تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
إرادة الوصاية الهاشمية.. قراءة في الرسالة من إلغاء الزيارة الملكية لرومانيا
نشر بتاريخ : 3/27/2019 4:50:23 PM
منذر أبو هواش القيسي

بقلم: منذر أبو هواش القيسي

 

لقد جاء موقف الحكومة الرومانية بنقل سفارتها إلى القدس إقتداء بالسفارة الأمريكية بشكل وسرعة وظرف زماني غير متوقع ؛ خاصة في ظل الظروف الدولية المعقدة المترقبة للقادم ولما ستتمخض عنه ما يسمى بصفقة القرن ، جاء ذلك إبان ما صرحت به رئيسة الوزراء الرومانية فيوريكا دانسيلا أثناء مشاركتها في مؤتمر الإيباك في العاصمة الأمريكية واشنطن أن بلادها تعتزم نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس والاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل .

 

ورداً على هذا القرار لم يكن إعلان الديوان الملكي العامر بإلغاء زيارة صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى بوخارست الرومانية مستغرباً ، وذالك لأن حتمية الأمانة الملقاة على عاتق الهاشميين في وصايتهم على القدس والمقدسات الإسلامية والمسيحية تفرض نفسها ، هذه الوصاية لم تكن وليدة الأمس وإنما هي وصاية دينية تاريخية شرعية بامتياز .

 

دينية إسلامية ومسيحية ، دينية إسلامية لما يحظى به الهاشميين من شرف النسب إلى رسول الله وشرف خدمة الإسلام والمسلمين على الدوام ، ودينية مسيحية لما يحظى به الهاشميين من احترام ووقار وضمان توازن ديني واجتماعي لدى أتباع الديانة المسيحية على مر العصور .

 

تاريخية أصيلة ومعاصرة ، تاريخية أصيلة بعيدة وضاربة في عمق التاريخ لأنها تعود إلى قرونٍ خلت كانت وصاية القدس فيها للهاشميين ، وتاريخية معاصرة قريبة لما حظي به الشريف الحسين بن علي رحمه الله وأبنائه من مكانة عربية وإسلامية كزعيم للثورة العربية الكبرى وملك للعرب .

 

شرعية دولية وأممية وشعبية ، شرعية دولية لما حظيت به الوصاية من مكانة عالمية ؛ ولما ترسخ في الاتفاقيات الدولية والأمم المتحدة ، وشرعية أممية لما عهدت به الأمتين العربية والإسلامية عبر العديد من المؤتمرات والمواثيق ، وشرعية شعبية لما يؤكد به الشعبين الأساسيين في القضية ؛ الشعب الفلسطيني والشعب الأردني للهاشميين من وصاية على المقدسات .

 

جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لا يكل من التأكيد دائماً على ثبات موقفه من القضية الفلسطينية والمقدسية ، فلا يكاد يخلو حديث أو خطاب له إلا ويحمل رسائل واضحة للجميع وعلى كافة الأصعدة .

 

وما رأيناه من تحرك دولي لجلالة الملك ليقوم بدورٍ جلي وفق وصايته الهاشمية إبان قرار الرئيس الأمريكي نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية إلى القدس كان واضحاً وحمل معه النتائج الكبيرة ، وما جاء اليوم من قرار لإلغاء زيارة جلالة الملك إلى رومانيا يأتي إكمالا لمسيرة بدأها في ذلك الوقت ، ويأتي رسالة دولية مفادها أننا لم ولن نتراجع عن موقفنا تجاه القدس ، ويأتي رسالة شعبية أننا لا بد أن نضحي ونبذل مقابل موقفنا ، وأنه مهما زادت الضغوط فإننا ثابتون على مبادئنا وأمانتنا .

 

الأردن الذي يدفع ضريبة مواقفه ومبادئه بضغوط اقتصادية لا تخفى على أحد ، كانت هذه الزيارة إحدى الزيارات الاقتصادية المخطط لها بعناية مسبقاً ، حيث كان من المفترض أن توقع الحكومتين الأردنية والرومانية اتفاقية ومذكرتي تفاهم وبرنامج عمل في عدد من المجالات وتنظيم ملتقى للأعمال يجمع ممثلين عن القطاع الخاص في البلدين والمشاركة في اجتماعات العقبة التي كان من المفترض أن تستضيفها رومانيا بالشراكة مع الأردن ، ومع كل ذلك فإن صاحب الجلالة آثر أن ينتصر للقدس ويلغي الزيارة .

 

ولقد رأينا جلياً كيف أثر موقف جلالة الملك في الداخل الرماني ، فقد نقلت "سي أن أن" بيان هاجم فيه الرئيس الروماني كلاوس جوهانيس رئيسة وزرائه فيوريكا دانسيلا على قرار نقل السفارة إلى القدس ، لافتاً أنها أظهرت مجددا جهلها بالشؤون الخارجية ، وأنه لا يرى أي نوع من الحكمة في نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس ، مؤكداً أن قرار نقل السفارة بيده هو فقط كرئيس لرومانيا وليس بيد رئيسة الوزراء .

 

وبدورنا فإننا نقول لصاحب الجلالة صاحب الوصاية الهاشمية على القدس والمقدسات ، أن سر يا جلالة الملك ونحن من خلفك ماضون ، سر يا جلالة الملك وأبنائنا رصاص في سلاحك جاهزون .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023