تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
غزة.. بين ألسنة النقمة الملتهبة وأمطار الشتاء القارس
نشر بتاريخ : 1/12/2024 5:27:47 PM
فيصل تايه


بقلم: فيصل تايه

 

تتساقط الأمطار الغزيرة على أهالي غزة كملح على جراحهم المفتوحة، فالأمطار التي يرفع الناس أكفهم فرحًا بقدومها، يختلف وضعها تمامًا في غزة اليوم، فهذه الأمطار تجلد الغزيين في العراء، الذين لا يملكون للتستر منها سوى أكوام من الأوجاع والمآسي والمرارات وما تبقى فيهم من صبر؛ فهطول الأمطار على الغزيين في العراء ليس إلا غيضا من فيض مصابهم الكبير، ولن يزيد تلك العذابات إلا وجعًا وقهرًا، تمامًا كالعود الذي ينبش في جرح نازف، فلا هو بمعالجه ولا هو بتاركه ليندمل بمفرده.

 هذه الأمطار الغزيرة فاقمت الأوضاع الصعبة للنازحين في كثير من المناطق بقطاع غزة في ظل استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع؛ حيث يعيش الغزيون اليوم بين ألسنة النقمة الملتهبة وبرد الشتاء القارس ، يعانون البرد وانعدام مرافق التدفئة وكثرة الأمطار التي غمرت ما تيسر من خيامهم وأهلكت فتات أغطية ومفارش جمعوها من تحت أنقاض بيوتهم.

اليوم تمطر سماء غزة صواريخ وقذائف فتحرق وتدمر وتطمر وتميت وتدمي، وتدر غيومها أيضًا فيضًا من الأمطار، قد يتراءى للمشاهد من بعيد أنها قد تطفئ شيئًا من لهيب الوضع وحرقة القلوب؛ لكن المشهد مختلف تمامًا لمن يقبع تحت سماء غزة ويستقبل بجسد عار غزارة عطاء غيومها، فالأمطار التي هي في الحقيقة علامة للخصب والخير لا يستقبلها أهل غزة بنفس تحمس باقي الناس؛ لأنهم ببساطة يقبعون في العراء تجلدهم الأمطار وتصفر الرياح الباردة في خيامهم الممزقة الوهنة وتزيد من إحساسهم بالألم.

في الخيام العتيقة، يرتجف اهل غزة ويخترق البرد عظام أطفالهم الرقيقة، ويعزف الريح والمطر سيمفونية محزنة من حولهم ، فيغلقون أعينهم ويتكورون على انفسهم وكأنهم يبحثون في ثنايا أجسدهم عن بقعة دفء تائهة يستمدون منها معنى الحياة، محاولين طرد البرد من حولهم ، فتأتي أصوات الغارات على تخومهم فجأة، فيدركون أن عليهم أن يفروا من التفكير في القصف إلى محاربة البرد، محاولين تجاهل أصوات الغارات المخيفة بذلك؛ فيتدلون على مصلبة الظلم والصمت في مشهد يدمي القلوب ، فسماء غزة تمطر نارًا وماء، وعلى أرضها تسيل سواقي الدم والمطر جنبًا إلى جنب.

عداد تساقط الأمطار في غزة سريع للغاية، وسرعته تثقل كواهل الضعفاء هناك بالنفخ أكثر في بالون الأزمة الإنسانية؛ حيث تفاقمت الظروف الصعبة للنازحين وتجددت المخاوف حيال تفشي الأمراض، وتدفق الأمطار التي تغمر الشوارع وخيام النازحين الهشة التي هي كبيوت العنكبوت.

والله ولي الصابربن

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023