وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 18 – 5- 2025 تحذير أمريكي: أطعمة "صحية" شائعة مليئة بالسموم المرتبطة بالسرطان والتوحد واشنطن قد ترسل مدققين لتقصي مصير مليارات الدولارات المرسلة إلى أوكرانيا مهندسون أستراليون يطورون جهازًا عصبيًا يحاكي الدماغ البشري بقدرات فائقة المباحث الجنائية تبدأ حصر أضرار الاشتباكات الأخيرة في طرابلس وتدعو للإبلاغ عن مخلفات الحرب علماء روس يبتكرون مركبات عضوية جديدة بفعالية تسكين قوية وسمية منخفضة علماء الفلك يكشفون: نهاية العالم أقرب بكثير مما كنا نتوقع دراسة تكشف: الرجال أكثر عرضة للوفاة بـ "متلازمة القلب المكسور" رغم شيوعها بين النساء الكشف عن راتب هويسن مع ريال مدريد الارصاد: تراجع تأثير الكتلة الحارة وأجواء معتدلة خلال الأيام القادمة " الباقورة والعقبة الاعلى " .. "الأرصاد" : ذروة الكتلة الحارة أول قرار لإدارة ليفربول بعد إعلان أرنولد رحيله عن الفريق دراسة تحذر من تأثير محتمل لبديل السكر "الإريثريتول" على القلب والدماغ الجيش الليبي ينفذ عملية نوعية ويحرر جنوده الأسرى ويكبد المعارضة التشادية خسائر فادحة توجيه الاتهام إلى 31 شخصًا في قضية قتل "رحمة لحمر" بتونس.. بينهم رجل أعمال بارز

القسم : بوابة الحقيقة
الشطارة أنك تجبرها قبل ما تنكسر!
نشر بتاريخ : 4/9/2025 10:45:19 AM
المهندس مدحت الخطيب


بقلم: المهندس مدحت الخطيب

 

قد يقول قائل: إلى متى سيبقى القتل والتشريد وسفك الدماء في غزة، والأمة تعيش في سبات عميق ولم يتحرك لها ساكن مع هكذا إجرام لم يشهد العالم له مثيلا من قبل؟؟؟

 

ماذا قدمت مؤتمرات القمة العربية لخدمة القطاع المحاصر والمدمر غير الاستنكار والشجب والخطابات الرنانة؟؟

 

ماذا قدمت الأردن لغزة، وماذا قدمت باقي الدول العربية والإسلامية لها؟؟

متى سيتوقف شلال الدم، وما هي الطرق التي يمكن أن نخدم بها أهلنا هناك من تأمين للغذاء والدواء واللباس والمستلزمات الأخرى؟؟

 

هل العصيان المدني الذي طالب به البعض يخدم أهلنا في غزة، أم إنه باب من أبواب تقسيم المقسم وخلق حالة احتقان بين مكونات الشعب الواحد مما يساهم في أن تنحرف البوصلة عن الهدف الأسمى، وهو نصرة غزة والتعبير بطرق حضارية عن الموقف الأردني المتقدم على الكثير من الشعوب العربية والعالمية ؟؟  بالتأكيد، خلق حالة من الخلاف لا تخدم إلا أطرافًا أخرى لها مصلحة في الإضرار بهذا الوطن الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية أردنية ومسألة داخلية، وفي مقدمة هؤلاء الكيان الصهيوني الغاصب...؟؟

 

أليس من الطبيعي أن يتم التدرج في طرق التعبير عن الغضب، وأن نزن الأمور بمنظور عقلي لا عاطفي عند مطالبتنا بأي قرار حكومي غير مدروس؟؟

 

أليس من المنطقي عند التخطيط لأي مظاهرة أن نعرف من هم قياداتها، وأن يتم التوافق مع الجهات ذات الاختصاص لتأمين أماكن للتظاهر، وأن لا تتجاوز الشعارات الحدود المنطقية والهدف من وجودها، وبهذا نبعد المندسين عن تصدر المشهد أو التأثير على أهدافها؟؟

 

هل الهتاف ضد الجيش والأجهزة الأمنية، والتي قدمت الكثير لحماية الوطن والمواطن، يخدم غزة أم يحولنا إلى منحنى آخر ويخلق حالة لا يقبل بها أي وطني غيور على الأردن ومحب لغزة وفلسطين؟؟

 

هل إغلاق المحلات والشركات والمدارس والجامعات يساعد في لفت أنظار العالم لما يحدث في غزة أم لا؟؟

وهل الكثير من الشعارات التي يهتف بها البعض تتطابق مع الواقع العملي والمنطقي وممكن لدولة مثل الأردن القيام بها، أم إن لبعض الشعارات والمطالبات بعدًا آخر يحتاج إلى فهم وعليه الف علامة استفهام ؟؟

 

كمتابع أقوال كثير من النقاش والجدل دار من خلف الشاشات خلال الأيام الماضية حول العصيان المدني، بين رافض للفكرة وداعم لها. وقبل أن ندخل في ذلك، علينا أن نُعرف ما هو العصيان المدني، وهل من المنطقي المطالبة به، وخصوصًا أنه وُجد لمقاومة المحتل، والأردن بلد مستقل، ووجد كذلك للثورة على قرارات الاستبداد والظلم من قبل الحكومات، فهل كانت الحكومة مقارنة مع الحكومات العربية مستبدة بقراراتها حول غزة؟

بالمختصر ولمن روج لذلك(( رغم قلتهم))، العصيان المدني، ومهما تم تجميله من قبل المطالبين به، هو ليس بمظاهرة أو وقفة احتجاجية سلمية ولا هو تعبير عن الرأي والعضب والرفض لما يحدث، ولا حتى حلقة تلفزيونية أو ندوة صحفية تنتهي بعد نشرها،  هو رفض الخضوع للقانون المعمول به وانكار او تجاهل للسلطة والتي تُعَدُّ في عين من ينتقدونها ظالمة. وينسب هذا المصطلح للأمريكي هنري دافيد ثورو، الذي كان قد استخدمه في بحث له نشر عام 1849، في أعقاب رفضه دفع ضريبة مخصصة لتمويل الحرب ضد المكسيك، بعنوان «مقاومة الحكومة المدنية».

أما اليوم، فقد اتسع هذا المفهوم ليشمل العديد من الأشخاص الذين يمارسون أفعالًا تسعى للإحلال إعلاميًا محل «الحركات المناهضة للدعاية». ولا يرى البعض في هذه الأفعال إلا نوعًا من الإضرار بالممتلكات. أما البعض الآخر، فيجدونها أفعالًا مفيدة تهدف إلى تغيير سياسة السلطات..

 

ومن هنا، عندما طالب البعض بالعصيان المدني، وبصدق لا نفهم من أين أتت الفكرة لديهم ومن يغذيها داخليا وخارجيا، ومن هم القائمون عليها، وما هي أهدافها، فهكذا طلبات مبهمة وغير واقعية خلقت بابًا من أبواب التشويش على الخيرين الداعمين من أبناء الأردن الصادقين والمتواجدين ومنذ اليوم الاول في الساحات والاماكن المخصصة للتظاهر واماكن الدعم بمختلف اشكالها والوانها..

.

منذ السابع من أكتوبر، وقفت الأردن بشعبها وحكومتها وقيادتها بالسر والعلن مع أهلنا في غزة، وهذا ليس بغريب علينا. فما يُدمعهم يُبكينا، وما يُؤلمهم يجرحنا، ولكن واقولها بكل اسف ورغم المواقف الوطنية المعلنة، إلا أن البعض ما زال يشكك في ما قامت به الدولة، لا بل يجرنا إلى مربعات فتنة لا تخدم سوى العدو، فأسألكم بالله يا عقلاء الأردن ويا ملح الوطن  لا تجعلوا للمرجفين  الموزمين  علينا سلطانًا مبينًا.

في الختام أقول: قال أحد الشباب لأحد الشيوخ والدي بجبر المكسور، رد عليه  الشيخ وقال  الشطارة يا ابني أنك تجبرها قبل ما تنكسر...

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023