نشر بتاريخ :
03/08/2025
توقيت عمان - القدس
2:50:59 PM
الحقيقة
الدولية – عبد الله الشيخ
أمير…
طفل من غزة، كتب اسمَهُ ضمن كوكبة شهداء منتظري المساعدات قطع
اثني عشرَ كيلومترا بحثا عن الطعام، لكنه لم يكن يعلم أنه يسير إلى مصيره.
مصيره
المجهول، كشفته شهادةٌ مؤلمةٌ لجنديٍ أميركيٍ سابق، تماما كما هو ألم اللحظات
الأخيرة في حياة الطفل المجوع أمير.
انطلق
أمير، إلى مركز توزيع تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" بدعم أميركي
وإسرائيلي في منطقة تل السلطان غرب مدينة رفح.
وفق
روايةِ الجنديِ الأمريكي، قطعَ الطفلُ أمير –الذي كان حافيَ القدمين، نحيلَ الجسد–
مسافةً طويلةً سيرا تحت الشمس الحارقة، أملا في الحصول على ما يَسدُ رمقَهُ
وعائلتَُه.. بعد ساعات من الانتظار.. لم يحظَ سوى بحفنة من الأرز والعدس التقطها من
الأرض.
خطواتُ
أميرِ هذه، جسدت رحلةَ السعي عن طعام، كما فعلت هاجرَ في سعيها لسد رمَقِ ولدها
إسماعيل... فلا شيء يُسمع في رحلة أمير سوى صوتِ الطائرات، ولا يرى إلا غبارَ
الركامِ المتطايِر من البيوت المقصوفة... فلا عجب: غزةُ مكانٌ لا يصلحُ للحياة.
في
صفحات الموت، تكتب اللحظاتُ الأخيرةُ المؤثرةُ وتوثق، الشهادة هنا صادمة، وإن كانت
بلسان غير عربي: " صوت الجندي الأمريكي ( اقترب مني، قبّل
يدي، وقال لي: Thank you. وبعد دقائق فقط، وبينما كان يغادر برفقة بقية المدنيين، أطلق الجيش
"الإسرائيلي" الغاز والرصاص على الحشد، فأصيب أمير وسقط شهيدا في المكان".
خرج
أمير ولم يعد، بل مات جائعا، في رحلة البقاء، رحلة قضى فيها أكثر من ألف غزي، على
أبواب مراكز المساعدات وهي الأسمُ المخففُ لمصائد الموت.
في
قصة أمير، لم يكن ذلك استثناء عن غيره في غزة، سوى أن الموتَ كان أسرع، فالمحاصرون
هناك لا يحملون شيئا غير الجوع.