بينما ما زال سكان منطقة لوس أنجلوس يعانون من آثار الحرائق المدمرة، تأتي تحذيرات جديدة من وكالة ناسا حول تسارع الانهيارات الأرضية في شبه جزيرة بالوس فيرديس، التي تهدد مئات المباني.

رغم أن التهديد قد لا يكون وشيكًا، فإن العلماء يحذرون من أن الأراضي غير المستقرة قد تنهار فجأة كما حدث في انهيار "ماد كريك" في عام 2017، مما دفعهم إلى بذل المزيد من الجهود لفهم العلامات التحذيرية.

منطقة بالوس فيرديس كانت تشهد تحركات بطيئة للأرض نحو المحيط طوال عقود، إلا أن البيانات الجديدة من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا تشير إلى تسارع هذه الحركة بشكل ملحوظ. وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية لبرنامج "سنتينل 1" التابع لوكالة الفضاء الأوروبية أن الأرض في هذه المنطقة تتحرك بمعدل يصل إلى 10 سنتيمترات أسبوعياً باتجاه المحيط الهادئ في خريف 2024. وقد ارتبط هذا التسارع بهطول الأمطار القياسي في عام 2023، بالإضافة إلى الأمطار الغزيرة في أوائل عام 2024.

العلماء، مثل ألكسندر هاندويرغر من مختبر الدفع النفاث، يعربون عن قلقهم من أن هذه التحركات الأرضية تهدد حياة الإنسان والبنية التحتية في المنطقة. فقد توسعت منطقة الانزلاقات الأرضية بشكل كبير منذ أن تم تحديد حدودها في دراسة أجرتها هيئة المسح الجيولوجي في كاليفورنيا عام 2007.

الظروف الجوية المتطرفة، التي يعزى بعضها إلى التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية، تزيد من وتيرة هذه الانهيارات الأرضية. التغيرات في المناخ أدت إلى زيادة كمية المياه في الغلاف الجوي، مما يساهم في زيادة قوة الأمطار التي تزيد من حدوث الانزلاقات الأرضية. كما أن زيادة حالات الطقس المتطرف بين الجفاف والفيضانات تُسهم في ظاهرة تسمى "هزات المناخ المائية"، حيث تتقلب الظروف بسرعة بين الرطوبة الزائدة والجفاف.

في سياق الدراسات الجارية، اكتشف هاندويرغر وزملاؤه في عام 2022 أن الانهيارات الأرضية تتحرك بسرعة أكبر في مواسم الأمطار مقارنة بالمواسم الجافة، حتى وإن كانت التربة جافة أو رطبة بالفعل. هذا الاكتشاف يثير القلق بشأن تأثير التغيرات المناخية على حركة الأرض في المستقبل.

إلى جانب الدراسات العلمية، تسعى فرق البحث إلى تطوير شبكات مراقبة توفر تنبيهات للمسؤولين في الدولة والمجتمعات المحلية حول المخاطر المحتملة، مما يتيح اتخاذ تدابير احترازية قبل حدوث الكوارث.

الحقيقة الدولية – وكالات