"هدنة غزة".. تصريحات إسرائيلية وأميركية متفائلة عن انفراجة خلال أيام طقس حار في أغلب المناطق السبت إدارة السير: مخالفات عكس السير أودت بحياة 0.5% من ضحايا حوادث 2024 ملفات هامة على أجندة الاجتماع الأول لرئيس لجنة بلدية الرمثا.. فيديو ولي العهد يشيد بجهود الدفاع المدني في إخماد حرائق سورية ‎50 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى دبلوماسيون: مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين ينعقد في 28 و29 تموز أردوغان: العالم يقف متفرجا على فظائع الاحتلال في فلسطين جرش... الناس عطشى والمياه تغمر الشوارع.. فيديو التربية: نتائج التوجيهي في الثلث الأول من شهر آب صندوق النقد: أسعار الكهرباء في الأردن ضمن الأعلى إقليميًا زركشات تطلق نشاطاً بيئياً بالتعاون مع بلدية جرش الكبرى 5 اصابات اثر انهيار سقف منزل في مخيم الزرقاء الأمن العام يواصل حملة "صيف آمن" ويوجه إرشادات للوقاية من حر الصيف 798 فلسطينياً استشهدوا خلال محاولتهم الحصول على المساعدات في غزة

القسم : بوابة الحقيقة
سنة ونصف من الحرب على غزة "تكفي"
نشر بتاريخ : 4/11/2025 4:45:59 PM
زيدون الحديد

 

أكتب حروف هذا المقال بطريقة لم أكتب بها من قبل، ربما لأنه لم يعد هناك شيء، فسنة  ونصف بالضبط على بداية الحرب المدمرة على غزة جعلتها بلا شيء، فأصبح الزمن فيها يقاس بالركام، لا بالأيام، فالسنة والنصف التي مرت لا يمكن حسبانها إلا بالألم والدمار والخذلان، وكانت كفيلة بتحويل مدينة تعج بالحياة، إلى مدينة اشباح وخراب.

 

غزة، التي لم تكن يوما غائبة عن المعاناة، لم تشهد في تاريخها المعاصر دمارا بهذا الدمار، فكلنا شاهدنا بالصورة الحية الكاملة، كيف انها مسحت عن الخريطة، وشعب لم يعد يملك إلا أن يتنفس هواء الرماد المحمل برائحة القصف والبارود، وكل هذا يندرج تحت سؤال، لماذا كل هذا الخراب؟

 

 ومع كل هذا الخراب، ما يزال في داخلي يقين بأن الفرج قريب، ربما جاء ذلك الشعور بعد التصريح الأخير لترامب، حين قال: «ان الحرب ستنتهي قريبًا.»

 

فتلك الجملة الباردة، رغم برودتها، تمثل اعترافا أن النهاية ليست نتيجة نصر أو انتصار، بل فراغ خلفه دمار.

 

نعم، انتهت الحرب – أو تكاد– لا لأن أحدًا انتصر، بل لأن كل شيء قد تدمر، فلم يبق ما يقصف، ولا ما يدافع عنه بالحجارة او من خلف الاسوار، لكن ما بقي، رغم كل شيء، هو الأمل الذي لا يهدم، والصبر الذي لا يقهر، والناس الذين رغم الجوع والموت، ما يزالون ينظرون إلى السماء وكأنهم يقولون: «ما ضاقت إلا لتفرج.»

 

 وهنا دعونا نعود ونتوقف ونتحدث عما يقولون من مستقبل وانتصار!  وهل يبنى الانتصار على الأشلاء والدمار؟

 

وأي مستقبل يمكن بناؤه حين تمحى المنازل والمدارس، والمستشفيات، والذكريات؟ وهل سيبنى كل ذلك حين تهجر العائلات، وقد عاشت الأطفال على مشاهد القصف والدمار والويلات؟

 

غزة اليوم، وبعد سنة ونصف من الحرب، لا تحتاج إلى سلاح أو هدنة مؤقتة، بل إلى اعتراف بأن الحرب لم تكن يوما على تنظيم حماس او مقاومة، بل على شعب اصبح يعيش أهوال يوم القيامة.

 

 هنا أقول وأكرر كلام الرئيس الأميركي ترامب ان سنة ونصف من الحرب في غزة تكفي، لأن الحجر لم يعد يحتمل، ولأن البشر هناك لم يعودوا يملكون شيئا يخسرونه، كون الصمت عن غزة جريمة.

 

 ربما آن الأوان للعالم أن يلتفت حقا إلى غزة، لا ببيانات الإدانة أو وعود الإغاثة، بل بإرادة حقيقية لإنهاء هذه الدائرة الجهنمية، آن الأوان لأن تعاد للغزيين حياتهم، لا كجائزة ترضية، بل كحق مسلوب بعد كل تلك الحروب.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023