الاحتلال يعتقل 40 مواطنا من الضفة فصل مبرمج للتيار الكهربائي عن مناطق بلواء بني كنانة الترخيص المتنقل في بلدية دير أبي سعيد مجزرة جديدة.. 24 شهيدا جراء قصف مستشفى ميدانياً في مدرسة بدير البلح مذكرة تفاهم بين جامعتي الألمانية الأردنية والإسراء لتعزيز شراكتهما العلمية والبحثية بني مصطفى تطلع على مشروع البيوت البلاستيكية الزراعية الممول من التنمية الاجتماعية نقيب المهندسين الأردنيين: بيئة الاستثمار في الأردن غير مشجعة الأستاذية للدكتور البلداوي.. مبارك اضطراب متواصل في حركة القطارات السريعة الفرنسية غداة أعمال تخريب 830 مليون دينار صادرات محضرات الصيدلة والألبسة خلال 5 أشهر تشكيل كتلة الرسالة لخوض الانتخابات النيابية القادمة في جرش مرصد الزلازل الأردني: هزة أرضية بقوة 4.7 ريختر في البحر الأحمر وزيرة التنمية: 235 ألف أسرة تنتفع من صندوق المعونة الوطنية دعوة الطلبة الأردنيين في مصر لاستخراج البطاقة الذكية أم الجمال الأثرية رمز للثراء التاريخي والثقافي وجوهرة تعكس التنوع الحضاري بالمملكة

القسم : بوابة الحقيقة
الشخصية الوطنية والاستقلال والجيش
نشر بتاريخ : 5/21/2023 6:33:30 PM
العميد الركن المتقاعد إسماعيل عايد الحباشنة

تأتي الشخصية الوطنية كصفات تعكس خصوصية مجتمع ما وتميّز حركته على الدوام ، وتتشكل تلك السمات في العادة كنتاجٍ لتفاعل ثلاثة عوامل اساسية تتجسد بصدى المكان (الجغرافيا)، وبوح الزمان (التاريخ) ، وبذل الإنسان ( العنصر المرن) بين تلك المرتكزات الأساسية الهامة الثلاثة وتسعى الشعوب والأمم لصناعة الفكر الاستقلالي حتى تصل إلى الاستقلال الحقيقي. وهذا الفكر ليس بضاعة نستوردها من الخارج، وإنما هي بضاعة فكرية يجب أن تُصنع في الداخل لتحمينا من الخارج

 

 تمر  ذكرى الاستقلال  المجيد سنويا وما لها   من احترام وإجلال لدى أبناء المجتمع الاردني الواحد، فإنها تحمل معاني ودلالات تَفرض علينا التوقف عندها، كي لا يُقتصر الاحتفال بهذه المناسبة على الجوانب الرمزية التقليدية فقط، وإنما إعطاء المناسبة القيمة التي تستحقها واستخلاص الدروس التي تُعيننا على رسم مستقبلنا، بهدف استكمال الأهداف الحقيقيّة لأولئك الذين ضحوا بالغالي والنفيس لإنجاز الاستقلال.

 

هذه الشواهد، وغيرها الكثير؛ تبرهن أن هذه الأرض كانت على الدوام حاضرة وفاعلة في مجريات التاريخ، كما أنها شكلت نقطة التقاء، للجماعات والمعتقدات والثقافات؛ فكانت بالفعل همزة وصل.. تجمع ولا تفرق، تصل ولا تقطع.. وهذه الصفة الرئيسة للجغرافيا الأردنية، أثرت في تشكيل الشخصية الأردنية.

 لقد ساهمت مؤسستان في استكمال نضوج الشخصية الأردنية المعاصرة  وهما: المؤسسة العسكرية الأردنية التي أعادت انتاج الشخصية الأردنية وأطّرتها وطنياً، والمؤسسة التعليمية الأردنية التي عملت على عملية إعادة انتاج موازية للشخصية الأردنية ولكنها معرفية وتأهلية.

 

هذا الحديث، يقودُنا إلى بُعد مهم لهذه الشخصية؛ إذ اتسمت بأنها شخصية بنّاءة، بالرغم من واقع «الندرة»، وما نطلق عليه «شحّ الإمكانات». وإذا أخذنا واقع المؤسسات لحظة تأسيس الإمارة عام 1921م، وما أضحت عليه بعد عقد واحد فقط، يتضح لنا مستوى وقوة إرادة البناء والتأسيس

 

 إذا كان لنا أن نتعلم شيئا من هذه المناسبات الوطنية العزيزة على نفوسنا، فهو معنى الحرية ومغزى الكرامة. ومثلما استطاع أجدادنا وآباؤنا نيل الاستقلال بجهدهم وتضحياتهم، فإن فرصنا في إحداث تغيير حقيقي يعتمد على ما نستطيع بذله من جهود وتضحيات من أجل تحسين واقعنا وضمان رفاهية مستقبلنا.

 

إن الاستقلال يعني الاختيار الحرّ لتمكين أنفسنا من أداء الواجب، وأخذ الحقوق، والحفاظ على الحرمات، ويعني أن لدينا حرية في المشاركة ومتابعة الخيارات الشخصية، بقصد التعلم، والنمو، واكتساب الحكمة، مع الاستعداد الكامل لمواجهة النتائج المترتبة على تلك الخيارات، أي أن الاستقلال يعني جدية السعي الفردي والجماعي لخلق مجتمع تتوفر فيه شروط العدل وقيم المساواة، لأن الاستقلال الحقيقي يعني الاعتراف بأن كل واحد منا لديه الحق في التفكير والمعتقد، ولديه الحق في التعلم، لتقديم أفضل ما عنده لمصلحته ورفاه المجتمع من حوله.

 

   الإنسان الأردني بشخصيته الوطنية هو الذي صاغ الهوية الوطنية الأردنية   وهي نفسها التي   صنعت الاستقلال والإنجاز في شتى المجالات، وهي التي رسمت صورة الأردن الحضارية، وهي محط العناية والرعاية من لدن قائد مسيرتنا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه الذي يرى في تعزيزها وبنائها ما فيه تقدم الأردن وتطوره وتعظيم منجزات وصون استقلاله، الشخصية الوطنية لا يختلف على تصنيفها أحد لأنها دوماً في خندق الوطن وسجلّها وطني مُشرّف، وتعارض السياسات وليس الثوابت، وتبنى على الإيجابيات وتسعى لتصويب السلبيات، وتعمل للوطن وفي خندق الوطن وليس للمصالح الشخصية، ولا تساوم على المبادىء الوطنية، ومع الوحدة الوطنية الجامعة للنسيج الإجتماعي الوطني، ولا تنسلخ عن عاداتنا وتقاليدنا وموروثنا الحضاري، وتشكّل قدوة ونموذجا للأجيال وتشارك بكل المناسبات الإجتماعية وتُعزّز الأخلاقيات والسلوك الإجتماعي.

 

 وسيبقى الجيش العربي الأقرب إلى نبض الوطن والقائد يقدم في سبيل أمن الوطن واستقراره وكرامة أهله قوافل الشهداء الذين تزيّن أرواحهم ودماؤهم سماء وأرض الوطن عبر التاريخ الحافل بالمجد والحرية والكرامة.

 

ومما لا شك فيه  ان الأمن والأمان من أهم منجزات الاستقلال، فنعمة الأمن التي أنعم الله بها على وطننا العزيز نعمة تحميها على الدوام القيادة الهاشمية المظفرة، التي ما فتأت تلتمس إحتياجات الناس في طول المملكة وعرضها  على الرغم مما مرت به  الدولة الأردنية  من الظروف السياسية والتحديات الصعبة عبر تاريخها، غير أن قدر الله وحكمة القيادة الهاشمية والرؤى والمنهج السياسي الثابت ساهم في حماية المملكة الأردنية الهاشمية وتعاظم شوكتها في اقليم ملتهب، لتصبح المملكة دولة قوية ورقما صعبا منذ استقلالها، وستبقى بإذن الله بهمة قيادتها وأبنائها المخلصين.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023