تسمم غذائي يطال 23 طالباً في إربد بعد تناولهم الفلافل من مطعم هل استخدمت الحكومة "حيلة" لرفع فواتير المياه؟ فيديو لا فواتير "هواء".. والمياه توضح لـ "الحقيقة الدولية": تصريحات الوزير فهمت بشكل خاطئ ترامب يصل المملكة المتحدة في زيارة دولة ثانية تاريخية الحسين يحقق فوزا ثمينا على سباهان الإيراني في مستهل مشواره الآسيوي أمير قطر يحلُّ ضيفا على الأردن اليوم أجواء معتدلة في أغلب المناطق حتى السبت- فيديو اربد : تسمم 5 طلاب إثر تناولهم وجبات من مطعم وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء17 -9 -2025 بسبب خلاف على اصطفاف سيارة - وفاة بمشاجرة في منطقة طبربور إعلان الدفعة الرابعة من مرشحي بعثات الدبلوم العالي للمعلمين - رابط الحسين إربد يستهل مشواره الآسيوي بفوز على سباهان الكرك .. جمعية سيدات مدين الخيرية تنظم معرض للملابس المجانية أرسنال يعبر أتلتيك بلباو في مستهل مشواره بدوري أبطال أوروبا الحوثيون: استهدفنا هدفا "اسرائيليا" حساسا في يافا
القسم : بوابة الحقيقة
المحتفلون والمتفرّجون
نشر بتاريخ : 4/9/2017 5:47:00 PM
د. عودة أبو درويش
 

بقلم: د. عودة أبو درويش

ستّ سنوات من حرب مدّمرة أكلت الأخضر واليابس في كلّ مدن وقرى سوريّا . حرب لم يربحها أو يخسرها أحد من اللاعبين الرئيسيين أو من الذين يدعمون هؤلاء اللاعبين . حرب شرّدت الملايين في داخل سوريّا والى خارجها . كلّما قويت شوكة النظام واستعاد السيطرة على بعض المدن أو القرى ، بدأت أمريكا والغرب بالبحث عن مبررات وافتعال سيناريوهات من أجل تقويض تلك الانتصارات واطالة أمد الحرب . واذا تعاظمت قوّة المعارضة المسلّحة تبدأ روسيا بضربها من اجل اضعافها . والخاسر الأوّل والأخير هو الشعب السوري والبنية التحتيّة للمدن والقرى ، ولكلّ ما بناه السوريين من أجل أن يعيشوا حياة لا يعتمدوا فيها على المساعدات الغربيّة والتي لا تعطي باليد اليمنى الّا وتأخذ باليسرى أكثر مما تعطي .

أعرف تماما أنّ هذا قدر سوريا والسوريين ، ولكن ما لا أفهمه هو احتفال باقي العرب ، المؤيّدين منهم للنظام السوري ، والمعارضين له بالضربات الموجعة التي تقوم بها الدول التي لا تريد لهذه الحرب المستعرة أن تنتهي . فاذا قامت امريكا بضرب مطار عسكري أو قاعدة عسكريّة للجيش السوري ، حتّى ولو لم تنتج عن هذه الغارة نتائج عسكريّة مهمّة ، أخذ المؤيّدون للسياسة الأمريكية بامتداح افعالها ، مع أنّها تكون قد قتلت وجرحت وشرّدت الكثير من السوريين . وعندما تراقب ردود أفعالهم تحسب أنّ تاريخ أمريكا أبيض ، وكأنّها لم تدمّر العراق ولا زالت تدمّره ، وكأنّها لا تدعم اسرائيل التي احتّلت الأرض العربيّة ولا زالت تدعمها بالمال والسلاح .

واذا قامت روسيا أو ايران بضرب مواقع الجماعات المعارضة المسلّحة ، وقتلت وشرّدت وجرحت الكثيرين أيضا من أبناء سوريا ، أقام المؤيّدين لها احتفالات نصر و كأنّهم ينسون أنّ الأرض التي وقعت عليها الصواريخ ، هي أرض عربيّة سوريّة ، وأن الذين يموتون أو يشرّدوا هم سوريون عرب ،  والمباني التي تدمّر ، والبنية التحتيّة التي تخّرب ، والمستشفيات والمدارس التي تنهار بفعل القذائف الصاروخية ، هي ملك للسورين وهم من سيخسرها وليس غيرهم . 

المتفّرجون من العرب على ما يجري أسوأ من المحتفلين ، فهم عن وعي أو عن غير وعي ، يعتقدون أنّ ما يجري لا يخّصهم وأنّ الدول الكبرى التي تتصارع على أرض سوريا , لا تستطيع قوّة أن توقف تصارعها . وأنّ الأسلم لهم أن يضعوا رؤوسهم في الرمال خوفا عليها من القصف ، تاركين للآخرين لعب الدور الرئيسي والأساسي في تحديد مستقبل دولة عربيّة ، أرضها وسكانها ، وماضيها ومستقبلها عربي . وعلى العرب المتفّرجين والشامتين والمحتفلين والنائمين أن يفعلوا شيئا باتجاه الحل السياسي في سوريّا ، لعل التاريخ يذكر ذلك لهم .

على المحتفلين والمتفّرجين من العرب ، أن يفهموا اللعبة التي تجري على أرض سوريا . فسيخسر كلّ العرب ، أكثر من خسارتهم الحاليّة ان وقفوا موقف المتفّرج على ما يجري أو دعموا فئة في حربها على فئة ، وعليهم أن يدفعوا باتجاه حلّ سياسي يرضى به جميع الأطراف السوريّة بعد خروج الأغراب منها .  

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025