الحقيقة الدولية - كشف تحقيق اجرته صحيفة "عربي بوست" أن تطبيق AppCloud "الإسرائيلي المثبت" مسبقا على هواتف مباعة في الشرق الأوسط يجمع بيانات المستخدمين بطريقة لا يمكن التحكم بها، ولا يسمح بحذفه من النظام، ما يثير مخاوف واسعة حول الخصوصية وأمن المعلومات من التطبيق المستخدم في الأردن .

ويعد التطبيق جزءا من منصة Aura التابعة لشركة IronSource "الإسرائيلية"، التي استحوذت عليها لاحقا شركة Unity الأمريكية، بينما بقيت الإدارة التنفيذية تحت إشراف مؤسسها الإسرائيلي تومر بار زئيف.

وبحسب التحقيق، يظهر التطبيق غالبا على هواتف الفئة المتوسطة والمنخفضة مع إمكانية تثبيته لاحقا عبر تحديثات النظام، وهو غير موجود في أجهزة موجهة إلى أوروبا وأمريكا. آلية عمل AppCloud وصلاحياته يُقدّم التطبيق كخدمة اقتراح ألعاب أو تطبيقات، لكنه يمتلك صلاحيات واسعة تشمل الوصول إلى قائمة التطبيقات، وعادات الاستخدام، ومعلومات الشبكة، وأرقام الهواتف، ومعرف الجهاز (IMEI)، وأحيانا الموقع الجغرافي. ويتيح التطبيق للشركة المالكة جمع بيانات وصفية وسلوكية بهدف تحسين تجربة المستخدم واستهداف الإعلانات، وفق ما أكده خبراء سيبرانيون.

ورغم عدم إمكانية الحذف، يمكن تعطيل التطبيق مؤقتا لتقليل فعاليته، لكن أي تحديث جديد للنظام قد يعيد تثبيته مجددا، ما يجعل السيطرة على بيانات المستخدمين شبه مستحيلة. الأسواق المستهدفة والتواجد الجغرافي أظهرت الجولة الميدانية أن التطبيق متواجد حصريا على الأجهزة الموجهة لأسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بما يشمل الأردن، ومصر، والمغرب، وسوريا، ولبنان، والعراق وتركيا. كما وُجد التطبيق مثبتا مسبقا في متاجر الهواتف الحكومية والمؤسساتية، ما يزيد المخاوف من وصوله إلى فئات كبيرة من السكان دون علمهم. و يحذر خبراء من أن تثبيت التطبيقات الإسرائيلية مسبقا يمثل تهديدا للخصوصية، وقد ينتهك قوانين حماية البيانات مثل GDPR الأوروبية، إضافة إلى احتمال استغلال البيانات لأغراض استخباراتية أو عسكرية.

ويؤكد مختصون أن المستخدمين غالبا يوافقون ضمنيا على جمع البيانات دون وعي كامل بحجمها أو طريقة استخدامها. خلفيات التجسس التكنولوجي الإسرائيلي يرتبط AppCloud بخلفية أوسع لشركات التكنولوجيا الإسرائيلية التي تطور أدوات للتنصت والمراقبة، مثل NSO Group، Candiru، Cellebrite، Toka، AnyVision، وتعمل تحت إشراف وزارة الحرب الإسرائيلية، مع تواجد قيود دولية وقضايا قضائية ضد بعضها. ويُعد هذا التحقيق جرس إنذار للمستخدمين في المنطقة، ويدعو إلى توخي الحذر عند استخدام هواتف ذكية تحتوي على تطبيقات لا يمكن التحكم بها، ومراجعة سياسات الخصوصية لكل تطبيق مثبت مسبقا.