الحقيقة الدولية - أكد محللان سياسي وعسكري، على أّنّ عملية القدس الأخيرة "شكلّت" تحولاً نوعياً في مسار الصراع مع الاحتلال "الإسرائيلي"، ورسالة واضحة بأن الضفة الغربية والقدس ما زالتا في قلب المواجهة رغم مرور أكثر من 700 يوم على الحرب على غزة. جاء ذلك خلال حلقة برنامج "واجه الحقيقة" التي استضافت المحلل السياسي محمود أمين الحياري والعميد المتقاعد رزق الخوالدة.

من جهته، ذكر المحلل السياسي محمود الحياري، بأنّ العملية "رسالة واضحة لكيان الاحتلال بأن هذا الشعب باقٍ ومتمسك بأرضه، "وأن الضفة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في غزة".

"الطابع الفردي للعملية جعلها أكثر إيلاماً من العمليات المنظمة، لأنها تتطلب إرادة مختلفة تماماً وعقيدة راسخة وإيماناً مطلقاً".، بحسب الحياري.

وانتقد الحياري بشدة السلطة الفلسطينية، معتبراً أنها "أكبر عائق في وجه الشعب الفلسطيني"، متهماً إياها بتقديم المقاومين "على طبق من ذهب للاحتلال" من خلال التنسيق الأمني وتقديم المعلومات.

شدد في ذات السياق، على أنّ السلطة "فقدت رصيدها الشعبي وأصبحت مشروعاً وهمياً يتآمر على الحلم الفلسطيني"، مضيفاً أن "أسلحتها لا تستخدم في مواجهة الاحتلال، بل في مواجهة الشعب".

من جانبه، اعتبر العميد المتقاعد رزق الخوالدة أن العملية "تمثل مفاجأة عسكرية يصعب على الاحتلال رصدها أو منعها"، مشيراً إلى أن منفذي مثل هذه العمليات "يخرجون من بيوتهم وهم يعلمون أنها لحظات أخيرة من حياتهم"، وهو ما يعكس "دافعاً سامياً مرتبطاً بالتاريخ والهوية والأرض".

وتوقع الخوالدة أن يستغل الاحتلال العملية لتشديد قبضته الأمنية عبر "زيادة الحواجز والتفتيش وتسليح المستوطنين"، محذراً من أن إسرائيل قد تنفذ "بنك أهداف في الضفة الغربية بعد الانتهاء من غزة"، في إطار ما سماه "مسعى اليمين المتطرف لإنهاء القضية الفلسطينية". كما رأى أن إسرائيل تعتبر السلطة عبئاً وتسعى إلى إضعافها أو إزالتها.

واتفق الضيفان، على أن الإرادة الشعبية للمقاومة في الضفة الغربية ما زالت موجودة، وأن مثل هذه العمليات ستتكرر باعتبارها "ردة فعل طبيعية وواجبة" على جرائم الاحتلال. ووصف الحياري العملية بأنها "بطولية وملهمة للشباب الفلسطيني"، فيما أكد الخوالدة أن "مخزون المقاومين في الضفة كبير رغم العوائق".