وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاحد 6- 7- 2025 الإدارة المحلية: قرار حل مجالس البلديات لم يُتخذ بعد إصابة شخصين بطلق ناري نتيجة مشاجرة بمرج الحمام وفد "إسرائيلي" إلى الدوحة للتفاوض حول خلافات اتفاق وقف إطلاق النار منتخب سيدات السلة يبلغ نصف نهائي البطولة العربية تشيلسي يتجاوز بالميراس ليضرب موعدا مع فلومينسي في نصف النهائي بطلب من رونالدو.. النصر السعودي يغري رودريغو بشيك مفتوح باريس سان جيرمان يواصل عروضه القوية في مونديال الأندية 2025 أبو زيد : المقاومة في غزة تفوقت على الاحتلال رغم إختلال موازين القوى - فيديو الأردن يعزي الولايات المتحدة بضحايا الفيضانات عشرات العائلات تستفيد من مبادرة يلزمنا مالا يلزمكم في الاغوار الجنوبيه السرحان والعثامنة نسايب – صور تشييع جثمان النقيب المتقاعد إبراهيم عمر دغجوقة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشائر الزبيدي والعرموطي وحدادين والعبداللات العمرو حماس: ردنا على مقترح الهدنة اتخذ بالإجماع

القسم : بوابة الحقيقة
اثر الثقافة السياسية على النظام السياسي
نشر بتاريخ : 9/28/2020 12:06:45 PM
الدكتور عثمان الطاهات

الثقافة السياسية هي القيم والاتجاهات والسلوكيات والمعارف السياسية لافراد المجتمع ، وبهذا تكون الثقافة السياسية ثقافة فرعية او جزء من الثقافة العامة للمجتمع، وبرغم انها مستقلة بدرجة ما عن النظام الثقافي العام الا انها تتأثر به .

 

لا تعرف الثقافة السياسية لاي مجتمع ثباتا مطلقا ، ولكنها تتعرض للتغير حتى ولو كان طفيفا وبطيئا ويتوقف جحم التغير على مدى معدل التغير في الابنية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ودرجة اهتمام النخبة الحاكمة بقضية التغير الثقافي، وحجم الاستثمارات التي يمكن تخصيصها لا حداثه ومدى رسوخ قيم ثقافة معينة في نفوس الافراد .

 

لا يعني القول بوجود ثقافة سياسية للمجتمع تماثل عناصرها بالنسبة لسائر افراده، اذ هناك دائما هامش للاختلاف الثقافي تفرضه عوامل معينة كالاصل العنصري، والديانة، ومحل الاقامة، والمهنة، والمستوى الاقتصادي، والحالة التعليمية .

 

لذلك كل نظام سياسي بحاجة الى ثقافة سياسية معينة تغذيه وتحافظ عليه فالحكم الفردي توائمه ثقافة سياسية تتمحور عناصرها في الخوف من السلطة والاذعان لها وضعف الميل الى المشاركة السياسية، وفتور الايمان بكرامة وذاتية الانسان، وعدم السماح بالمعارضة .

 

بالمقابل يتطلب الحكم الديمقراطي اخلاقا ديمقراطية ، فلا يمكن للديمقراطية ان تنمو وتستقر دون ايمان الانسان بكرامته وذاتيته، وهذا الايمان يحمل معه قناعة بأن للفرد حريات لا يمكن للحاكم ان ينال منها مع الاستعداد للدفاع عنها فيما لو هددتها السلطة .

 

تؤثر الثقافة السياسية على علاقة الفرد بالعملية السياسية فبعض المجتمعات تتميز بقوة الشعور بالولاء الوطني وهنا يتوقع ان يشارك الفرد في الحياة العامة وان يسهم طواعية في النهوض بالمجتمع الذي ينتمي اليه وفي دول اخرى يتسم الافراد باللامبالاة والاغتراب وعدم الشعور بالمسؤولية تجاه اي شخص خارج محيط الاسرة وفي بعض الاحيان ينظر المواطن الى النظام السياسي على نه ابوي يتعهده من المهد الى اللحد ويتولى كل شيء نيابة عنه، وبالمقابل قد يشك الفرد في السلطة السياسية ويعتبرها مجرد اداة لتحقيق مصالح القائمين عليها .

 

بالاضافة الى ما سبق يعتمد الاستقرار السياسي جزئيا على الثقافة السياسية فالتجانس الثقافي والتوافق بين ثقافة النخبة والجماهير يساعدان على الاستقرار اما التجزئة الثقافية والاختلاف بين عقلية الصفوة وعقلية الجماهير فيمثلان مصدر تهديد لاستقرار النظام السياسي .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023