تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
أعلام التأزيم !!
نشر بتاريخ : 6/12/2017 12:22:32 PM
خيري منصور



خيري منصور

الاعلام شأن كل نشاط او حراك انساني ليس متجانسا، فمنه المسيّس والمسيّر والمؤدلج والغوبلزي نسبة الى غوبلز وزير الاعلام النازي، وقد يكون الاعلام النزيه او الموضوعي مطلبا عسير المنال في عالم مُتصارع، وكما ان المثقفين تبعا لما يقوله غرامشي يعبرون عن مصالح الفئات والطبقات التي ينتسبون اليها فإن الاعلامي ايضا كذلك، وان كان تعبيره اقرب الى المباشرة بسبب مهنته المرتبطة بالاحداث المتسارعة .

لكن ما اعنيه باعلام التأزيم هو الاعلام الذي لا يطيق البطالة عن الحروب، فإن لم يجدها يسعى الى اختراعها لهذا فهو لا يحلل الازمات او يحاول البحث عن مخارج لانفراجها بدلا من انفجارها بقدر ما يتغذى من الازمات، لأن معجمه سلبي وله نزعة هجائية، وقد ادى فائض الفضائيات في العالم الى فائض ايضا في اعلام التأزيم، لأن البث على مدار الساعة وعلى امتداد الليل والنهار يتطلب مادة لملء الفراغ، وكأن التكرار الممل للكثير من البرامج لا يكفي !

اعلام التأزيم يصاب بالانيميا والذبول اذا لم تكن هناك صراعات دامية، لأن ثقافته ومرجعياته كلها ذات علاقة عضوية بالازمات وليس لديه ما يقوله في الظروف العادية، رغم ان ما يعج به هذا الكوكب من كوارث مناخية واقتصادية إضافة الى مليارات المتسولين والمشردين لا يصلح للمقاربات والمعالجات الساخنة، وقد عرف العرب في خمسينيات وستينيات القرن الماضي نمطا من هذا الإعلام الذي تحول احيانا الى صراع ديكة تنتف ريش بعضها وتنقر رؤوس بعضها حتى تنزف من الدم اكثر مما تنزف من الحبر !

الاعلام بحكم اشتقاقه اللغوي على الاقل له وظائف اخرى، وقد لا ينتظر الازمات كي يتغذى من نزيفها، لكن عصرنا الذي تراجعت فيه القيم والمفاهيم كلها لصالح السوق اصبح مجالا بالغ الحيوية لتجريب كل الاساليب بلا اية روادع، والحصيلة ركام من الهجاء المتبادل وحمولة من مفردات التخوين والتكفير والهجاء سيعاني منها جيل لا ناقة له ولا بعير في كل ازمات هذا الجيل !

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023