بلدية الكرك الكبرى تتلف لحوماً غير صالحة للاستهلاك وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 31- 4 – 2025 مصادر قضائية: أحكام بعد 10 أشهر محاكمة بقضايا حيازة متفجرات وأسلحة خبراء : كفاءة محرك السيارة يجب أن يكون أعلى من 68% حتى يتم التحويل الى الغاز - فيديو رويترز : ترامب يستثني الاردن من خفض المنح الاميركية الخارجية الجيش الباكستاني يعلن أنه بحث مع الهند انتهاكات لوقف النار في كشمير الجيش: القبض على شخصين حاولا التسلل من سوريا إلى الأردن تلفزيون سوريا : الجيش الأردني يجتاز الحدود ويعتقل شخصين وزارة الداخلية: 56742 سوريا عادوا إلى بلدهم منهم 9474 لاجئا من المخيمات "الضمان”: تأجيل اقتطاع أقساط سلف المتقاعدين عن شهر أيار قانونية النواب تقر مشروع معدل لقانون العقوبات إرادات ملكية بالسفراء الشريدة والعموش وعبدالغني السجن 20 سنة لـ 4 من 16 من المتهمين بقضايا حيازة مواد متفجرة وأسلحة وذخائر إنجازات الحماية الاجتماعية للربع الأول من العام الحالي الرفايعه يزف بشرى لاهالي الشوبك : البدء بالمرحلة الأولى من مشروع تأهيل طريق معان – الشوبك

القسم : بوابة الحقيقة
الإخوان المسلمون في الأردن بين الفكرة والتطبيق
نشر بتاريخ : 4/18/2025 5:17:53 PM
صايل الخليفات

منذ تعرفت بحركة الإخوان المسلمين في الأردن، سواء من خلال العمل النقابي في ميدان التربية والتعليم أو قبل ذلك عبر الاحتكاك المباشر ببعض رجالاتها في محطات العمل العام، وجدت أن الفكرة والمنهجية التي يسلكونها هي هاجس كل فرد مسلم، وأنها تيار إصلاحي يحمل في قلبه مشروعاً مجتمعياً يرتكز على القيم الإسلامية السمحة، ويستند إلى دعائم الدعوة بالحكمة، والعمل الخيري المنظم، والمشاركة السياسية التي ترفض الغلو ، وتؤمن بالدولة ومؤسساتها.

 

  فالإنسان هو هدفهم الأول، بتربيته على الاستقامة والخلق الإسلامي القويم ، وربطه بميراث حضاري عريق نبيل ، يسعون إلى ذلك بدءا من المسجد ثم البيت والمدرسة والمجتمع ، وأنشأت أجيالا ارتوت من معين التوسط والاعتدال، وامتلأت عقولها بفكرة أن الإصلاح لا يكون إلا بالكلمة الطيبة، والإخلاص له في بذل الجهد ، وأن التغيير لا يُنال بالعنف، ولا يكون إلا بالعلم والمثابرة والحكمة والموعظة الحسنة.

 

وشهدت، كما شهد غيري، كيف أسهم الإخوان في رفد المجتمع بمؤسسات خدمية وتعليمية وخيرية تملأ فراغاً في محيط الحاجات المجتمعية، ضمن برامج عمل منتقاة وواعية منسجمة مع رؤية الدولة ومكملة لها يدا بيد ضمن مسيرة الإصلاح والبناء .

 

ولمستُ في خطابهم السياسي  الانضباط حرصاً على الإصلاح بكل أشكاله التي لا تمس أمنا ولا تخرق قانونا ، بالرقابة والمساءلة والعمل النيابي الجاد.

ولا ينكر أحد دورهم ومواقفهم في دعم القضية الفلسطينية، ومساندة القيادة الأردنية في الوصاية على القدس، والتأكيد على حرمة الدم الأردني وأمن الدولة، ورفض الفتنة، والانتصار للدولة لا عليها.

 

غير أن ما نُشر مؤخراً من تفاصيل مؤسفة حول مخطط إرهابي اتُّهمت به عناصر محسوبة على الجماعة، يشكّل صدمة وطنية، وجرحاً في سيرة الجماعة آمل أن يندمل سريعا . وما هو إلا انقلاب على النهج الإصلاحي للجماعة.

إن التورط في أي أعمال أو أفكار تهدد الأمن الوطني والمجتمعي يُعد خروجاً سافراً عن مسيرة البناء الطويلة ومنهجها الحكيم، وتناقضا لرسالة طالما تعنَّى الإخوان أنفسهم بحملها، ارتكزت على أن الوطن مصون مُفدَّى بالمال والأنفس والأرواح ، ولا يُقبل من فرد أو جماعة العبث حوله .

 

ولأنني عرفت الحركة عن قرب، وعرفت بعض رجالها الذين يتفانون في خدمة الوطن والأمة خلف الظل، وجدت نفسي بعد ما سمعت ما تضيق له وبه الصدور مُنتظرا من ممثلي الحركة أن يُعلنوا تبرُّءها من كل ذي فكرٍ منحرف، ونظر سقيم، وتلفظ من صفوفها كل من اختار أن يغرد خارج همّ الوطن ومصالح الأمة ، ويجعل من الدين مطيّة جهله ، لتنفيذ أجندات تخالف روح الإسلام ووقار الدعوة.

 

وأعلم أن لإخوان حريصون على الحفاظ على رصيدهم الأخلاقي والتاريخي؛ لذا عليهم أن يُعيدوا وصل ما انقطع قولا وفعلا، بالعودة والالتزام بما تعلمناه منهم من أن الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي أُكلها إصلاحا وبناء لكل من حولها بإذن ربها، فالدعوة سبيلُ بناء لا معول هدم ، وبناء الأوطان وأمنها سبيل لمنعة الأمة والحفاظ على مصالحها ، ومطية لتحصيل حقوقها.

 

لقد قطفت من ثمار هذه الحركة فكرا وروحا، وأؤمن أن فيها من الخير ما لا يسعه غيرها، لكن هذا الخير لا يُصان إلا بالحزم في وجه الانحراف، والصدق في حمل القضية السامية التي ينبض بها قلب كل فرد مسلم ، سواءٌ بها القائدُ ومن دونه.

 

حمى الله الأردن وطنا وجيشا وشعبا وقيادة.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023