بقلم: المهندس مدحت الخطيب
في عام 1922 قام الفرنسيون باعتقال
أدهم خنجر دخيل سلطان باشا الأطرش... وهو لبناني من ضمن الثوار المشاركين في
محاولة اغتيال الجنرال غورو... حيث كان سلطان باشا يومها خارج قريته وعند عودته
طالب الباشا الفرنسيين بتسليمه دخيله إلا أنهم رفضوا ذلك فأعد رجاله واشتبك مع
الفرنسيين في معركة سميت تل الحديد والتي كانت نتائجها ذبح فرقة بوكنان ومحاصرة
السويداء وأسر أربعة جنود فرنسيين ومن ثم اشتدت الحرب وقام الفرنسيون بذبح خنجر
وتدمير منزل سلطان باشا ومطاردته لتنفيذ حكم الإعدام به ومن معه من الثوار...
بعدها بفترة كان سلطان في زيارة لإحدى
المناطق وكان جالسا على الأرض وبيده عود ينبش به الأرض فسأله أحدهم (من مسقعين
الوجوه) والذين يتكاثرون في مجتمعاتنا كالذباب هذه الأيام للأسف الشديد:
يا باشا، هل يستحق دخيل عادي أن يقتل
لأجله سبعون من خيرة فرسانك؟؟؟
فلم يتكلف الباشا بأن يرفع نظره إليه
وظل ينبش بالأرض بعوده ناظرا للعود ودون اكتراث لحديث هذا الرجل ..فكرر الشخص عليه
الكلام ،وعندها قال جملة والتي لا زالت تردد مثلا لغاية الآن:--
يا هنيال اللي ما عنده كرامة!!!!!
يا هنيال إلى ما عنده شرف!!!!!!
اليوم وبعد معركة طوفان الأقصى
والضربات المؤلمة التي تلقتها دويلة الكيان، في عقر دارهم أصبحنا نسمع ونشاهد عددا
من (مسقعين الوجه) رغم قلتهم يعاتبون حماس وأهل غزة على معركة طوفان الأقصى؛..
ويتشدقون بلغة المنهزمين، قصار القامة
والكرامة والعزة والكبرياء، يقولون وبعد هذا الحجم من الدمار والقتل والتشريد ماذا
استفادت حماس وأهل غزة من هذا الهجوم ؟؟؟
وهل يعادل ما فعلتموه في السابع من
أكتوبر كل هذا القتل والتدمير الذي حل على غزة؟؟؟
لا بل وصل الانحطاط ببعضهم أن يصفق
ويدعم ويطبل ويروج للمحتل ويطعن بالمقاومة صانعة المجد ورجالها الأبطال الأطهار...
اقول ...أمثال هؤلاء لا يعلمون أن
للكرامة ثمنا وأن للقدس وفلسطين مهرا يدفع عن طيب خاطر من الرجال الرجال الأوفياء
لله أولا وأخيرا، ولعقيدتهم وقضيتهم ثانيا ومهما كان ذلك الثمن...
صدقوني هي الحياة فيها من يخرج من تحت
الركام والبيوت المهدمة ليعيد للأمة مكانتها دينهم وديدنهم في رباط مع الله حتى
النصر...وفيها من لا كرامة لهم ولا شرف ولا عنوان، غثاء كغثاء السيل...
يكفي أهلنا في غزة أنهم يواجهون أقذر
ما خلق الله، أبناء القردة والخنازير بصدورهم ودمائهم وأطفالهم وأموالهم دفاعا عن
شرف الأمة العربية والإسلامية والعالم الحر وإن هذا لكبير على المتخاذلين،
المتأخرين في نصرة الحق وأهله...