الحقيقة الدولية - قال الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد عمر الزعبي، إن الأوضاع الميدانية في قطاع غزة تشهد تحولات استراتيجية عميقة "أجبرت" الولايات المتحدة على الدفع بمبادرة لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن قبول حركة حماس بالمبادرة "لا يعكس تنازلًا" "بقدر ما يعكس" الواقع الجديد الذي فرضته المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني.

وكما صرّح لبرنامج واجه الحقيقة، أوضح الزعبي أن الجيش "الإسرائيلي" يواجه حالة استنزاف وإنهاك عملياتي، تجلّت في سحب ألوية النخبة مثل "غفعاتي" و"جولاني"، والاعتماد على قوات الاحتياط الأقل كفاءة، إلى جانب تراجع معنويات الجنود وضغوط ملف الأسرى والهجرة المعاكسة التي وصلت إلى مئات الآلاف.

وأضاف، أن التدخل الأمريكي لم يكن بدافع إنساني، وإنما جاء نتيجة خشية واشنطن من انعكاسات فشل إسرائيل على أمنها القومي، ومحاولة استباق قرارات أممية قد لا تصب في مصلحة الاحتلال.

وفيما يتعلق بموقف حركة حماس، أشار الزعبي، إلى أنّ الحركة "قبلت بالمبادرة لكنها ما تزال متمسكة بشروطها الأساسية، وعلى رأسها الانسحاب الإسرائيلي الكامل، وفتح المعابر، وبدء عملية الإعمار"، لافتًا إلى أنها أبدت مرونة عبر استعدادها للقبول بإدارة مدنية مستقلة للقطاع.

"إسرائيل لجأت إلى حرب التجويع وتدمير البنية التحتية كسلاح ضغط، بينما اعتمدت المقاومة الفلسطينية على حرب العصابات والكمائن والقتال المباشر من نقطة الصفر، وهو ما جعل الاحتلال عاجزًا عن فرض السيطرة الكاملة"، وفقاً لـ الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد عمر الزعبي.

وفي الشأن العربي، شدد الزعبي، على ضرورة توحيد الموقف السياسي والإعلامي العربي لمواجهة التفوق الإعلامي الإسرائيلي، والتلويح باتفاقية الدفاع العربي المشترك ولو بالحد الأدنى، معتبرًا أن "مجرد التلويح بها قادر على تغيير موازين القوى".

وحذّر من خطورة فشل المفاوضات، مؤكدًا أن أي محاولة إسرائيلية لاقتحام قلب مدينة غزة المزدحمة بالنازحين قد تقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة.

واختتم الزعبي بالتأكيد على أن صمود الشعب الفلسطيني هو العامل الحاسم الذي فرض الواقع الحالي، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية الوحدة الوطنية الأردنية خلف القيادة الهاشمية والجيش العربي والأجهزة الأمنية، محذرًا من الشائعات والذباب الإلكتروني الساعي لضرب الاستقرار الداخلي.