نشر بتاريخ :
05/07/2025
توقيت عمان - القدس
10:20:23 PM
الحقيقة الدولية -
أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد خلال استضافته في برنامج "واجه
الحقيقة" أن طبيعة المواجهة الحالية بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال تمثل
نموذجا لما يعرف بالعمليات غير المتكافئة، والتي لا تقاس بالمقاييس التقليدية كعدد
القتلى أو حجم الدمار، بل بقدرة الطرف الأضعف على الصمود وكسر إرادة العدو.
وأوضح أبو زيد أن "العدو الصهيوني قاتلٌ وليس
مقاتلا"، مشيرا إلى أن المقاومة نجحت في الحفاظ على تماسكها بعد كل عمليات
الاحتلال، واصفا إياها بأنها أعادت إنتاج نفسها ودخلت في "عُقد قتالية"
متقدمة. وأضاف أن حروب العصابات تختلف عن الحروب النظامية، حيث لا تكون الغاية
تدمير العدو بقدر ما هي كسر إرادته، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية لم تُكسر
إرادتها، بل تمكنت من فرض معادلات جديدة على الأرض.
وحول العمليات الأخيرة، اعتبر أبو زيد أن عملية بيت حانون
شكلت استنزافا كبيرا لجيش الإحتلال، رغم أن خسائره لم تكن نتيجة اشتباكات مباشرة،
بل بسبب ما وصفه بـ"فقدان الثبات الانفعالي" داخل صفوف الجنود، بعد
حادثة اصطدام آليتين ومقتل أحدهم بنيران صديقة، وهو ما يدل – بحسب أبو زيد – على
الضغط النفسي والإرهاق المتزايد داخل قوات الاحتلال.
كما أشار إلى أن بصمات القائد عز الدين الحداد باتت واضحة
على الكمائن التي تستخدم فيها العبوات الناسفة، في إشارة إلى تطور تكتيكات
المقاومة، مضيفا أن الطرفين يسعيان اليوم إلى رفع الكلفة على بعضهما البعض.
وختم أبو زيد حديثه بالإشارة إلى أن مجرد جلوس الاحتلال على طاولة
المفاوضات مع المقاومة يُعدّ بحد ذاته مؤشرا على تفوق المقاومة، متسائلا:
"كيف لمن أراد قبل 640 يوما القضاء على المقاومة بالكامل، أن يعود اليوم
للتفاوض معها؟"