مندوبا عن جلالة الملك.. رئيس الوزراء يشارك في الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي مواطنون: نوابنا لم ينفذوا ما وعدوا به.. تقرير تلفزيوني الآلاف يخرجون في لندن لوقف الحرب على غزة افتتاح مقر حزب نماء في محافظة جرش "ضريبة الدخل": غرامات تتراوح ما بين 100 – 500 دينار على من يتأخر بتقديم اقرارات الضريبة اكاديمي متخصص: الزيارات الملكية للمواقع الأثرية إشارة لضرورة الاهتمام بالسياحة.. فيديو انطلاق فعاليات المؤتمر المعماري الاردني الدولي السابع رئيس الديوان الملكي يفتتح مشاريع مبادرات ملكية في محافظة إربد زين راعي الاتصالات الحصري لسِباق ألترا ماراثون البحر الميت الامانة تعلن طوارئ متوسطة للتعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي المتوقعة الأشغال تنهي أعمال فتح وتعبيد طريق كثربا-الأغوار المرصد العمّالي: مستوى تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية في الأردن ضعيف امين عمان يعلن 15 آيار بدء التشغيل التجريبي للباص سريع التردد عمان الزرقاء نتائج "ميتا" الفصلية تتجاوز التوقعات .. والسهم يربح 4.7 دولارات مصر.. جديد واقعة طفل شبرا منزوع الأحشاء

القسم : مقالات مختاره
أسرى يحررون الطلقاء !!
نشر بتاريخ : 4/23/2017 6:06:00 PM
خيري منصور
 
خيري منصور

سيكون الحاسوب القومي غبيا وليس من الذكاء في شيء لو انه احصى عدد الأسرى في فلسطين المحتلة فقط، وتوصل الى ان الفا وخمسمائة اسير بينهم نساء هم الذين يشهرون جوعهم الآن في وجه السجان، لأن الحقيقة ليست كذلك، فهؤلاء هم الأحرار الذين  ينوبون في الاضراب عن الطعام عن اكثر من مليار عربي أسرى في عقر دورهم وأوطانهم .

ونحن الآن في زمن انقلبت فيه المعادلات كلها، بحيث اصبحنا بحاجة الى اعادة تعريف مفاهيم عديدة منها الاسر والسجن والارتهان، فالاسير في زنزانة عدو يقدم للعالم مشهدا قد يكون مألوفا في التاريخ، ما غير المألوف فهو ان تكون اسيرا في منزلك وان تظن بأنك طليق لأنك تسعى كالزواحف بحثا عن القوت والمأوى !

ان الأحياء الآن هم الموتى، والموتى هم الأحياء، وبالمقياس ذاته فإن الأسرى في زنازين الاحتلال هم الطلقاء، لأنهم يدفعون ثمن الحرية، والعرب الاسرى في بيوتهم ومن ذوي القربى لا رجاء لهم حتى لوصاموا الدهر كله اضرابا عن الخُبز، اذا لم يصعدوا من قيعان الضرورة الى ذروة الحرية . وسؤال الحرية هو توأم سؤال الوجود، لكن من اختلط عليهم الأمر بين القيد والاسورة لا يدركون خسارتهم الا بعد فوات الاوان   

كم من الحرية نحتاج الآن كي نقول ان واحدا بالمليون من الحقيقة، وكم من الموت يحتاج العرب كي يتقنوا مهنة الحياة ؟

من شهّروا جوعهم وامعاءهم في الزنازين هم الذين صاموا عن الذل كي يفطروا على العزّة ؟ لكن من صدقوا ان الانسان يعيش بالخبز وحده تحولت لغتهم الفصحى الى ثغاء وفقدوا اعز ما يملك ابن ادم وهو الوعي بحريته اولا، ثم البحث عن سبل استحقاقها .

اعتذروا ايها المتخمون بين تجشؤ وآخر لهؤلاء بالامتناع عن تناول وجبة طعام واحدة في اليوم، وأضعف الايمان ان لا تهربوا من امام الشاشة التي تظهر وجوههم عليها وهي مشرقة بالحرية رغم الشحوب !!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023