نشر بتاريخ :
01/08/2024
توقيت عمان - القدس
9:07:30 AM
بعيدا عن جنون الألعاب وصخب العاصمة باريس، جذبت مدينة
شاتورو التي تعيش في قلب الطبيعة أنظار العالم، وباتت محور مسابقات الرماية ضمن
الألعاب الأولمبية.
يبلغ عدد سكان شاتورو التي تبعد عن باريس 270 كلم، نحو 43
ألف نسمة، وانطلقت مسابقات الرماية فيها في 27 تموز/يوليو وتستمر حتى الخامس من
آب/أغسطس المقبل.
قال إيمانويل، سائق تاكسي يعمل في محطة القطار: "ذهبت
في إجازة وعندما عدت وجدت أن شاتورو تغيّرت".
وأضاف: "هناك حركة غير اعتيادية، فنحن عادة مدينة هادئة
وفي هذه الفترة من السنة تُقفل المدارس أبوابها فيعم الهدوء. لكن هذه المرة الأمر
مختلف".
على وقع نبضات الألعاب الأولمبية وطلقات البنادق والمسدسات،
يجد سكان شاتورو في هذا العرس الأولمبي مناسبة لتحريك العجلة الاقتصادية واستقطاب
السياح.
قاعدة عسكرية
يقع المركز الوطني للرماية الرياضية في منطقة شاتورو ديول،
وهو ملحق بالاتحاد الفرنسي للرماية، ويشكّل أكبر مجمع رياضي للرماية في أوروبا،
تقودك إليه طرقات تنتشر على جانبيها حقول القمح ودوار الشمس.
يمرّ السائق عبر قاعدة عسكرية بناها حلف الناتو عام 1951
وأقام فيها 8 آلاف جندي أمريكي لسنوات طويلة، تحيطها مساحات كبيرة من الغابات.
وضعت لوحات في هذه القاعدة العسكرية كُتب عليها "منطقة
عسكرية. ممنوع الدخول".
واستطرد السائق: "بنى هذه القاعدة الجيش الأمريكي بعد
الحرب العالمية الثانية، حاليا يعيش فيها صينيون، كما هناك في الجهة المقابلة أكاديمية
لكرة القدم أنشأها السعوديون".
مهمة للسلام
في أجواء احتفالية، قالت لو أو (58 عاما) وهي رامية سابقة:
"الألعاب الأولمبية في شاتورو رائعة جدا ومنظّمة بطريقة احترافية مع الكثير
من الفرح، ومن الرائع أيضا رؤية كل هؤلاء الرياضيين".
وقال زوجها الذي يكبرها بـ 17 عاما: "أعرف مركز الرماية
في شاتورو كوني أمارس هذه الرياضة منذ 50 عاما. التنظيم خيالي ويتم توجيهنا بشكل
جيد وتحديد الأماكن ورغم عدم قدرتك على التحرّك بحرية كما تشاء، إلاّ أن الإجراءات
جيدة".
قاطعته زوجته: "نحن رياضيان ونمارس الرماية، لذلك نقدّر
مشاهدة الأبطال. الألعاب مهمّة للسلام في العالم وفرح الحياة وتقاسم أشياء جيدة
معا"، فاستطرد: "أتينا لتشجيع الجميع، لكل من يعطي من داخل أعماقه، هذا
هو الأمر... الباقي، الجنسية، ليس بالامر الخطير".
ويرشدك المتطوعون إلى حقل الرماية حيث بُنيت مدرجات خصيصا
للمشاهدين، حيث تقول كادي توب إحدى المتطوعات: "التجربة رائعة والناس ودودون.
في بعض المرات توجه التحية لهم فلا تسمع الجواب، ولكن أعتقد أنّ الأمر متعلق بعدم
فهم اللغة".
بالقرب منها، ارتدت الإيطالية تاتيانا قميصا عليه صورة شاب
وهو يصرخ رافعا قبضة يده في الهواء، مرفقة بتاريخ 16/4/2024، تبيّن أنها لنجلها
المشارك في الرماية "هو التاريخ الذي تأهل فيه إلى الألعاب الأولمبية".
وأضافت: "أتيت إلى شاتورو لمواكبة وتشجيع نجلي إدواردو
بوناتسي الذي يشارك في مسابقة الرماية (بندقية هواء مضغوط 10 م) في أول مغامرة
أولمبية له".
وأردفت: "هو صغير جدا إذ يبلغ 22 عاما، وأنا فخورة كأم
جدا به. العائلة جميعها هنا وقد أتت شقيقتي وزوجها".
ومنحت الألعاب الفتى السوري همام برهوم (13 عاما) الذي جاء
إلى فرنسا كلاجئ عن طريق الأمم المتحدة بعدما غادر الأراضي السورية إلى لبنان،
فرصة لن تتكرر بعدما عاش أياما صعبة في بلاده.
وأمضى: "نعيش في شاتورو وقد شاركنا في مسابقة في
مدرستنا وتم اختيارنا لحضور الألعاب. كنت أشجع الرماة من فرنسا والبرتغال ومن مصر
أيضا".
الحقيقة الدولية – وكالات