تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
أنْهِ اللعبة؛ تعلم كيف ترحل
نشر بتاريخ : 10/22/2019 12:09:56 PM
أ. د. صلحي الشحاتيت

عندما ينتهي دورك، وعندما تضطر لتكرار نفسك، عندما يكون وجودك مساوي لعدمك، وعندما لا تجد الإحتواء الذي يلائم قلبك، عندما تشعر أنك في الحكاية الخاطئة وفي المكان الخاطئ ...! عندها حتى تكسب نفسك، يجب أن تتعلم كيف ترحل .

 

   أكبر التحديات التي تواجهنا في حياتنا وفي علاقاتنا مع الآخرين، أننا لا نعرف موعد الانسحاب، والقدرة على الترك، لأن قرار الانسحاب من المكان وترك الأشياء عادةً يحتاج منا إلى إرادة، يحتاج إلى مهارة يجب أن نتعلمها، يجب أن نتعلم كيف ندرك أن دورنا قد انتهى في هذا المكان، يجب أن نتعلم أن نقول للأمور توقفي هنا، يجب أن نتعلم أن نصنع قراراتنا الحاسمة ونرحل من دون التفات ولا عودة، متيقنين أن الرحيل عند هذه اللحظة أقل ضرراً من البقاء.

 

   ولا شك أننا نكره الفشل، نكره الاستسلام، نفضل التحدي ومجابهة التحديات لنصل إلى الانتصارات العظيمة التي تعزز ثقتنا بأنفسنا، ولكن أحياناً لا يتحقق ذلك، فنقع في فخ المحاولات البائسة محاولين النجاح مراراً وتكراراً لكن دون فائدة، فهنا يجب أن نتعلم كيف نتعرف على هذه الأوقات، قبل أن ترفضنا الأماكن والأشياء، قبل أن تنتهي الفرص لدينا، يجب أن نتعلم كيف ندير ظهرنا ونغادر ونحن مرفوعي الرأس وبكامل شموخنا، فأغلبنا يستصعب الرحيل ولكننا لا نعلم أنه أحياناً يكون قوة، وعزة، وانتصار.

 

   وليس من الذكاء أيضاً أن نواجه كل شيء، لا بأس أحياناً أن نتوقف ونصمت، فالحياة عبارة عن مسرح يكثر فيها الأبطال، وليس من المهم أن نلعب دائماً دور البطل، فلا بأس أن نختفي من المشهد ونكون من المتفرجين أحياناً، وليس من الذكاء أيضاً أن نجادل في كل شيء، لا بد وأن نتوقف أحياناً، لأن كثرة الجدال توصلك لطرق مسدودة، فهنا يجب أن نقول رأينا ونصمت، وان ننصح ونسكت، وأن نتعلم متى نرحل.

 

  وفي مقولة "إن لم تشعر بالإنتماء، فلا تطل البقاء"، فإذا لم تشعر بقيمتك في المكان الذي أنت فيه فلا تطيل البقاء لا تكمل وفي يدك خيار الرحيل، فإذا بقيت تكون قد استنزفت وقتك وهمتك ونفسك بالمجان، وستتحول بالمدى البعيد إلى ألم يسيطر على مجريات حياتك، فنأى بنفسك بعيداً عن كل هذا وتعلم كيف ترحل، تعلم كيف تبدأ من جديد في المكان المناسب وبوجود الأشخاص المناسبين الذين يقدرون وجودك، ولا شك أن هذا الأمر ينطبق على العمل والوظيقة، فإذا شعرت بنفسك عاجزة عن الاستمرار في مكان عملك، لا تمتلك المزيد من الطاقة للاستمرار، لا ترى المزيد من التطور والنجاح ، لا يوجد من يقدرك فيها ويقدر عملك، فارحل! لا تصبح هامش وعشوائي لا تعلم ماذا تريد، وإلى أين ستصل، في المقابل هناك الكثير من المناصب والوظائف التي لويعلم أصحابها أن وجودهم فيها غير مفيد، يكون الرحيل لهم أفضل.

 

     الرحيل مهارة يجب أن نتعلمها لنحافظ على أنفسنا وسعادتنا وعلاقاتنا الشخصية من دون أن نؤذي أنفسنا أو غيرنا، وأن نتغاضى ونسامح، فالحياة ما هي إلا خسائر متتالية، من آلام وقصص لا تنتهي، لكنها تمضي وتسير بنا ولا شيء يتوقف، لذلك يجب أن نمضي مع الحياة ولا نضيع الوقت ونتعلم متى نحضر، ومتى نرحل .!

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023