تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : مقالات مختاره
الديمقراطيّة الحكيمة وقوة المنطق ْ..
نشر بتاريخ : 10/8/2019 5:31:43 PM
أ. د. صلحي الشحاتيت

بقلم: أ.د. صلحي الشحاتيت*

 

أربعة أسابيع مرّت على الأردن لم يشهد مثلها من ذي قبل، كانت صعبة قاسية؛ وأشدها صعوبة كان الخميس 5 أيلول الذي سبق حادثة الإضراب، والذي أدى إلى تصعيد الإضراب المفتوح من قبل نقابة المعلمين، فأصبح حديث الشارع ووسائل الإعلام، إلى أن تحولت إلى قضية وطنية تشغل الرأي العام ككل.

 

 وظهرت الكثير من الأراء المتضاربة ما بين مناصرًا وناقداً، وأخرى آنيه تتغير بتغير مكان صاحبها، ولكن الإهتمام الأكبر كان منصبًّا على كيفية تعامل الحكومة بمثل هذه المواقف، فالإضراب كان "ككرة الثلج المتدحرجة" يزداد مع كل يوم وكل اسبوع، والثبات على المطالب كان جليّاً واضحاً من قبل النقابة، وكما شاهدنا من مجريات الأحداث كان باب الحوار مفتوحاً بين الحكومة والنقابة؛ إلّا أن الاختلاف كان سيد الموقف في كل مرة، فإصرار الحكومة على عدم منح العلاوة للمعلمين من جهة وإصرار النقابة على حقهم في هذه العلاوة من جهة أخرى كان دائماً  يؤدي إلى طريق مسدود.

 

     ولا شك أن كلا الطرفين يحمل من الحجج ما يكفيه للإصرار على موقفه، فالحكومة همها الوحيد يكمن في العجز الاقتصادي للبلد،  وأنّ تلك العلاوة ستزيد من ذاك العحز، في حين أنّ نقابة المعلمين كانت تتحدث عن حقوق مسلوبة وكرامة معلم، وكانت الحكومة تقدم ما لديها في سبيل حل هذه الأزمة؛ فاستخدمت المنطق والتحاور وكل ما يفضي بالنهاية إلى حل، لكن ما غفل عنه الطرفين للأسف أن هناك شريحة كبيرة من المجتمع قد ضاعت بين هذا وذاك، وهم الطلاب الذين حرموا شهراً كاملاً من الدراسة، فأولياء الأمور ثاروا من الطرف الآخر، فالأزمة كانت تزداد سوءً والحكومة لم تعطِ حلول مرضية، والمعلم لن يتنازل عن حقه والأهالي مع أنهم يدركون أن حق المعلم واجب وكرامته محفوظه، ومن الواجب على الحكومة عمل الإجراء المناسب، لكن خوفهم على مستقبل أولادهم التعليمي من فقدهم لعامهم الدراسي أكثر أهمية.

 

     فكان هذا المشهد المسيطر على الشارع الأردني طيلة الشهر الماضي؛  وخاصة أنه يوجد من يترقب هذا المشهد من بعيد منتظراً أن تؤول الأمور إلى التعقيد والفلتان والعصيان، لكن حكمة سيد البلاد جلالة الملك عبدالله الثاني انتصرت في النهاية، فهذه القيادة الحكيمة الرشيدة قد التمست مشاعر الشعب، وفضّلت مصلحته على أي شيء آخر، فجاءت أوامر جلالته بحل أزمة الإضراب، وحفظ حقوق المعلمين وكرامتهم؛ ليتمكن الطلاب من العودة إلى مدارسهم واستكمال عامهم الدراسي، وفي تغريدة لجلالته عبر تويتر يصف فيها فرحته بعودة الطلاب إلى مدارسهم يوم الأحد الماضي، قال فيها "سعادتي برؤية الطلبة في مدارسهم كبيرة وأهنئ المعلمين بيومهم العالمي. تابعت تفاصيل الإضراب وبعضها كان مؤلما بعبثيته وأجنداته البعيدة عن مصلحة الطالب والمعلم والتعليم فكان لا بد من إنهاء الاستعصاء خدمة للعملية التعليمية. الثمن الأكبر كان تعريض مصلحة الطلبة للإعاقة وهذا يجب ألا يتكرر".

 

    هذا الإضراب وإن كان قد مر بتفاصيل وأحداث "مؤلمة بعبثيتها وأجندتها"، كما قال جلالة الملك إلا أنها بالنهاية وجهت الجميع إلى الإتجاه الصحيح الذي يصبّ في مصلحة الطالب والمعلم والتعليم والمجتمع الأردني ككل، وسيبقى الأردن قويا منيعا بقيادته الهاشمية الحكيمة وبعزائم أبنائه وجنوده الأوفياء.

 

* قسم الكيمياء - جامعة مؤتة

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023