية": إطلاق 100 خدمة إلكترونية جديدة بنهاية العام ازدحامات خانقة نتيجة تصادم 3 مركبات في نفق الداخلية 497 ديناراً متوسط الرواتب التقاعدية لكافة المتقاعدين في 2024 أجواء معتدلة خلال عطلة نهاية الأسبوع- فيديو
القسم : بوابة الحقيقة
لماذا الآن!؟
نشر بتاريخ : 9/17/2019 1:18:14 PM
سيف تركي أخو أرشيدة

لربما أن المخيف في الأحداث الدائرة على الساحة المحلية هذه الايام الوصول الى نقطة لا عودة آمنة بعدها، أن نتحول بوعينا المطلق و بإرادتنا الحقيقية الى أعداء للدولة " أعداء الداخل " ، و أن مشروعاتنا و طموحاتنا في أوضاع معيشية أفضل لمختلف القطاعات على حساب أمننا و استقرارنا، أن نقف بالمواجهة بين نحن و أنفسنا، فالحكومة و الجيش و المعلم و الطبيب كلنا واحد و كلنا الأردن التي نناضل من أجل بقائه معافى مما طال الكثير من الدول من ويلات الإنقسام و الفرقة في الجسد الواحد .

لا نختلف أن المطالب محقة و عادلة، و بحاجة الى قراءة متأنية من الحكومة التي سعت الى اعتبار الموضوع و تحويله الى معركة " كسر عظم " دون التعاطي في كيفية احتواء المطالب و عدم السماح لنفاذها لتتحول لعنة تجوب الشوارع و تغزو قناعاتنا بأنه قد بلغ السيل الزبى، فالأمور لا تؤتى بالعند و الإكراه، فكان لا بد من الموازنة بين حقهم في المطالب، و حقهم المشروع في التعبير وواقع الدولة الأقتصادي ضمن حوار وطني مسؤول، دون تراشق للقرارات العنجهية فحكومة تعلن برغبتها بإنهاء و تسريح المعلمين، و معلمين عازمين على الإستمرار، فكلاهما في الضلال شريك، و كلاهما على حق، و لكن الفجوة في وجهات النظر تتسع، و لا مساعي محقة للتقريب أو الحل، والضحية الاردن و الأردنيين، فالحكومة ماضية في عملها، و المعلمين تصرف لهم رواتبهم، و الطلبة نحو مزيد من التسرب و الهرب بقناعة من مصائب التعليم الحكومي، الى مصيدة التعليم الخاص و المصائب الأكبر .

قبل أن ننتقل الى ما هو أهم من ذلك من أخطار تحيط بدولتنا و تحاك سرا و علانية من الكيان الصهيوني بضم جزء من الأغوار و البحر الميت الى طموحاته التوسعية و مشروعاته الاستعمارية في المنطقة مستغلا بذلك إنشغالنا في ذاتنا و عدم البحث عن مصلحة الدولة، و إنفاذ التعهدات الإنتخابية أمر واقع، دون ان يعلو لنا صوت في المواجهة .

و في عودة الى أزمة التعليم و أزمة التواصل، فقد تبعها على التوالي أزمة للقطاع الصحي، و أمانة عمان و البلديات و غيرها من القطاعات التي تعاني الأمرين ضمن تغول الواقع المعيشي و تراجع مؤشر القدرة الأقتصادية، الدولة لن تترك الحبل على الغارب و لن تسعى لمزيد من التأزيم و التعقيد أكثر مما هي عليه الأن و لن تتورط بشكل أكبر في هدر الحقوق بتعليم أفضل للطلبة على اختلاف المراحل التعليمية .

و في المقابل لا نعتقد أن القطاعات الحكومية تعيش في واقع أفضل من القطاع الخاص، فالرواتب بالكاد تصل في أغلب مؤسسات هذا القطاع الى الحد الأدنى للأجور مصحوب ذلك بإستغلال وظيفي سافر و لكن بالرغم من هذه الممارسات مسكوت عنها و مقبولة لأننا نبحث عن لقمة عيش مستمرة، و لكن هنا تبقى مهددة بالمزاجية بعيدة كل البعد عن الإستقرار الوظيفي ليس في قطاع التعليم الخاص و حسب بل في الصحة و الشركات و الأعمال الحرة .

نحن لسنا بصدد عقد مقارنة لكن هذا الوقت حرج جدا و خطير ومن الضروري أن نستوعب أن وطننا مستهدف من الخارج، فالأعداء كثر، و علينا أن لا نتحول من الداخل الى اعداء و أدوات للضغط، فعلى جميع الأطراف أن تعود الى رشدها، الى جادة الصواب و أن تعود الى مواقع عملها و تنتدب عنها مفاوضين للخروج بأسلم الحلول، فالتعنت لعنة لا يحمد عقباها .

يبقى القول نحن الأردن كنا و سنبقى نهتف عاش الوطن، سالما منعما، و سنبقى أرواحا تفتديه ليبقى كما نعهد واحة من أمن و دولة مدنية لا تعترف الا بالقانون منهاج حياة و دستور للعمل و العطاء، و لا تقوم الا بالحوار المنطقي و ليس البيزنطي، و ا حدث و يحدث مجرد سحابة صيف عابرة، فالمعلم يؤمن بأن رسالته لابد أن يؤديها و سيبذل قصارى جهده لتعويض ما فات، و لا ضير له من تطوير الاداء و تحسين مستوى ما يقدم من محتوى لإعادة هيبة التعليم .

في قضايا القطاع الحكومي و المواجهة مع الحكومة، جميع الأطراف مدانة و متهمة بالتقصير، فجميعنا نشكو من تراجع حاد في مستوى التعليم، وان تغنينا بمعدلات الثانوية العامة فإن اغلب النتائج العليا للقطاع الخاص، و الحال نفسه لأداء القطاع الصحي كثيرا ما نسمع حالات اعتداء على الأطباء و التمريض و التكسير و التخريب فيها و لم نسمع أن حوادث مشابهة تكررت في القطاع الخاص .

ليس المدان هنا وحده العاملين في هذه القطاعات بل الحكومة التي تفتقد الى برامج تطوير و تدريب و تعزيز الأداء، الحكومة التي تقف بدور المراقب من تحت التكييف، و ننتظر جلالة الملك أن يتخفى ليفجعنا بالواقع و يكشف الكثير من التقصير, 

و نكرر ما قاله جلالة الملك المرحلة تحتاج للعمل و تكاثف الجهود، ومن لا يرغب بالعمل يترك المجال للألاف ممن يعانون البطالة للعمل و ابراز قدراتهم .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025