وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه السرحان والعثامنة نسايب – صور تشييع جثمان النقيب المتقاعد إبراهيم عمر دغجوقة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشائر الزبيدي والعرموطي وحدادين والعبداللات العمرو حماس: ردنا على مقترح الهدنة اتخذ بالإجماع

القسم : بوابة الحقيقة
بين فلسفة الإبهار وواقعية الإشهار
نشر بتاريخ : 9/14/2021 1:31:08 PM
د. فراس السليتي


التحليل المنطقي لأي واقع يعطيك دلالة واضحة على موجودات الواقع، والمدخلات السليمة في علم الإدارة تقودك إلى المخرجات السليمة، ولعل من أهم مخرجات قراءة واقع الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين اليوم أنه لم يقدم للمسؤولين رؤية واضحة تتفق وترسيخ مبادئ اللجنة البارالمبية الدولية، وذلك من خلال الدعوة إلى الحركة البارالمبية الدولية وتنميتها تبعاً للميثاق البارالمبي الدولي، مثلما سبقتنا إلى ذلك العديد من الدول العربية كالعراق وليبيا واليمن وتونس والإمارات والكويت والبحرين والسعودية وغيرها، إذ اكتفت اللجنة المؤقتة المنتهية شرعيتها بتقديم مشروع "لقانون اللجنة البارالمبية الأردنية" منذ عدة سنوات تقديماً لا هوية له، وبات حبيس أدراج الهيئات الحكومية المعنية نظراً لوجود جهة مماثلة متمثلة باللجنة الأولمبية المسؤولة عن الاتحادات الرياضية الأردنية جميعها. وهنا من حقنا أن نضرب أخماسًا بأسداس، جراء تلك المحاولة العقيمة البائسة التي أسست لمرحلة غامضة غررت بكل ما يمكن من الهواجس والتمنيات التي كانت ستضمن الموازنة التي تخدم مستقبل الاتحاد وعنوان استقراره، والذي هو المظلة التي يتفيأ ظلالها الرياضيون ذوو الإعاقة جميعاً .

 

نتفق جميعاً على اختلاف توجهاتنا الفكرية ورؤانا التطويرية؛ أن صيغ العمل الفردي التي جربت سابقاً وعلى مدار عقود خلت؛ عجزت عن إثراء الهيكل الرياضي العام وتطويره وتوافقه مع المنظومة الرياضية الدولية، وإنشاء اتحادات رياضية - تقودها شخصيات رياضية وازنة-  مستقلة إدارياً ومالياً، ولديها برامج شاملة وواقعية واستراتيجية عملية تطويرية متنوعة ومختلفة  تستجيب لهموم الرياضيين وتطلعاتهم، وتكون قادرة على إحداث فرق جوهري، مع الأخذ بالاعتبار إفراد فقرات في مشروع اللجنة البارالمبية الأردنية القادم، الذي من شأنه إيجاد اتحادات خاصة لكل رياضة على حدا ودعمها دعماً مادياً ومعنوياً، مع عدم إغفال أمر إشراك ذوي الإعاقة الخبراء والأكفياء وزيادة عددهم فيها، كي تحقق الهدف الأهم الذي وجدت من أجله.

 

 لذلك جاءت - واستجابة لهذا التشخيص ورغبة قاطعة بالتغيير- المطالبة بتحديث المنظومة الرياضية برمتها لتكون منجزاً كبيراً واستثنائياً يؤسس لمرحلة جديدة لاتحادنا، وبدعم وضمانة ملكية، وبرعاية خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مرعد بن رعد حفظهما الله ورعاهما.

 

هي صرخة نوجهها للعقلاء المعنيين بالتغيير الحقيقي الملموس، وبتغيير منهجيات فهم وتحليل وخطاب جيل الرياضيين ذوي الإعاقة المعاصر، فهذا جيل خاص، بمواصفات خاصة، بعقلية خاصة تمامًا، يفهم ما يشاء وكما يريد، وحجم الهيمنة على عقله وسلوكه أمرٌ بات من الماضي. فخلف هدوء هذا الجيل بركان من النفور من الواقع، وطوفان من التشكيك في الكثير من القرارات التي يجدها بعيدة عن ميوله وتوجهاته، ولا يمكن تحديد توجهه المستقبلي إلا لمن يملك خطابه الناضج العقلاني، لا من خلال الجهل والعشوائية والخطاب العام، بل من خلال الخطابات الموجهة مباشرة لهم بأسلوبهم ولغتهم ومنهجيتهم المعاصرة.

 

وهنا يمكن لحوار واسع أن يتم بين النخب الرياضية والإعلامية والأكاديمية والمؤسسات والهيئات الرياضية المعنية على اختلافها حول أعمال الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين لتحديث منظومته وفقاً لمنظومة اللجنة البارالمبية الدولية، والذي يمكن تفهمه في الإطار الإيجابي على أنه دلالة واضحة على حيوية الرياضيين وتفاعلهم واشتباكهم مع القضايا التي تطال مستقبلهم مع الحرص على المصلحة الوطنية التي نسعى لها كرياضيين نشميين ونشميات، لا من أجل البحث عن مكاسب جهوية أو فئوية أو حتى شخصية، أو لمجرد المناكفة وبث شعور الإحباط واليأس ونزع القيمة الحقيقية من أي توجه تحديثي وإصلاحي نحتاجه، ولا يمكن أن نتحدث عن المستقبل من دونه.

 

المهمة كبيرة إن تمت - يمكن وصفها بالتاريخية فعلاً- فنحن أمام منعطف كبير في مسيرة الاتحاد الأردني لرياضة المعاقين، لا بديل عنه للعبور للمستقبل الذي يشارك فيه الجميع ويشعر بأنه جزء منه ومن صياغته وصناعة القرار فيه، وفي طليعة هؤلاء الرياضيون ذوو الإعاقة. فهنالك ما يستدعي أن نكون جميعاً بحجم تطلعات وطموحات ذوي الإعاقة في وطننا الحبيب، وهذا يتطلب من الجميع - وفي مقدمتهم الغيورون على مستقبل رياضات ذوي الإعاقة - العمل الحثيث على شرح وتوضيح مبررات إيجاد اللجنة البارالمبية الأردنية  وإشهارها خلال المرحلة القصيرة القادمة.

 

لقد حان الوقت لإيلاء اتحاد رياضة المعاقين الاهتمام الـذي يستحقه وبلورة سياسات تصحيحية تصب في الجهود الإصلاحية في المجالات المختلفة. لم يُعد بوسعنا ترك الأمور كما هي عليه الآن.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023