الشيخ الغول يبارك لنسيبه العساسفة اللواء الركن الحنيطي يرعى افتتاح مؤتمر كشف ومكافحة الطائرات المسيّرة (C-UAS) مطالبات بعودة باب الاعتراض على المخالفات- تقرير تلفزيوني العدوان والوقفي نسايب - صور وزير الخارجية الأميركي يشارك نتنياهو في حفر نفق تهويدي على بعد أمتار من الأقصى! (صور) الحديثات لـ" الحقيقة الدولية": لا أحد بمنأى عن مخططات الاحتلال الأردن يدين بأشد العبارات توسيع الإحتلال عدوانه البري على غزة الأردنيون أنفقوا 1.44 مليار دولار على السياحة الخارجية في 8 أشهر العقيد السرطاوي مديرًا لمديرية الإعلام والشرطة المجتمعية تعيينات لمدراء في الأمن العام (أسماء) مباركة بتعيين العقيد عمر الشمايلة مديرًا لشرطة البادية الوسطى ورشة حول آلية التسجيل لجائزة الحسين للعمل التطوعي في جرش الاشغال تنتهي من إنارة عدد من مناطق شمال الكرك غزة تحت النار.. هجوم "إسرائيلي" واسع يفتح الأبواب على سيناريوهات خطيرة الأميرة بسمة ترعى احتفالاً بمناسبة تأسيس مؤسسة إنقاذ الطفل
القسم : بوابة الحقيقة
سنة ونصف من الحرب على غزة "تكفي"
نشر بتاريخ : 4/11/2025 4:45:59 PM
زيدون الحديد

 

أكتب حروف هذا المقال بطريقة لم أكتب بها من قبل، ربما لأنه لم يعد هناك شيء، فسنة  ونصف بالضبط على بداية الحرب المدمرة على غزة جعلتها بلا شيء، فأصبح الزمن فيها يقاس بالركام، لا بالأيام، فالسنة والنصف التي مرت لا يمكن حسبانها إلا بالألم والدمار والخذلان، وكانت كفيلة بتحويل مدينة تعج بالحياة، إلى مدينة اشباح وخراب.

 

غزة، التي لم تكن يوما غائبة عن المعاناة، لم تشهد في تاريخها المعاصر دمارا بهذا الدمار، فكلنا شاهدنا بالصورة الحية الكاملة، كيف انها مسحت عن الخريطة، وشعب لم يعد يملك إلا أن يتنفس هواء الرماد المحمل برائحة القصف والبارود، وكل هذا يندرج تحت سؤال، لماذا كل هذا الخراب؟

 

 ومع كل هذا الخراب، ما يزال في داخلي يقين بأن الفرج قريب، ربما جاء ذلك الشعور بعد التصريح الأخير لترامب، حين قال: «ان الحرب ستنتهي قريبًا.»

 

فتلك الجملة الباردة، رغم برودتها، تمثل اعترافا أن النهاية ليست نتيجة نصر أو انتصار، بل فراغ خلفه دمار.

 

نعم، انتهت الحرب – أو تكاد– لا لأن أحدًا انتصر، بل لأن كل شيء قد تدمر، فلم يبق ما يقصف، ولا ما يدافع عنه بالحجارة او من خلف الاسوار، لكن ما بقي، رغم كل شيء، هو الأمل الذي لا يهدم، والصبر الذي لا يقهر، والناس الذين رغم الجوع والموت، ما يزالون ينظرون إلى السماء وكأنهم يقولون: «ما ضاقت إلا لتفرج.»

 

 وهنا دعونا نعود ونتوقف ونتحدث عما يقولون من مستقبل وانتصار!  وهل يبنى الانتصار على الأشلاء والدمار؟

 

وأي مستقبل يمكن بناؤه حين تمحى المنازل والمدارس، والمستشفيات، والذكريات؟ وهل سيبنى كل ذلك حين تهجر العائلات، وقد عاشت الأطفال على مشاهد القصف والدمار والويلات؟

 

غزة اليوم، وبعد سنة ونصف من الحرب، لا تحتاج إلى سلاح أو هدنة مؤقتة، بل إلى اعتراف بأن الحرب لم تكن يوما على تنظيم حماس او مقاومة، بل على شعب اصبح يعيش أهوال يوم القيامة.

 

 هنا أقول وأكرر كلام الرئيس الأميركي ترامب ان سنة ونصف من الحرب في غزة تكفي، لأن الحجر لم يعد يحتمل، ولأن البشر هناك لم يعودوا يملكون شيئا يخسرونه، كون الصمت عن غزة جريمة.

 

 ربما آن الأوان للعالم أن يلتفت حقا إلى غزة، لا ببيانات الإدانة أو وعود الإغاثة، بل بإرادة حقيقية لإنهاء هذه الدائرة الجهنمية، آن الأوان لأن تعاد للغزيين حياتهم، لا كجائزة ترضية، بل كحق مسلوب بعد كل تلك الحروب.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025