الحقيقة الدولية – اربد – محمد فلاح الزعبي - بدأت كوادر بلدية إربد الكبرى صباح اليوم الثلاثاء بإزالة السياج الحديدي الذي أقيم منذ عام 1999 أمام البوابة الغربية لجامعة اليرموك، في مسعى لتحفيز الحركة التجارية في شارع الجامعة الذي عانى على مدار أكثر من ربع قرن من ركود أثر بشكل كبير على أصحاب المحال التجارية. كان الشارع سابقًا من أكثر المناطق التجارية نشاطًا وازدحامًا في المدينة.

واعتبر التجار أن السياج كان يشكل عقبة أمام سهولة تنقل الطلبة والمارة، مما انعكس سلبًا على محالهم التجارية ودفعهم للمطالبة المتكررة بإزالته. استجابت البلدية أخيرًا لهذه المطالب ضمن تفاهمات مع تجار شارع شفيق إرشيدات.

تدهور مكانة شارع الجامعة التجارية يعود إلى عوامل متعددة، أبرزها التحولات العمرانية وفتح شوارع جديدة كشارع أبو راشد وشارع الثلاثين، التي جذبت النشاط التجاري بعيدًا عن المنطقة المحيطة بجامعة اليرموك. بالإضافة إلى ذلك، لعبت أنماط التسوق الحديثة وانتشار المجمعات التجارية (المولات) دورًا في تغيير وجهة الزبائن. ولم تكن مشاكل الازدحام المروري وغياب مواقف السيارات الكافية بعيدة عن أسباب هذا التراجع.

رئيس لجنة بلدية إربد الكبرى أوضح أن إزالة الحواجز الحديدية بالكامل من الجزيرة الوسطية تهدف إلى تسهيل حركة المشاة بين المحال التجارية والمطاعم، مشيرًا إلى أن النفق الموجود أمام بوابة كلية الاقتصاد القديمة لم يعد يؤدي الغرض المطلوب. كما أشار إلى إجراءات أخرى مثل السماح لأصحاب المحال باستخدام الارتداد ضمن الرصيف بما ينعكس إيجابًا على نشاطهم التجاري.

وأضاف رئيس اللجنة أنه تم تخصيص مسرب خاص لحافلات النقل العام عند البوابة الشمالية لجامعة اليرموك بالتنسيق مع قسم السير، حيث جرى تقليص مساحة الرصيف لتوفير مكان خاص لاصطفاف الحافلات التي تنقل الطلبة. الهدف من هذا الإجراء هو تخفيف حالة الازدحام المروري في المنطقة وحل مشكلة تواجد الحافلات في الطريق العام بشكل عشوائي.

التاجر محمد العزام، صاحب محل للملابس في شارع الجامعة، رحب بالخطوة معتبراً أنها إيجابية لكنه طالب بخطة شاملة تشمل تحسين الأرصفة وتوفير مواقف سيارات لضمان نجاح الإجراءات الجديدة. بينما أشار أحمد الشرع، صاحب مطعم، إلى أن الشارع فقد نسبة كبيرة من زبائنه بسبب انتقالهم إلى شوارع ومناطق تجارية أحدث. وأكد أن البلدية بحاجة إلى مواكبة تطورات السوق وخلق وسائل جذب جديدة لضمان عودة النشاط التجاري للمنطقة، مشددًا أن إزالة السياج وحدها لا تكفي.

من جهة أخرى، أبدت الطالبة ليان المومني تفاؤلها بهذه الخطوة معتبرة أنها ستسهل وصول الطلبة إلى المحال القريبة من الجامعة. أما المواطن محمود الخصاونة فشدد على ضرورة تجديد البنية التحتية وتنظيم حركة السير بشكل أفضل لإعادة الحيوية إلى الشارع.

بلدية إربد الكبرى، ممثلة بالمهندس سامر الرواشدة، أكدت أن إزالة السياج تأتي ضمن خطة متكاملة لإحياء شارع الجامعة، تتضمن إعادة تأهيل الأرصفة، توسعة المقاطع المرورية، وتوفير أماكن وقوف جديدة للسيارات. وأشارت إلى تعاون مستمر مع التجار لوضع حلول عملية تعيد الشارع إلى مكانته كمركز تجاري رئيسي يخدم المجتمع المحلي وطلبة الجامعة.

وبين التفاؤل والحذر، يترقب تجار شارع الجامعة نتائج هذه الإجراءات على أمل أن تكون بداية لنهضة تعيد للشارع دوره الاقتصادي المحوري في مدينة إربد.