الشرايري رئيساً لجامعة اليرموك والشلبي للطفيلة التقنية موقف إنساني.. أهالي الكرك يتكفّلون بمراسم عزاء ودفن مواطن يمني اطلاق مبادرة كلنا سواء في جامعة جرش العزام يفتح النار .. المكتب الهندسي خالف العقود ونطالب بتعويضات تصل الى 790 الف دينار الغذاء والدواء تكشف لـ "الحقيقة الدولية" عن قرار مهم يتعلق بالألبان الكوفحي يوجّه انتقادات حادة للقرارات التي تعرقل مشاريع استثمارية في إربد بلدية السرحان لـ "الحقيقة الدولية": تعثر مشاريع الطرق خارج التنظيم يهدد بخسارة مخصصات مالية كبيرة مسودة نظام تحظر الدعاية الانتخابية في عمّان إلا عبر الوسائل المرخصة البنك المركزي يقرر تخفيض أسعار الفائدة 25 نقطة أساس الاحتلال يكثف قصف الأبراج والمنازل في قطاع غزة الصحة لـ "الحقيقة الدولية": إغلاق المطعم الذي تسبب بتسمم طلبة في إربد وارتفاع الحالات إلى 55 وزير العدل لـ "الحقيقة الدولية": إطلاق 100 خدمة إلكترونية جديدة بنهاية العام ازدحامات خانقة نتيجة تصادم 3 مركبات في نفق الداخلية 497 ديناراً متوسط الرواتب التقاعدية لكافة المتقاعدين في 2024 أجواء معتدلة خلال عطلة نهاية الأسبوع- فيديو
القسم : بوابة الحقيقة
لتراها جميلة
نشر بتاريخ : 4/9/2021 9:20:42 PM
مهنا نافع

بقلم: مهنا نافع

 

   والآن أدركت أن أجمل الأيام كانت أيام مدرستي، وإن أحب الناس إليّ رفاق الصبا، وإنه مهما تغيرت أحوالنا عندما نلتقي نعود لسيرتنا الأولى كما كنا، نجتمع لنضحك، ونلعب لنفرح، لا نميز بعضنا عن بعض إلا بجمال الإبتسامة، سعينا المنشود قضاء وقت جميل مع رفقة طيبة، نتحاور وقد نتخاصم، وبكل يسر نتصالح، صداقتنا وصفت ببساطة فقد كنا لا نعرف الكثير من الكلمات فالبعض منها جهلناه، منها عرفنا ألوفاء والإخلاص، ومنها جهلنا ألتزلف والنفاق .

 

   وكبرنا مع قريتنا وأصبحت بالعرف مدينة فضاقت الطرق وانبعث غاز ليغير لون السماء والسحب، وقلت أزهارها وكثرت بالليل أنوارها، ومع الأيام خشنت أصواتنا وفقدنا الكثير من نعومة أظفارنا، وإبيض ما تبقى من الشعر على رؤوسنا، تغيرنا وتغيرت أسماءنا فنحن الآن كبار السن، وأما قريتنا  فتدعى اليوم بالمدينة الكبيرة .

 

   بقينا كما كنا نحبها، فهي بقلوبنا غالية عزيزة، وإن بدى بها بعض المظاهر عنا غريبة، فلكل الأماكن ذكريات، هناك جلسنا وهناك لعبنا، وإن تتغير المعالم لتنهي كل الملامح لتلك الأماكن فلن نرتبك أو نحتار لأننا نعلم أن الوجدان غني بكم هائل من الذكريات، من ذكريات الإبتسامة الرقيقة والرفقة الصالحة والوجوه الغانمة والكلام الطيب والصداقة الصادقة والمواقف المشرفة والمشاعر الجياشة كلها كانت ذكريات جميلة ولكن أجملها كان الإثار وبسخاء رغم ضيق الحاجة، فقولي لي يا مدينتي أأنت فقط من أحبك الآن أم أنت والإنسان؟

 

    نحب الوطن وقد نراه بمكان  بقرية أو بمدينة ولكن ساكنيه هم من يجب أن نحب أكثر وإن كنا لترابه نحب ونعشق فإنسانه هو من أجدر بالعشق أكثر، فحب الأماكن لا يفصل أبدا عن محبة أهلها من قاطني المساكن .

 

   ومهما أخذتنا المدينة بعيدا عن سيرتنا الأولى وإن حاولت أن تذيبنا بين متاهات أزقتها ستحن قلوبنا وبلمح البصر إلى أي كينونة تذكرنا بالماضي الجميل، لندرك المعنى الصحيح للأصالة والعراقة، نعم إنه التراث، تراث الصدق والجود، تراث النخوة والمحبة، تراث السماحة والطيب .

 

    تراث ثري بكلمات كلها سمات خير لنتاج الخير من إرث للمواطن الإنسان ، ذلك هو تراثنا ورثناه من أجدادنا وليس للمدينة أن تذيبنا بمتاهاتها، فحداثتها وجدت لخدمتنا، ولن تذيبنا أو حتى لفطرتنا تنسينا، ويا ليتنا نعود كما كنا مع رفاق الصبا فلو إستطعنا أو حتى لو قليلا ًمن ذلك اقتربنا، لن نرى ألأيام إلا كسابق عهدها، جميلة كجمال طفلة بمهدها .

 

مهنا نافع

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025