تحذير للمسافرين: هذا المطار هو الأكثر رعبا في العالم! غوارديولا يحبط جماهير مانشستر سيتي ويسعد عشاق صلاح! خبراء يدعون مشاركة مجتمعية واسعة في مكافحة الجريمة قبل وقوعها... فيديو بأيدي كفاءات وطنية.. سلطنة عُمان تنجح بإجراء أول عملية زراعة قلب من شخص متوفى دماغيا لمريض آخر برشلونة يتلقى ضربة موجعة قبل مواجهتيه الحاسمتين ضد إنتر وريال مدريد هيئة أمريكية توجه نداء عاجلا لترامب لدرء ضرر لا يمكن إصلاحه فاعليات تهنئ عمال الوطن بمناسبة عيد العمال الجيش الباكستاني يجرى تدريبات حربية واسعة النطاق في ظل التوترات مع الهند مصدر عسكري: مقتل 6 جنود بقصف شنه الدعم السريع في كوستي غارات جوية تستهدف محيط مدينة صعدة شمال اليمن الحكومة تنهي مشاوراتها لتقديم مقترحات لتعديل نظام تنظيم البيئة الاستثمارية الجمارك تضبط ١٣١٦٢ كروز دخان في 3 قضايا منفصلة أمين عام الاقتصاد الرقمي تتابع ميدانيًا سير عمل مراكز الخدمات الحكومية مصادر: ترامب يقيل مستشار الأمن القومي ونائبه "الأشغال" تبدأ بإنشاء طريق خدمة على مسربين من طريق المطار عند محطة المناصير

القسم : بوابة الحقيقة
بين الرقمية والليبرالية
نشر بتاريخ : 7/21/2018 1:12:46 PM
بقلم: د. عزت جرادات
بقلم: د. عزت جرادات

وقفت عند دراسة مستقبلية نشرتها مجلة (فورن افيرز الأمريكية) تتحدث عن (التنافس ما بين الذكاء الاصطناعي فيAI  الذي يعتمد الرقمية أي (الديجيتالية- إن جاز التعبير) والديموقراطية الليبرالية في صوغ النظام العالمي المستقبلي) وقد يبدو الموضوع معقداً أو ضرباً من التنبؤات اللامعقولة، إلا أنه يستحق اهتمام المثقف العربي الذي يتطلع إلى المستقبل برؤية ايجابية، وبثقة بقدرات الشباب المبدعين في عالمنا العربي، مهما كانت الغمة التي يمر بها قائمة ولعرض هذه الفكرة مبسطة أو ميسرة، فإن ذلك يتطلب تبسيطا لمفاهيم ثلاثة تتعلق بهذه الرؤية، هي: مفهوم الذكاء الاصطناعي (AI) يعبر عن سلوك وخصائص معينة تتعلق ببرامج حاسوبية لمحاكاة القدرات الذهنية الخاصة بالبشر، والرقمية تعبر عن مجتمع (تكنولوجي معرفي معلوماتي) لا يكتفي بإتقان استخدام المعرفة ولكنه يتطلع إلى إنتاجها، وأما (الديوقراطية الليبرالية) فهو تعبير عن شكل متقدم من أشكال الديموقراطية ومبادئ الليبرالية لصوغ مجتمعي ذي بيئة (فكرية علمية مدنية) تسمح بتطوير المجتمع بشكل متسارع، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومدنياً.

وعودة إلى جوهر الدراسة بعد هذه التبسيطات في المفاهيم، فهل ثمة صراع ما بين (الديموقراطية الليبرالية، والسيطرة الرقمية ممثلة بالذكاء الاصطناعي) في تطوير النظام العالي أو إعادة صياغته بأنماط غير مألوفة؟ فالنظريات السياسية تضع (الديموقراطية الليبرالية) طريقاً أقوم للنجاحات الاقتصادية في عالم يوصف (بنظام التفوق الاجتماعي)، الذي يبتدع الأساليب غير التقليدية للاستجابة لتحديات المستقبل.

أما النظريات الرقمية فتضع الهيمنة أو السيطرة على المجتمعات البشرية في أيدي السلطة التي تمتلك قوة المعرفة، فتصبح هيمنتها على المواطنين أشدّ إحكاماً، مع قدرتها على إحداث نقلة مركزية في التخطيط الشامل الذي يستجيب بشكل أكثر سرعة لتلبية الحاجات الفردية والاجتماعية.

وتنهي الدراسة إلى أن مستقبل (النظام العالمي) يتطلب تحقيق التناغم ما بين (قوة المعرفة الرقمية) (وقوة الديموقراطية الليبرالية)، فاحتكار الأولى، أي (قوة المعرفة الرقمية) وإصفاف الثانية، أي (قوة الديموقراطية الليبرالية) من شأنه أن يعمق الخلل في النظام العالمي، وقد لا تتمكن المجتمعات التي تعتمد (السلطة الرقمية) من الحفاظ عليها متجددة، وقد لا تتمكن من البقاء دون تنامي الديموقراطيات الليبرالية في المجتمعات، وتظل الأنظمة المجتمعية المتطورة أو الساعية للتطور، بحاجة لاستثمار التكنولوجيات الحديثة لتعزيز الإبداع في مؤسساتها، وإبقاء جذره الديموقراطية الليبرالية متجددة لاغتناء مسيرة البشرية نحو عالم مستقبلي بجناحيه الفكري والتكنولوجي.

وأخيراً، فإن كانت الديموقراطية الليبرالية أمريكية الصنع، وفق (فرانسيس فوكوباما- في كتابه: نهاية التاريخ والإنسان الأخير)، فإن الرقمية أو ال AI هي عالمية الطابع، وهما من نتاج الفكر الإنساني الذي يخدم البشرية.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023