القسم : بوابة الحقيقة
أبو بكر الجزائري تموت الأشجار واقفة مثمرة..
نشر بتاريخ : 8/15/2018 12:18:07 PM
منذر أبو هواش القيسي

 بقلم: منذر أبو هواش القيسي

 

رحم الله شيخنا العلامة أبو بكر الجزائري الذي أفضى إلى ربه بعد عمر ناهز 97 عاماً في خدمة العلم والدعوة ..

 

لقد جلست بين يدي شيخنا في عشرات الدروس العلمية في المسجد النبوي.. وكان شيخنا غالباً ما يدمج بين أكثر من كتاب في الدرس الواحد.. وكلها من مؤلفاته، ومن ذلك :

- تفسيره : أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير .

- وكتابه : منهاج المسلم، في الفقه .

- وكتابه : هذا الحبيب يا محب، في السيرة النبوبة .

 

وأصدق القول إن قلت بأن شيخنا كان من أكثر العلماء الذين شرفني الله بلقياهم تواضعاً وأدباً وسمتاً .

 

وقد جرى بيني وبينه العديد من المواقف، ومن ذلك :

 

أنه كان مرة يجلس قريباً من كرسيه في المسجد النبوي بعد صلاة العصر لأول يوم من رمضان وقد جئته لأسلم عليه وإذا به يرقي أحد الأطفال، فطلبت من شيخنا أن يرقيني فجلست بين يديه ووضع يده على رأسي ورقاني ودعا لي.. ومن ثم ذهبت لأحضر كأس ماء زمزم وقد قرأ عليه وأعطاني إياه رحمه الله .

ومن المواقف التي لا أنساها لشيخنا أنه كان بعد الدرس يسرع به تلميذه المرافق ليأخذه إلى غرفة الأئمة في مسجد رسول الله، وذلك كي لا يتأذى شيخنا من تجمع الناس حوله..

 

وقد سبقته في أحد الأيام إلى بابها حيث ابتعد عن الناس.. وعرضت عليه بحثي آنذاك في وحدة الأمة وفقه الخلاف

- وأنا أعلم موقفه المؤيد لما أطرح من خلال كتبه.. خاصة كتابه القول البليغ في جماعة التبليغ -

وقد كان رد شيخنا رحمه الله : ما شاء الله.. وفقك الله

- وأخذ يرددها وأنا أشرح له -.. ثم قال : أرسله لنا مكتوباً نقدمه لك ..

 

رحم الله شيخنا القامة لقد كان عالماً يسبق العلماء بطرحه السياسي - لم أسمع منه في دروسه عن أرائه السياسية ولكني قرأت عنه بها - كان ذا مدرسة سياسية شرعية أيدت الديموقراطية والمشاركة السياسية.. وهنا باب أدعو طلبة العلم الصادقين أن يدرسوه لشيخنا حتى ينشر بين الناس .

 

الحديث يطول عن شيخنا.. وبإذن الله سأفرد له مذكرة خاصة في قابل الأيام .

رحمه الله وأحسن إليه وغفر له.. ولا نقول إلا ما يرضي ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023