مندوبا عن الملك وولي العهد ... العيسوي يعزي الحمود والشمايلة العيسوي ينقل تحيات وتمنيات الملك وولي العهد للنائب السعود بالشفاء الدفاع المدني وسلاح الجو يخمدان الحريق في أحراش جرش وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 18- 7 – 2025 المصري يلتقي رؤساء اللجان في بلدية جرش خلال زيارة مفاجئة سانا: هجوم "إسرائيلي" في محيط مدينة السويداء المياه : ضبط اعتداءات في حسبان وسحاب أكسيوس: وسطاء يقدمون ل"إسرائيل" وحماس مقترحا محدثا لهدنة في غزة لامين يوقع على عقد "احترافي برواتب ضخم" وبرشلونة يبدأ بتسويق قميص الأساطير.. فكم سعره؟ طائرة سلاح الجو الملكي المشاركة في معرض الايرتاتو تصل المملكة المتحدة تسجيل يكشف عن خطأ قاتل ارتكبه قائد طائرة هندية بريطانيا تشهد ولادة 8 أطفال بتقنية الآباء الثلاثة ChatGPT يدخل عالم التجارة الإلكترونية بميزة الشراء المباشر 200 مليون دولار خسائر هجوم إيران على مصفاة حيفا في "إسرائيل" بيان عربي مشترك يؤكد دعم أمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها
القسم : مقالات مختاره
المثقف وقرود الشعب
نشر بتاريخ : 5/31/2018 12:54:20 PM
يوسف غيشان


يوسف غيشان

قالها احد مساعدي هتلر - ربما كان غوبلز الأفصح بينهم - اذ صرح ذات قرن بأنه يتحسس مسدسه كلما سمع كلمة ثقافة.. كانت النازية - حسب معلوماتي المتناقصة كالكرامة العربية - احدى الحالات النادرة في تاريخ البشرية التي يتناقض فيها السياسي مع المثقف - بشكل نسبي طبعا - ويا ليت هذا التناقض قد تكرر!!

المثقف والكاتب الفرنسي الكبير اناتول فرانس قال:

- انا لست مفتقرا الى اية مهارة، حتى اشتغل في السياسة.
الفيلسوف الاغريقي ارسطو فانيس كان يؤكد بان رجال السياسة هم قرود الشعب.. والله اعلم بالصواب!

عدا ذلك فان المثقف ينمو ويترعرع في حضن السياسي الدافىء، رغم ان السياسي الناجح يشبه الزئبق في خواصه، اذ انه ينزلق بسهولة وكلما حاولت ان تضع يدك عليه (او اصبعك فيه) فلا تجد شيئا..! هذا التواطؤ المعلن بين المثقف والسياسي انتج طبقة - بل طبقات - من باعة الكلام وتجار الشعارات واساتذة الـ جلاجلا.

مشكلتنا في العالم الناطق بالعربية اننا ابتلينا بسياسيين هم انصاف ساسة، وبمثقفين هم انصاف مثقفين.. لكن كل واحد منهم يعتقد جازما ان الصهيونية هي التي تقف حائلا بينه وبين الحصول على جائزة نوبل حتى الان.

(وعاظ السلاطين) اسم اطلقه المفكر الكبير الدكتور علي الوردي على المثقفين الذين باعوا انفسهم للسلطان منذ تحول العرب تحت راية الإسلام الى دولة مترامية الاطراف.. وتحولوا هم (وعاظ السلاطين) الى اجهزة لتزوير النص وتحوير الحديث (واختراعه احيانا) من اجل تبرير افعال الحكام.. بهذا تم تكريس الزواج غير المقدس بين السياسي والمثقف العربي. هذا الزواج ما يزال مستمرا حتى الان ويجدد نذوره باستمرار، لكن بفارق واحد، هو انه صار للمعارضة ايضا سلاطينها ووعاظها، تماما كما للحكومات سلاطينها ووعاظها الجدد.

جولة سريعة بالريموت كونترول المنزلي على الفضائيات العربية، سوف لن تجد سوى سياسي يكذب ومثقف يبرر ويخترع المصوغات الفكرية لاكاذيب السياسي - ما غيره - تلك الاكاذيب التي لا يصدقها حتى هو شخصيا (هو المثقف وهو السياسي).

حاول ان تتابع حوارا او سجالا او ندوة حتى، وسوف تخرج منها اقل فهما وادراكا للموضوع عما كنت عليه قبل الاستماع، لا بل انك سوف تفقد حتى آلية التمييز بين الاشياء، وتضيع (طاستك) وبوصلتك، وتصير مجرد تائه في دول التيه.
وتلولحي يا دالية

عن الدستور
جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025