الحقيقة الدولية- نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" تقريرًا تناولت فيه الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للانفعال والانزعاج من غيرهم، مشيرة إلى أن التوتر المستمر والتجارب الصادمة يمكن أن تؤدي إلى انخفاض قدرة الشخص على تحمل الإحباط، مما يزيد من الانفعال.

وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21 لايت"، إن الانزعاج هو تجربة شائعة يمكن لمعظمنا أن يتعاطف معها، على الأقل بين الحين والآخر. فعلى سبيل المثال، مررنا جميعًا بأيام حيث كانت المضايقات الصغيرة - مثل حركة المرور أو الجدال مع الزوج - أكثر إحباطًا من المعتاد. وفي هذه الأيام، قد نشعر بضعف صبرنا أو حتى نفاذه، ونصبح أكثر انزعاجًا من الأشياء التي قد لا تزعجنا عادةً.

وأوضحت المجلة أن بعض الأشخاص معروفون بكونهم أكثر انفعالاً من غيرهم. ولقد التقى معظمنا بشخص معروف بكونه سريع الانفعال وليس من السهل التعامل معه.

وبينما يمكن أن يتأثر الانفعال بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك التأثيرات البيولوجية والنفسية والبيئية، فإنه غالبًا ما يعاني الأشخاص سريعي الانفعال يعانون من مشاكل الصحة العقلية أو غيرها من المشاكل الصحية.

ويمكن أن يتأثر التوتر العصبي بعدة عوامل، بما في ذلك العوامل البيولوجية والنفسية والبيئية، غالبًا ما يكون الأشخاص الذين يعانون من التوتر العصبي يواجهون صعوبات في صحتهم النفسية أو مشاكل صحية أخرى.

واستعرضت المجلة بعض الأسباب الرئيسية التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر انفعالاً من غيرهم:

1. التوتر غير المتحكم فيه أو التجارب المؤلمة

يمكن أن يؤدي التوتر المزمن إلى انخفاض قدرة الأشخاص على تحمل الإحباط، مما يجعلهم أكثر انفعالاً. ومن المفترض أن يكون التوتر مؤقتًا، مثل التعامل مع تغييرات في العمل أو ضغوطات العلاقات، ولكن إذا كان الشخص يعاني من توتر مستمر ودون انقطاع، فقد يساهم ذلك في مشاعر التوتر العصبي.

وأوضحت المجلة أنه عندما يكون الشخص مرهقًا عقليًا أو جسديًا، فإن قدرته على إدارة المشاعر تتناقص. فعندما نكون بالفعل في حالة من التوتر العصبي، يصبح من الأسهل العثور على أمور تزعجنا، وقد تجعل الأشياء الصغيرة تبدو أكبر مما هي عليه في الواقع.

إنه يشبه تأثير كرة الثلج، حيث يمكن أن تتراكم الأمور لتصبح سلسلة من الانزعاجات، حتى وإن لم تكن مرتبطة بشكل مباشر بأي مشكلة أصلية يمكن تحديدها.

2. الحالات الصحية النفسية

يمكن أن تتسبب بعض الحالات مثل القلق، الاكتئاب، اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، أو اضطرابات المزاج مثل الاضطراب ثنائي القطب في التوتر العصبي كعرض، خاصة عند الشباب أو أولئك الذين يمرون بمشكلة صحية نفسية للمرة الأولى. وفي الواقع، يُعتبر التوتر العصبي عرضًا لما لا يقل عن 15 تشخيصًا مختلفًا في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية.

وأشارت المجلة إلى دراسة بحثية أظهرت أن أنماط التعلق القلقة والمتجنبة (التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصدمات العاطفية) كانت مرتبطة بزيادة تجارب التوتر العصبي والإحباط. ولهذا السبب، عندما يأتي شخص إلى العلاج وهو يُبلغ عن مشاعر الانفعال العصبي، من المهم استكشاف أعراض الصحية النفسية أو المشكلات التي قد تساهم في تغييرات المزاج.

3. الصحة الجسدية

 بعض الحالات الطبية أو الصحية الجسدية، مثل الألم المزمن أو مشاكل الهضم أو اضطرابات النوم غير المشخصة، يمكن أن تجعل الشخص أكثر انفعالًا. فمن الصعب البقاء هادئًا عندما تكون في حالة من الانزعاج الجسدي أو الإرهاق البدني.

وبالمثل، يمكن أن تساهم الحالات التي تؤثر على الصحة البدنية أو العقلية أو اختلال التوازن الهرموني أيضًا في تغيرات الحالة المزاجية. فعلى سبيل المثال، تلعب النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين دورًا في تنظيم الحالة المزاجية والعواطف، ويمكن أن تساهم اختلالات التوازن في هذه المواد الكيميائية في ارتفاع مستويات الانفعال.

ما الذي يمكنك فعله؟

وأفادت المجلة أنه قد يكون من المفيد أن تتراجع خطوة إلى الوراء ومحاولة فصل الحادثة المحددة التي تزعجك عن مستوى إحباطك العام. وهذا يعني أخذ دقيقة للتفكير الذاتي، وربما تسأل نفسك، "هل هذا شيء من شأنه أن يزعجني عادةً؟" أو "هل هذا شيء سيكون مهمًا في الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل؟ حيث إن إدراك كيف يمكن للعواطف أن تؤثر على الحكم قد يسمح لك بالتصرف بمزيد من الوضوح أو التعاطف تجاه نفسك.

واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أهمية إدراك متى يحين وقت طلب الدعم الإضافي، فإذا كنت تشعر بمزيد من الانفعال مؤخرًا ولست متأكدًا من السبب، فقد يكون من المفيد قضاء بعض الوقت لاستكشاف الأسباب الكامنة وراء ذلك. ومن ناحية أخرى، إذا كنت تعرف بالفعل سبب توترك - سواء كان مرتبطًا بالمناخ السياسي أو علاقة سامة مستمرة، على سبيل المثال - فإن الحصول على الدعم يمكن أن يوفر التحقق ويساعدك على الشعور بمزيد من الفهم والدعم؛ فإذا كنت تعاني من الانفعال أو مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، فاطلب الدعم من معالج يمكنه المساعدة.